| عزيزتـي الجزيرة
عبارة وضعت يدي على رأسي عندما سمعتها تماما كما سيفعل القراء عند قراءتها؟!
هل يمكن ان يتصور هذا.. هل يمكن ان يظهر من يشتكي من عمل «كنزه» عفوا زوجته.. ويتمنى ان لو تزوج من عاطلة، في الوقت الذي تمتلئ فيه اروقة رئاسة تعليم البنات بالمراجعين، من باحث عن عمل لزوجته او مراجع لنقله من منطقة لأخرى، خلافا عن الالوف من القاعدات في بيوتهن ممن لم يتعلمن او على الاقل ممن هن جامعيات ولكن لظروف التعيين لايعملن وكان هذا سببا جوهريا في تأخرهن عن الزواج.
ولكن بعد ان نتمهل قليلا وندقق في الموضوع اكثر واكثر سنكتشف تدريجيا ان البعض معهم الحق فيما يتذمرون منه فمجرد تفكير بسيط في الحياة الروتينية المادية التي يعيشها الكثير منهم، والتأمل في حال من حوله ممن ارتبط مع ربة البيت المثالية وكيف انه وظف زوجته الوظيفة المناسبة فأغراضه مرتبة ولباسه جاهز ووجباته محضرة في مواعيدها على افضل وجه واطفاله على احسن تربية ولا يعود الى البيت الا وزوجته في احسن حلة، فهو كمن استثمر هذه الزوجة، ووضعها في المكان المناسب حتى يساعد هو في عملية الانتاج في المجتمع.
اما هذا المسكين فوجبة الافطار مع الزملاء في المكتب وعندما يعود فطلبه جاهز في مطعم المثلوثة المجاور، اذا كانت نفسه تعاف طبخ الخادمة!! وثيابه قد تغيرت الوانها من غسيل المغاسل، كل ذلك لانشغال المدام بالتحضير والتصحيح.
اما حال الاطفال فلا يسر صديقا من حيث الاهتمام والتربية، هذا اذا سلمت اخلاقهم ومبادئهم من تأثير الخادمات، ومع دوامة العمل هذه، وضيق الوقت لايجد في نهاية المطاف الوقت المناسب للاحساس بطعم الزوجية الا في نهاية الاسبوع.
وفي لحظة تأمل رهيبة يقارن فيها مايعانيه وما يسمعه من ازواج آخرين مع مايحصله في نهاية الشهر من الزوجة اذا حسنت اليه، او على اقل تقدير كفته مؤونتها خصوصا في ايام المناسبات، لا يجد ذلك العائد المجزي والذي احس به سابقا حينما اشترط على والدته ان تكون مدرسة.
انا لا اقف هنا مع هذا او ذاك، ولكن اقول ان لكل شيء ضريبة، وهذه ضريبة الزوجة المدرسة.
وكما ان هذا الزوج يعاني الى درجة ان بعضهم فصل زوجته لهذا السبب، فعلى من لم ينعم بزوجة دسمت شواربه في يوم من الايام الا يشعر بالحرمان فهو وان فقد عنصر المعونة المالية الا انه ومع مرور الوقت كسب اشياء كثيرة قد لا تقدر بثمن.
صالح بن غرم الله العجرفي - اذاعة الرياض
|
|
|
|
|