أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st November,2001 العدد:10646الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,رمضان 1422

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
عبدالله الضويحي
قبل بضعة أيام.. كنت في حديث هاتفي مع اللاعب الدولي السابق الخلوق.. والمدرب الوطني الحالي صالح المطلق.. وطبيعي ان يشمل الحديث او يتركز على هموم المدرب الوطني.. وآماله وتطلعاته.
تشعب الحديث.. وامتد لكنه ظل يدور حول المحور ذاته.. ولعل ابرز ما التقينا حوله او اتفقنا عليه من رؤى وأفكار.. هو ان أكثر ما يحتاجه المدرب الوطني خصوصا في هذه المرحلة.. الدعم المعنوي.. سواء على المستوى الشعبي.. او الرسمي.. وتعزيز الثقة فيه من الجميع.. بعد ان اثبت كفاءته ومقدرته من خلال العديد من النماذج والاسماء الوطنية ونتاج هذه الكفاءات.
لم تكن هناك مبالغة في هذا المطلب بمعنى ان نتعامل مع الواقع والمنطق.. اذ.. لم يكن المطلوب الاستغناء عن المدرب الاجنبي بجرة قلم.. وإحلال المدرب الوطني.
ولم يكن المطلوب.. إلزام الاندية بتكليف المدرب الوطني بالاشراف على الفريق الاول.. وما الى ذلك من قرارات قد لا تخدم هذا المدرب.. رغم مكانة البعض وجدارتهم بذلك.
لكن من الضروري.. ولا يمنع ان يكون ذلك بصورة الزامية.. ان يتواجد هذا المدرب جنبا الى جنب مع المدرب الاجنبي ويستفيد من خبراته.. وان يستفاد من هؤلاء الاجانب بإعداد برامج نظرية وعملية لتطوير قدرات المدرب الوطني خارج وقت التدريب.. وان يتم النص على ذلك في العقد، وان يكون هناك خطة راسخة المعالم على المدى البعيد من قبل الجهات المسؤولة «اتحاد القدم» لإعداد هذا المدرب وتطويره وإحلاله محل المدرب الاجنبي ان لم يكن بصورة اكتفاء ذاتي.. لصعوبة ذلك.. فعلى الاقل للاستفادة منه بأكبر قدر ممكن..!
وقد سبق ان تطرقت لهذا.. في مقالة سابقة بعد تأهيل عدد من المدربين الوطنيين في دورة تدريبية وحصولهم على الدرجة A. وهي التي تؤهلهم للاحتراف.. وعنونتها ب«27 مدرب فزعة»!.
انتهت مكالمتي مع صالح، وبعدها بدقائق.. واذا بالقنوات الفضائية تتناقل خبر تعزيز ثقة الاتحاد السعودي لكرة القدم بالمدرب الوطني ناصر الجوهر وتعيينه مدربا للمنتخب في نهائيات كأس العالم في كوريا واليابان 2002م.
هذه المصادفة العجيبة بين حواري مع المطلق.. والذي كان يتحدث بلسان كل المدربين الوطنيين.. وقرار اتحاد كرة القدم بتكليف الجوهر تترجم في حقيقتها نظرة الاتحاد السعودي ممثلاً في قادة الرياضة في هذا البلد.. نحو القدرات الوطنية وتقديرها.. المبنية على قناعة تامة بإمكانية هذه القدرات على النجاح.. وتحمل المسؤولية.
هذا القرار جاء ليحقق اهدافا عدة وفي اكثر من اتجاه.. لكن ابرزها اثنان:
üü الأول: انه جاء رداً على كل المشككين وقاطعا لدابر كل الاشاعات التي راجت وترددت حول تعاقد الاتحاد السعودي مع اكثرمن مدرب، عبر وكالات الانباء..، وقامت بنشرها صحافتنا المحلية.
وكان من الطبيعي ان تروج هذه الاشاعات.. وتزدهر.. في ظل غياب الحقيقة.. وترك الامر عائماً..
هذا من ناحية..
ومن ناحية اخرى:
ان السوق الكروية السعودية اصبحت وللأسف سوقاً رائجة لمثل هذه الاخبار.. واصبح كل وسيط.. وسمسار.. بإمكانه ان يتحدث باسم الاندية السعودية.. والكرة السعودية.. ويتفاوض مع المدربين الاجانب.. ويتحكم في بورصة هؤلاء ولهذا اسباب عدة.. لامجال لشرحها هنا..
وللأسف ان احدى صحفنا قالت في مقدمة خبر لإحدى وكالات الانباء حول نية الاتحاد السعودي التعاقد مع احد المدربين العالميين.. ما معناه:
«في ظل عدم قناعة الاتحاد السعودي لكرة القدم بالمدرب ناصر الجوهر لقيادة المنتخب في كأس العالم فقد اوردت وكالة الانباء «...» خبراً حول.. الخ».. هذا ما قالته الصحيفة.. وكأنها تؤكد عدم قناعة الاتحاد.. رغم انه اي الاتحاد ومسؤوليه وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد.. وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل دائما ما يؤكدون ثقتهم في القدرات الوطنية وناصر الجوهر بالذات.. ولم يصدر ما يشير الى عدم القناعه بامكانات ناصر.. حتى عند التفكير في مدرب عالمي اذ ان لذلك اسبابه..!!
üü الثاني: الهدف الثاني الذي حققه.. ذلك القرار.. انه حقق آمال وتطلعات جميع المدربين الوطنيين.. ويمثل انتصارا لهم وهو رسالة واضحة للاندية لتعزيز هذه الثقة.. والاستفادة من هذه القدرات المؤهلة، وما «ناصر» الا امتداد لآخرين سبقوه في تحقيق نجاحات للكرة السعودية.. وآخرين عاصروه.. وسابق للكفاءات السعودية الواعدة.
ان الاستفادة التي أعنيها ليست مشروطة بتولي المدرب الوطني كامل المسؤولية ان لم يكن مؤهلاً لها.. وانما عبر خطوات مدروسة..
كما انها لا تعني الاستفادة منه في النواحي التكتيكية.. والاشراف.. بقدر ما تعني الاستفادة من مختلف القدرات في مختلف المجالات المتاحة.. كمدربي اللياقة او الحراس.. او ما الى ذلك من الفرص التدريبية.
فرحة.. بني هلال!!
فرح الهلاليون كثيراً بعودة نجمهم الكاتو.. ونجمهم يوسف الثنيان بعد رفع الايقاف عنهما محلياً..
من حق الهلاليين ان يفرحوا.. لحاجتهم لهذين اللاعبين..، ولكن عليهم ان يدركوا ان فرحتهم يجب ألا تخرج عن ذلك الاطار فالاتحاد الدولي لم يقدم لهم هدية.. او انتصاراً او يعيد لهم حقا مسلوباً..، وانما اصدر قراراً طبيعياً.. كان يفترض ألا يحتاجوا اليه.
كان يحق للهلاليين ان يفرحوا لو أن هذا جاء بعد ايقافهما بأيام.. او اسابيع.. لكن بعد مضي هذه المدة.. ويأتي قرار طبيعي مفروغ منه.. فهذا لا يستحق الفرح.
لن أتحدث عن الاتحاد الآسيوي.. ولا القرار.. حيث سبقني كثيرون والضرب في الميت حرام،.. لكن اشير الى نقطتين هامتين تؤكدان ما ذهبت اليه:
الأولى:
تناقض مسؤولي الاتحاد.. حول اسباب الايقاف.. ورمي كل منهم المسؤولية على الآخر.. وعدم الجرأة او الوضوح.
الثانية:
ان المنطق.. واللوائح لا تسمح لأي اتحاد ان يتجاوز حدوده.. وان قراراته يجب ان تكون في حدود دائرته.. فلا يحق لأي اتحاد ان يمنع لاعبا من المشاركة في الدوري المحلي لبلده ويتدخل فيه.. او بطولات لا يشرف عليها!!، وهذا ما فعله الاتحاد الآسيوي.. ولو تحرك الهلاليون مبكراً.. ومنعوا استمرار القرار طوال هذه الفترة لقلنا إنهم انتصروا لأنفسهم.. ومن حقهم ان يفرحوا لهذا الانتصار.
اما هذه الفرحة.. فقد جاءت في الوقت بدل الضائع.!!
والله من وراء القصد.
البريد الالكتروني
raseel@l.a.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved