أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st November,2001 العدد:10646الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,رمضان 1422

العالم اليوم

أضواء
دولة باول... الفلسطينية
جاسر عبدالعزيز الجاسر
هل يردد الفلسطينيون وكل من انتظر المبادرة الامريكية بإعلان الدولة الفلسطينية بلسان امريكي.
هل يرددون: (تمخض الجبل فولد فأرا)...!! فالذي استمع للكلمة التي ألقاها الجنرال كولن باول وزير الخارجية في جامعة وليام بيرنز بولاية كينتاكي الامريكية، وهي الكلمة التي كان ينتظرها الفلسطينيون والعرب.. بل حتى جماعة السلام الآن في الكيان الاسرائيلي، إذ كان الجميع يتوقع أن يحصل الفلسطينيون على (وعد باول) على غرار (وعد بلفور)، وأن كولن باول سيعلن حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم الفلسطينية ولكن ألقى باول كلمته وإن جاء ذكر الدولة الفلسطينية، إلا ان إقامتها (إن قامت بجهد امريكي) ستكون دولة مشروطة، إذ يتعيّن على الفلسطينيين (كما جاء في كلمة كولن باول) أن يقبلوا بقيام دولتهم الى جانب دولة اسرائيل، كما انه يتعيّن على اسرائيل أن تقبل بقيام دولة فلسطينية.. وهذا الكلام حتى (حلو.. كما يقول اخواننا المصريون..)..!!
ولكن ما هي الدولة الفلسطينية.. وهل ستكون هذه الدولة مثل دولة اسرائيل، دولة لها وطن محدد بحدود، ويتمتع بالسيادة الوطنية، لها جيش، ومعترف بها من كل الدول، وان تحظى بالرعاية ال ((u.i.p التي يمنحها العالم كل العالم لدولة اسرائيل.
هذه المقايضة بين الدولتين لها ثمن، والثمن الذي يجب أن يدفعه الفلسطينيون هو وقف الانتفاضة اما ما يقترحه باول على الاسرائيليين فهو وقف بناء المستوطنات..
أما ما بني منها وما أقيم من طرق التفافية وتجزيء .... لما تبقى من فلسطين فلم يأت الجنرال باول على ذكره.. كما تناسى الجنرال ملايين الفلسطينيين المشردين في بقاع العالم والذين سيصبح وجودهم في الدول الاخرى مقلقا لهم وللدول، فأصابع الاتهام بالإرهاب حسب المواصفات الأمريكية مسلطة فوق كل فلسطيني، ويكفي أن يرسل حوالة مالية لأهله أو اخوانه ويصادف ان احدهم يتعاطف او يتعامل مع حماس او الجهاد، فيصنف إرهابيا ويصبح من أرسل له المال.. مشبوهاً فتجمد امواله حتى لو كانت في خانة (المدين).
أما مسألة القدس فلم يقترب منها الجنرال من بعيد أو قريب.. لتكون كل ما تضمنته كلمته نسخة مشوهة مما عرضه الرئيس كلينتون في كامب ديفيد في آخر مفاوضات فلسطينية اسرائيلية ويظهر ان العرب والفلسطينيين قد كتب عليهم ان يرضوا بما يحاك لهم في (الكمب) ومثلما يتحسر البعض على عدم القبول بما عرض في (الكمب الاول) فسوف يروج وارثوهم السياسيون بضرورة القبول بالكمب الثاني...!!
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved