| الاولــى
*
في هذا الشهر المبارك، تغمر العالم الإسلامي معان سامية كريمة، تتجلى في أداء المسلمين لهذه الفريضة المقدسة، وهم يستقبلون هذا الشهر متشوّقين الى أيامه ولياليه، عاكفين على إعطائه حقه في عبادة الله، والتأمل في آياته، وتدبر جليل حكمته، والتفكر في واسع رحمته.
وفي طليعة المعاني التي يثيرها هذا الشهر المبارك في النفوس، تلك المشاعر التي تربط قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
فها نحن نرى أن المسلمين في مهبط الوحي وإخوانهم في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا، يصومون ويفطرون، ويتهجدون ويتعبدون، وقد انطلقوا غداة أن شهدوا أحلامهم، يؤدون لهذه العبادة حقها، شأنهم في ذلك شأن الجيش الواحد، انطلق الى ميدانه بعد أن بلغته صيحات النفير المدوّية.
والصوم دعوة الى النظام. وآية ذلك أننا نصوم في وقت واحد ونفطر في وقت واحد. والصائم يكون دائما وأبدا في قبضة النظام في مطالب الجسد، وحركات العقل، ونوازع الروح. فلا يفلت من هذا النظام الأسمى لحظة واحدة من ليل أو نهار..
إن شهر رمضان ليس جوعا ولا شبعا ولكنه عبادة كريمة سمحاء لمجاهدة النفس وترويضها على الصبر. وأخذها بالصدق في القول والعمل.
* «جريدة الأخبار المصرية 29/2/1960م 1380ه».
|
|
|
|
|