أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 22nd November,2001 العدد:10647الطبعةالاولـي الخميس 7 ,رمضان 1422

الثقافية

الوجه الآخر للصورة
لميس منصور
سَمِعتْ وقع خطواته وهو يرقى السلم صاعدا الى شقته.. أحسَّت به وشعرت ان كل خطوة من خطواته تعزف لحنا جميلا على أوتار قلبها.
إنه شمس السعادة التي أشرقت على دنياها.. ونشرت الحب والدفء بين جنبات عشها الصغير.. حلمها الذي انتظرته طويلا حتى تحقق. فتح الباب واعتلت الابتسامة محياها.. اقتربت منه ولكن هالها تجهمه وعلامات الغضب التي لوت وجهه.. وقفت وحاولت بنظرتها المتمعنة ان تستفسر ولكنه عاجلها بصفعة مدوية.. اهتزت لها أضلعها!
لجم لسانها من هول الصدمة.. غير مصدقة لما حدث.. ولا تعرف له سببا!
أخذت تتحسس خدها.. الذي تلون بلون الشفق.. وبداخلها اشتعلت حرائق الفجيعة.. شعرت إنها تتمزق.. تئن روحها.. وبداخلها صدى لأسئلة حارقة.. موجعة..
أتتحول النسمة إلى إعصار؟!
أيتحول الضوء إلى نار؟!
ما زالت تضع يدها على خدها تحدق بذهول بوجهه.. أحست هذه اللحظة.. إنها لا تعرفه.. ملامحه تبدلت ليست تلك الملامح التي ألفتها.. وأحبتها وأدخلت الى نفسها الاطمئنان والاحساس بالأمان..، ارتسم أمامها وجه مفترس يريد ان يهجم على فريسته بكل عنف وينال منها!
ارتفع صوته كأنه رعد.. وعادت هي الى أرضه.. الى عالمه الذي زلزلها وقتل إحساسها بالأمان!
اعتلى صوته مجددا..
لماذا التلفون مشغول؟
مع من كنت تتحدثين؟
وأخذ يرعد ويزبد وصوته الهادر.. تردد صداه أركان المنزل..
وهي لا زالت تقف على أرض ذهولها.. والدهشة تطوقها.. ربط لسانها.. لم تستطع أن تقول له:
إنها كانت تتحدث مع والدته التي تدعوهما الى العشاء لأن أخته قادمة بعد ان قضت شهر العسل بإحدى الدول وطلبت منها أن تبلغه!
كيف ترد عليه.. وهي تراه بصورة تكره تمثلها أمامها! لقد تساقطت الأقنعة.. وبدأت رياح الشك تقتلع أشجار الاستقرار، ودودة الظنون تنخر بعمود البيت حتى أنهار.
بعينين تغشاهما طبقة رقيقة من الدموع.. دموع الألم.. دموع الحسرة.. ودموع الصدمة.. وقفت حاجزا أمام رؤيته وهو يلوح بيده.. ويصخب بصوته العاصف.. يهدد ويتوعد.. ويحطم كل شيء أمامه.
صرخ صوت داخلها:
إني أرفضك.. وأرفض هذا التصرف الأهوج الذي جعلك تترك عملك وتأتي مسرعا.. محاولا اكتشاف الذي يشغل التلفون!!
كنت أكذب نفسي عندما حدثتني وقالت لي:
إن من يتصل بشكل مستمر هو أنت.. لتتأكد ان الهاتف ليس مشغولا وفي أوقات أخري تغير نبرة صوتك لترى هل استجيب لهذا المتصل وأتناول أطراف الحديث معه!
ولكن اليوم.. اليوم فقط تأكدت إنك انسان آخر..، وصورة أخرى غير تلك الصورة الجميلة التي وضعتها باطار شفاف بهي.. نقي يشع حبا وإخلاصا.
اليوم فقط أقول لك:
غادرني..
لا أريد أشباح الموت..
والشك والظنون..
لا أريدها..
تستوطن كوخي الآمن
لا أريد هذا الجنون..
يعبث بوريقات حدائقي!!
lamesm@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved