| الاقتصادية
نتساءل لماذا يتميز موظف عن موظف آخر وما هي الأسباب التي تجعل احدهم متميزا عن زملائه في سلمه الوظيفي او في راتبه الشهري؟
يتوقع لمن اراد الصعود في سلم الارتقاء الوظيفي ان يسخر له كل طاقاته وامكانياته الفطرية والمكتسبة، وغالبا فإن معظم شركات ومؤسسات الانشطة الاقتصادية يهمها اولا توظيف ذوي الكفاءات والقدرات العالية المستوى والتي تأمل منهم حال توظيفها ان تحقق بهم مزيدا من التقدم والنجاح التسويقي لها، ومن المعروف ان ما تقوم به ادارات التوظيف في مراحل اختيار وتوظيف الافراد انها تعتمد جوهريا على اولئك الذين تحلوا بكفاءات جيدة وبصفات لا تتوفر في باقي المتقدمين لنفس الوظيفة الشاغرة، وعند المقابلات والامتحانات الشخصصية لهم تنتقي أفضل المؤهلات معتمدة كلية في عملياتها تلك الاختيارية والاختبارية على التفاضل والتفاصل بينهم على اسس معرفة مقدرات المتقدمين منهم العملية والعلمية شاملة تاريخهم المهني الممثل في السيرة الذاتية، بالاضافة الى المستوى الفكري من ذكاء وسرعة بديهة ومن اتزان في المواقف الصعبة لاتخاذ القرارات الناجحة وحل مشاكل العملاء المتنوعة، ، امور لها اهميتها الوظيفية والتي لا تتهاون المؤسسات في مراعاتها لشغل وظائفها، ويفترض ان يكون الموظف المتقدم بالتزود وبالالمام لبعض الافكار المساعدة التي قد تهمه في حياته العملية منها على سبيل المثال اولا: ضرورة الاستعانة بالدورات التدريبية والمهنية عالية المستوى من حاسبات وبرامج تخزين ومن لغات اجنبية (اللغة الانجليزية اكثرها طلبا) او من دورات في ادارة الاعمال، هذه الدورات تساعد كثيرا في تطوير كفاءات المتقدم المهنية وتأهله وفي وقت لاحق عند التقدم في الحصول على افضل وظيفة بين زملائه المنافسين له، ثانيا له ان ينظم مهامه وواجباته في ادارة العمل والاجدر له استغلال الوقت الكافي في معرفة نوع العمل المطلوب منه انجازه وطبقا لخطة زمنية مرسومة يستطيع بموجبها ان ينهي اعماله أولاً بأول، والموظف الواضح الاهداف يعرف ما يقوم به من اعمال وقادر في الوقت نفسه على فهم ما تحدثه التغيرات التطويرية في اسلوب الاداء، ونذكر ان العمل الجماعي قد يفيد الموظف في تنمية وتعميق شخصيته مع زملائه اجتماعيا، ثالثا: له الالتزام والاخلاص والولاء لارباب العمل ورؤسائه، ولابد هنا من ان نميز ونفرق تماما بين سلبية النفاق والخنوع وبين ايجابية الجد والمثابرة والامانة، ذلك ان الموظف المبدع المثقف لا يحتاج مطلقا الى الالتواء والالتفاف حول مهام عمله ولا يحتاج الى الاساليب الرخيصة التي يستخدمها ضعاف النفوس المفتقرون للابداع والعطاء، ان الموظف الناجح يلجأ الى الانتاج والانجاز والعطاء المستمر للفوز بالسمعة الحسنة والترقيات ولا يتفرغ لامور جانبية هامشية مثل الوشاية والوقيعة بين الزملاء حتى ينال رضى رئيسه في الشركة، رابعا: ان الموهبة والقدرة على استمالة وجذب الانتباه والثقة لمن حوله تساعد الى حد كبير على الاحتفاظ بمكانة الموظف في الشركة لأطول فترة ممكنة، واذا ما انعدمت الثقة بين الرئيس والمرؤوس فنتوقع تلقائيا المزيد من الحقد والكراهية بين صفوف الموظفين، ، وهناك دائما من يطمع في مركز افضل وراتب اكبر فتبدأ المكايد ونصب الشراك، وتأتي الاستمالة كاحد عناصر رفع مستوى الثقة وفي اعتبارها اللمسة الجمالية للطموحات المستقبلية والوصول الى القمة والنجومية بطرق ايجابية، والحقيقة ان ممارسة التأثير على الموظفين واستمالتهم يخلق جوا من التعاون الفعال البناء لفريق العمل ككل، ومع ذلك فهناك امور اخرى مسلم بها منها ان من طلب العلا سهر الليالي وان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة وان الدنيا لاتؤخذ امانيا ولكنها تؤخذ غلابا، اليس هناك فارق كبير في الصفات التأهلية الفارقة للمدير العام في منصبه القيادي وكشخصية غير اعتيادية، الا نعتقد بأن الموظف يحتاج باستمرار الى المزيد من التحصيل العلمي والاستزادة العملية والمثابرة ام هي تلك الصلاحيات الادارية المطلقة التي يمتلكها المدير والتي تمكنه من تعيين من يود ويفصل من يمقت متى شاء وكيفما اراد بعيدا عن اي معايير او لوائح ادارية وبغض النظر اذا كان سبب التعيين يرجع الى صلة القرابة او واسطات، او كان السبب العكس ناتجا عن قصور في الاداء الانتاجي وانعدام في المزاج النفسي بين الرئيس والمرؤوس، ، يبدو ان ما يميز موظفاً عن موظف اخر هو خليط بين كل ما سبق فالموظف يريد والشركة تريد والله يفعل ما يريد،
|
|
|
|
|