| نادى السيارات
*
لم تعد السرعة القصوى هي التي تحدد أولويات زبائن السيارات في زمن الرادارات والتقيّد الإلزامي بالسرعات القصوى بل أصبحت الأولوية للتقدّم التكنولوجي وانتقلت الصورة الحضارية للسيارة من رموز مثل «قنبلة السرعة» و «الصاروخ» أو «الطائرة» إلى أجواء جديدة مثل«صالون مريح« و«غرفة اتصالات» راقية ومتنقلة بأفضل وسائل الحماية الممكن توفرها في جسم متحرك.
وأصبح لكل جهاز إلكتروني أكثر من استخدام فشاشة التلفزيون الصغيرة التي تستغل لعرض الفيديو تستغل كشاشة للتحكم بالملاحة الإلكترونية والتلفون والمكيّف والنظام السمعي والبصري كما يتم استغلال أجهزة رصد سرعة العجلات لأنظمة منع الانزلاق الدفعي والكبحي والتحكم بالثبات.
والموديل الجديد من بي إم دبليو 7 series BMW خير مثال على كيفية تكثيف المضمون التقني والتجهيزي بأقل عدد ممكن من الأزرار والعدادات والساعات.
وفي موازاة التقدم التكنولوجي في وسائل الراحة والرفاهية والاتصالات تشهد صناعة السيارات تقدما آخر في مجال وسائل الحماية والعمل على تطوير الأنظمة المختلفة لمنع الإنزلاقات والتحكم بالثبات وانتشارها في معظم قطاعات السيارات بما فيها السيارات الصغيرة وأصبحت صناعة إلكترونيات السيارات تقف اليوم على عتبة قفزة نوعية وكمية جديدة عنوانها التحكم الإلكتروني بأنظمة التعليق والتوجيه والكبح معاً ليصبح التكامل بينها أكثر تفاعلاً وفاعلية في تحسين عوامل الراحة والرفاهية والحماية معاً وانطلاق وسائل الكبح الإلكترو هيدروليكيEHB Brakes , Electro Hydraulic في مرسيدسبنز إس إل MercedesBenz SL الجديدة أحد الأمثلة على هذه الاتجاهات.
ومع اشتداد المنافسة لإيجاد تميز في كل تجهيز لسيارة جديدة بوظائف وكفاءات جديدة يتوقع تزايد اتفاقات التعاون الثنائية في بعض الميادين التقنية والفنية مثل تلك الحاصلة في مجال صناعة أنظمة رصد ضغط الهواء والإنذار عند هبوطه في أي الإطارات على غرار اتفاقات كل من غوديير Goodyear مع سيمنس Siemens وميشلان Michelin مع بوش Bosch من جهة ومع تي آر دبليو TRW من جهة أخرى تسمي الأخيرة نظامها إنتاير Entire Solution. فبعدما كشفت مرسيدس بنز وسائل حماية جديدة يتم تطويرها لاستباق الحادث PreSafe بعدد من التدابير الوقائية عرضت تي آر دبليو في معرض فرانكفورت الأخير مجموعة من الأنظمة الإلكترونية المخصصة للتعليق والكبح والتوجيه ووسائل الحماية المختلفة والتي سيبصر معظمها النور خلال السنوات القليلة المقبلة، ومن هذه الأنظمة نظام الحد الفاعل للتمايل الجانبي Control roll ARC Active والذي يحد من التمايل الجانبي عند الانعطاف وتلعب عارضة الحد من التمايل الجانبي Antiroll bar stabilizer دورها الميكانيكي التقليدي في مقاومة مبالغة الهيكل في الميل على أحد جانبيه عند الانعطاف برفع الجانب المنحني بعض الشيء وبخفض الجانب المرتفع في الجهة المقابلة ليستوي الهيكل قدر الإمكان.
وتعتمد تقنية تي دبليو آر في كل من جانبَي عارضة التمايل الجانبي وحدة تشغيل actuator هيدروليكية مرتبطة بنظام إلكتروني يتبلغ معلوماته باستمرار من أجهزة رصد حركة المقود وحركة الهيكل وعند بدء ميله يرتفع الضغط في وحدة التشغيل الهيدروليكية لمقاومة الميل والإبقاء على الهيكل في أفضل وضعية ممكنة من الاستواء الطبيعي، ويكفي الضغط الهيدروليكي الذي يستمد زيته من زيت نظام تعزيز التوجيه لمقاومة ضغط يصل إلى 0.4 ج أي 40 في المائة من قوة جاذبية الأرض وهو ما يوازي الضغط الذي يتعرض له الهيكل في الانعطاف المعتدل القسوة.
أما في ظروف القيادة الأقسى فيميل الهيكل بنسبة الضغط الإضافية بما يكفي لإبلاغ السائق بتخطيه معدلات منع التمايل. ولا ينحصر دور الحد الفاعل للتمايل الجانبي بسيارات الصالون سيدان أو الأخرى الكوبيه والكابريوليه الرياضية بل هو يفيد أيضاً في السيارات العالية الهيكل مثل الشاحنات الخدماتية الخفيفة أو الترفيهية الرياضية أو المينيفانات فلا تزداد نسبة الراحة وحدها فيها بل خصوصاً مستويات الحماية بفضل تضاؤل خطر انقلاب تلك السيارات الأكثر عرضة للظاهرة بسبب زيادة ارتفاع مركز ثقلها center Gravity ووجود نظام مثل الضغط الهيدروليكي يخفف من قسوة عارضة منع التمايل التقليدية ويمنح التعليق مستويات راحة عالية فوق الحدبات من جانب واحد (كما هو موضح في الرسم) وتدخل نظام الضغط الهيدروليكي يقلل من دواعي الحاجة لتلك العارضة، وفي الخطوط المستقيمة أو عند انتفاء الحاجة لهذا النظام يزول الضغط الهيدروليكي تماماً ليعود نظام التعليق إلى طراوته المريحة.
وهناك أنظمة أخرى كثيرة منها التعزيز الكهربائي لنظام التوجيه الذي يعتمده موديل فيات ستيلو الجديد وسيعتمد في الجيل التالي من رينو ميغان الذي سيطل في العام المقبل والكبح اليدوي الكهربائي Electric park brake (EPB) الذي يعوّض عن المكبح اليدوي التقليدي وتوصيلاته الميكانيكية بزر كهربائي يشغل مكبح التوقف التام عند وقف المحرك ونظام التحكم بثبات السيارة VSC vehicle stability control وهو مركب في سيارة كاديلاك إسكالايد Cadillac Escalade وفي لانسيا ثيزيس Lancia Thesis ويوازي ما تسميه بوش ببرنامج التحكم بالثبات ESP الذي يدمج وظائف مانعَي الإنزلاقين الكبحي ABS والدفعي traction control لتشغيل العدد الملائم من المكابح مع تخفيف بخ الوقود وتأخير الإشعال فور بدء انحراف الهيكل لإعادة السيارة إلى خطها المستقيم.
وتبقى جميع هذه الأنظمة والوسائل مرحلية حتى تتكامل جميعا ويظهر نظام التحكم والتوجيه الإلكتروني المتكامل بالسيارة (IVCS) Integratedvehicle control system بما فيها التوجيه الإلكتروني Steer bywire والكبح الإلكتروني Brakebywire وتعتبر تي آر دبليو عام 2010 موعداً واقعياً لوصول أنظمة التوجيه الإلكتروني إلى الأسواق بعد انتهاء الاختبارات اللازمة عليها وعلى بدائل التدخل الاحتياطي في حال إصابة النظام الأولي بأي خلل، وستتميّز أنظمة التوجيه الإلكتروني بفوائد كثيرة منها تخفيف العناصر الميكانيكية مثل إزالة العمود الممتد من المقود إلى علبة توجيه العجلتين وذلك سيخفف من الوزن والضجيج والكلفة وعناصر الخطر المحتمل في الحوادث واستغلال المساحة المخصصة حتى اليوم لعمود التوجيه لتركيب تجهيزات أخرى مكانه. وسيجعل التوجيه الإلكتروني الاتصال إلكترونياً بسلك كهربائي أولاً ثم يتطور ليصبح بواسطة الأشعة دون الحمراء لاحقاً بين المقود وبين وحدة أو وحدات تشغيل التوجيه الفعلي للعجلتين الأماميتين أو حتى العجلات الأربع. ويقترح بعض المهندسين إزالة المقود وإبداله بمقبض متحرك في الجهات الأربع مع الضغط العمودي كبساً أو سحباً إلى أعلى كما في الألعاب الإلكترونية أو الطائرات ويمكن للسائق مثلاً اختيار حدة التوجيه ودرجة اللين من بين خيارات كثيرة جداً وبكبسة زر بينما يرى مهندسون آخرون ضرورة المحافظة على المقود الدائري أمام السائق لأنه يشكل أيضاً موقع تمسك وارتكاز مفيد جداً في المنعطفات وهو العنصر الذي يحول دون ارتماء جسم السائق جانبياً على النحو الذي يتعرّض له الركاب في المنعطفات القاسية.كما تعد تي دبليو آر أن تسبق وصول أنظمة التوجيه الإلكتروني في نهاية العقد الحالي وفي حدود عام 2005 م بإيصال الكبح الإلكتروني الجاف أي من دون سوائل Brakeby wire إلى الأسواق.
وفي مجال وسائل الحماية التي تسبق وقوع الحادث PreSafe بعدد من التدابير الوقائية لتحسين وضعية الجسم والمقصورة لتقبل الضغط المقبل عرضت تي آر دبليو نظرتها إلى وسائل التحضير المسبق للركاب مثل رفع ظهر مقعد الراكب المستلقي قبل وقوع الحادث بقليل وللسيارة أو المارة مثل تعديل وضعية غطاء الصندوق قبيل صدم المترجل برفع مؤخر الغطاء بضعة سنتمترات خلال 0.06 ثانية لتخفيف وطأة الصدمة ونظام رصد تصويري Vision System لتحديد وضعيات الركاب باستمرار أو للتعرف إلكترونياً أيضاً على صورة مالك السيارة ومنع تشغيل محركها مع صورة مختلفة ومنع تشغيل الوسادة الهوائية مثلاً إن كان رأس الراكب قريباً جداً من موقع انطلاقها وإطلاق وسادات هوائية شبه مفرغة الوسط لتخفيف وطأة ضغطها عند ملامسة رأس السائق أو الراكب كما تعد و سائد هوائية تحتفظ بضغط هوائها الداخلي لبضع ثوان بعد انتفاخها لمنع سقوط الركاب من النوافذ مثلاً في حال انقلاب السيارة.وتحتفل شركة تي آر دبليو هذه السنة بالذكرى المئوية الأولى لتأسيسها وهي تتخصص في إنتاج الأنظمة والقطع والخدمات لصناعات السيارات والدفاع والجو والمعلوماتية وبلغت قيمة مبيعات الشركة في العام الماضي 17.2 بليون دولار أمريكي توزعت بين الولايات المتحدة 51 في المائة من مبيعاتها وأوروبا 41 في المائة وآسيا 5% وأمريكا اللاتينية 3% . ويعود معظم دخل المجموعة التي تشغّل سبعين ألف شخص في العالم إلى قطاعات صناعة السيارات 11 بليون دولار منها 6.5 بلايين من أنظمة التعليق والكبح والتوجيه وقطع المحركات و2.8 بليون من صناعة أحزمة الحماية والوسادات الهوائية وملحقاتها و1.7 بلايين من إلكترونيات السيارات وأجهزة الرصد والتحكم وضبط السرعة مقارنة ب3.2 بليون دولار من الأنظمة المعلوماتية والشبكية والدفاعية و1.9 بليون دولار من الصناعات الفضائية ووسائل الاتصالات المختلفة و1.1 بليون من مجال الطيران وخدماته، يذكر أن موقع شركة تي آر دبليو على الإنترنت www.trw.com
|
|
|
|
|