| متابعة
* نيويورك (د ب أ)،،
أكد مسئولون في الامم المتحدة وألمانيا أن مفاوضات حول تشكيل حكومة ما بعد طالبان في أفغانستان سوف تبدأ في برلين يوم الاثنين المقبل،
ففي نيويورك، أكد ميعوث الامم المتحدة بشأن أفغانستان، الاخضر الابراهيمي، موعد انعقاد المؤتمر بعد موافقة كافة الاطراف الافغانية على الحضور.
وقال الابراهيمي ان أقل من 30 مندوبا أفغانيا سيحضرون اجتماع برلين ولكن لم يتضح بعد من الذين سيمثلهم هؤلاء المندوبون بما فيهم مندوبو قبائل البشتون ذات النفوذ، وهم أكبر جماعة عرقية في أفغانستان وكذلك من داخل ميليشيا طالبان الاصولية المتشددة، الذين ثاروا ضد حكم طالبان.
ولكن مبعوث الامم المتحدة قال ان أربع فعاليات سيتم تمثيلها في محادثات برلين: أولها قوات التحالف الشمالي التي تسيطر على كابول ومعظم أفغانستان وثانيها فاعلية روما المتمثلة في الملك الافغاني السابق محمد ظاهر شاه أما الفاعلية الثالثة فهي مؤتمر بيشاور الذي عقد في تشرين الأول/أكتوبر/ الماضي ويمثل فصائل أفغانية مختلفة ثم فاعلية قبرص التي تشمل اللاجئين داخل أفغانستان وأفغان الشتات.
وقال الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني الذي أوضح موافقته على المشاركة وكذلك الابراهيمي ان المحادثات ليست سوى بداية لعملية طويلة.
وصرح رباني في مقابلة أذاعتها شبكة تلفزيون سي.إن.إن الاخبارية الامريكية أن المؤتمر المزمع عقده بالعاصمة الالمانية ليس سوى البداية الرمزية لمفاوضات مطولة، وقال ان المحادثات بين الجماعات الافغانية المختلفة يجب أن تعقد في أفغانستان ذاتها.
ولكن الابراهيمي قال ان اجتماع برلين لن يكون رمزيا، مشيرا إلى أن المشاركين الافغان طلب منهم الاتفاق فورا على تشكيل «سلطة صغيرة» كإدارة مؤقتة لتسيير الامور في البلاد من كابول.
والرؤية التي لدى الامم المتحدة تتمثل في انعقاد المجلس التقليدي المكون من زعماء القبائل الافغانية، وهو ما يعرف باسم لويا جيرا، على أن يعقد الاجتماع في أفغانستان ويعطي موافقته وتأييده للسلطة المؤقتة التي يجب أن تبدأ عملية وضع دستور جديد للبلاد.
وبمقتضى رؤية المنظمة الدولية سيوافق مجلس لويا جيرا على هذا الدستور في مرحلة لاحقة.
وقال الابراهيمي عقب اجتماع ضم أعضاء مجلس الامن الدولي «لقد تشجعنا بما سمعناه من الاطراف ونأمل في أن يكون ذلك البداية التي نتطلع إليها لانهاء الصراع في أفغانستان».
وأضاف الابراهيمي الذي يجري هو ونائبه فرانسيسك فيندريل محادثات مكثفة مع مختلف الاطراف لتوضيح التفاصيل أن الفعاليات الاربع التي تشارك في محادثات برلين سوف تناقش نسبة تمثيل وفد كل مجموعة في برلين.
ومن جانب آخر، أكد وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر في واشنطن أن المحادثات سوف تعقد في برلين.
وصرح فيشر في واشنطن بعد اجتماعه بنظيره الامريكي كولين باول بأنه من الاهمية بمكان بدء المفاوضات بسرعة، وأضاف أن ألمانيا على استعداد للمساعدة بتقديم التمويل الاضافي لاعادة تعمير تلك الدولة الواقعة بوسط آسيا.
وجاءت تصريحات فيشر فيما كان مؤتمر ليوم واحد منعقدا في العاصمة الامريكية لاجراء مناقشات أولية حول كيفية تحقيق الانتعاش الاقتصادي في أفغانستان بعد انهيار طالبان.
وقد دعت الولايات المتحدة واليابان ممثلي العديد من الدول لعقد الاجتماع على وجه السرعة عقب التقدم السريع الذي حققته قوات التحالف الشمالي ضد طالبان على مدى العشرة أيام الماضية وذلك لوضع دافع اقتصادي وراء الجهود السياسية الرامية لتشكيل حكومة أفغانية جديدة ذات قاعدة عريضة.
وقد افتتح باول المؤتمر بالتأكيد على أهمية إصلاح الوضع الاقتصادي في أفغانستان بعد عشرات السنين من الحروب.
وقال باول: «إن جيلا كاملا من الافغانيين لم يعرفوا إطلاقا السلام أو المعدة المملوءة (بالطعام) أو التعليم اللائق ولم يعرفوا ما هي الحرية».
ومن المنتظر أن يشكل المؤتمر مجموعة عمل خاصة لتنسيق الجهود مع البنك الدولي وغيره من المؤسسات المالية الدولية وكذلك مجموعة تنفيذية للاشراف على مشروعات إعادة التعمير داخل أفغانستان.
ولم يكن من المتوقع أن يناقش اجتماع اليوم /الثلاثاء/ حجم الاموال المطلوبة لعملية التمويل ولكن وزير الخزانة الامريكي بول أو نييل قال ان إعادة التعمير ستتطلب التزاما طويل الاجل ومتواصلاً من جانب المجتمع الدولي.
وفي نيويورك. أكد مجلس الامن الدولي تأييده لمؤتمر برلين.
وصرحت رئيس المجلس مندوبة جاميكا باتريشيا دوراند أن أعضاء المجلس ناشدوا المشاركين الذهاب إلى برلين بدون شروط وأن تتضمن مناقشاتهم الوضع الانساني في أفغانستان واحترام حقوق الانسان والقوانين الدولية.
وأضافت أنه يجب على القوات الافغانية أن تمتنع عن أي أعمال انتقامية.
يذكر أن الامين العام للمنظمة الدولية كوفي عنان لم يستبعد الحاجة إلى تبني برنامج خاص طويل الامد لاعادة اعمار أفغانستان شبيه بخطة مارشال التي تم تطبيقها في حقبة ما بعد الحرب العالمية.
وطبقا لاحدث بيان صادر عن البنك الدولي فإن أفغانستان التي تعتبر من أفقر دول العالم قد تواجه احتمال تحول العدد الاكبر من سكانها إلى لاجئين دائمين وقد تتعرض كذلك لمجاعة واسعة النطاق.
|
|
|
|
|