| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
ان الشعب الفلسطيني المناضل والمكافح طوال اكثر من خمسة عقود من الزمن والذي قدم التضحيات الجسيمة وقوافل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل تحرير فلسطين العروبة بالتأكيد لن تذهب تلك التضحيات ودماء الشهداء هدراً بل ان النضال والتضحيات هو الطريق السليم للتحرير وهو الدرب الذي سار عليه مناضلو شعبنا الفلسطيني منذ عام 1948م وسار من بعدهم الأجيال تلو الأجيال خلال 53 عاماً وهو الأسلوب الوحيد الذي جعل قضية الشعب الفسطيني حية لن تموت وعلى مدى التاريخ مثلما كان حب النضال مغروساً في نفوس الأجداد والآباء ها نحن نلمس ونشاهد ذلك مغروساً في نفوس أبطال الحجارة والدليل على ذلك حملهم لراية النضال والكفاح عبر ملاحم بطولية من خلال الانتفاضة وامامهم طريقان لا ثالث لهما اما الشهادة او النصر نعم شعب يناضل بعزيمة لا تلين وبإصرار قوي في مواجهة الآلة العسكرية الصهيونية وفوق هذا وذاك وهو الأهم في مثل تلك المواجهات الحافز المعنوي والهدف الأساسي الذي يناضل من اجل الوصول إليه ويتضح لنا الفرق الشاسع بين النضال من اجل قضية وهدف والعكس..
ان الشعب الفلسطيني المناضل لديه ارض مغتصبة ويناضل بكافة الوسائل من اجل استرداد الحقوق المسلوبة وما ضاع حق وراءه مطالب مهما طال الزمن وعلى الجميع ان يدرك بان العدو الصهيوني مهما امتلك من آلة عسكرية وعدة وعتاد فانه يعيش حالة قلق وتوتر ومصاب بحالة هذيان تام ويصاب بالرعب في حالة سقوط احد جنوده أو اسره وهذا العدو الصهيوني باستمرار في حالة طوارىء تحسباً لأي عمليات استشهادية يقوم بها أبطال الحجارة بعكس شعبنا الفلسطيني شعب الكفاح والعزيمة والاصرار والتصميم يناضل لوجود الدافع الذي يدفعه لاستمرار نضاله من خلال الانتفاضة وهو تحرير الأرض الفلسطينية من ايدي الصهاينة المحتلين.
ان استمرار الانتفاضة مطلوب وضرورة حتمية يفرضها استمرار الاحتلال الصهيوني في الوقت الذي تفرض الامانة والمسؤولية التاريخية على جميع الدول العربية والإسلامية الدعم اللامحدود السياسي والمادي والمعنوي لاولئك الابطال المناضلين باسم الشعوب العربية والإسلامية الى متى سنظل مكتوفي الايدي والى متى سنظل نجري ونبحث عن السلام الضائع في الوقت الذي يتم تكريس الاحتلال من خلال القيام بهدم المنازل وانشاء المستوطنات الاسرائيلية والقيام باعمال وحشية تؤكد الغطرسة والعنجهية الصهيونية.
من غير المنطقي ان نطالب باستمرار الانتفاضة من دون تقديم الدعم لاستمرارها ولو استمرت الانتفاضة الفلسطينية منذ انطلاقها في 1987م لكان الوضع مختلفاً تماماً بل ان العدو الصهيوني عندما يشعر بوصول الانتفاضة الى الذروة يصيبه القلق والرعب ويلجأ الى خلق ذرائع من اجل توقفها بحجة الاستمرار في عملية السلام هذا السلام مرفوض جملة وتفصيلاً سلام ناقص، اين شعار الأرض مقابل السلام والسلام الحقيقي هو الذي يمكن الشعب الفلسطيني من بسط سيطرته على ارضه وترابه وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة أرضاً وانساناً وعاصمتها القدس الشريف لذا فان الحقيقة التي لا تدع مجالاً للشك بان الشعب الفلسطيني المكافح 53 عاما شعب جدير بالاحترام والتقدير نعم من كافة دول وشعوب العالم المحبة للسلام والتي تقف في وجه الاحتلال والغطرسة وفرض الأمر الواقع.
ان الشعب الفلسطيني شعب عظيم وتكمن عظمته في استمرار نضاله وكفاحه منذ عام 1948م وسيظل مستمراً باذن الله وبالتالي ظلت قضيته ماثلة امام العالم ولم ولن تنتهي الا بتحرير ارضه وفرض سيطرته وبسط نفوذ ه على فلسطين العربية وبمرور السنين الطويلة يزداد الحماس والاصرار والعنفوان في قلوب وعقول الشعب الفلسطيني فكلما يتعرض له الشعب الفلسطيني من وحشية ومآس في ظل الاحتلال ويقاوم تلك الغطرسة بكافة الوسائل يتولد لدينا مزيج من شعور الألم والأمل بقرب نهاية الاحتلال والغطرسة وبدء موعد التحرير للأرض الفلسطينية والنصر باذن الله.
ان استمرار الانتفاضة الفلسطينية يكتسب اهمية كبيرة لما تشكله من ضغوط نفسية على العدو الصهيوني في الداخل وتعبئة للرأي العام العربي والاسلامي والدولي في الخارج وباعتبارها الرد البليغ على الممارسات الوحشية الدنيئة للعدو الصهيوني.
ان الجامعة العربية يجب ان تلعب دوراً رئيسياً في سبيل الدعم اللامحدود سياسياً ومادياً ومعنوياً للانتفاضة الفلسطينية وان تشمل بياناتها الختامية قرارات فعلية يتم تجسيدها على أرض الواقع تخدم القضية الفلسطينية بالإضافة الي ذلك هنا دور آخر يجب ان تلعبه منظمة المؤتمر الإسلامي لأن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية الامة العربية والاسلامية والأمل مازال كبيراً في ان نلمس قرارات حاسمة للجامعة العربية ولمنظمة المؤتمر الاسلامي على ارض الواقع وملزمة لجميع الدول الاعضاء مع تكوين لجان اشرافية على تنفيذ القرارات على ارض الواقع الفعلي.
ان دم الشهداء الأبرار من ابناء الشعب الفلسطيني هو الذي يروي شجرة الحرية التي سينالها شعبنا الفلسطيني باذن الله عاجلاً أو آجلاً وان غداً لناظره قريب.
لذا فما أحوج شعبنا الفلسطيني الى الدعم السياسي والمادي والمعنوي بالصورة الفعلية من كافة دول وشعوب العالم العربي والإسلامي لكونه يناضل ويكافح لنصرة قضية القضايا قضية الشعب العربي والإسلامي لذا فان المهمة الملقاة على عاتق الجميع توحيد الصف والكلمة للوقوف بجانب هذا الشعب المناضل وبذل الغالي والنفيس في سبيل الوقوف الى جانبه لتحرير أرض فلسطين العروبة وبالتالي قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وبسط نفوذها على كافة اجزاء الوطن الفلسطيني ليرتفع العلم الفلسطيني خفاقاً عالياً في أرض فلسطين بقيام دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
محمد أحمد سويلم - جدة
|
|
|
|
|