بكَ الأمارةُ تزْهَى أيُها البطلُ
أنت الجلالُ لها والنور والأملُ
بِمثل عَزْمكَ والأيام شاهدةٌ
تَرقَى البلادُ وتبني مَجدَها الدولُ
للداخلية عِبْءٌ أنتَ حامله
وكمْ بها مرهِقَات ليسَ تحتَملُ
أنت الطبيب لها تدرى مواجعها
فإن وصَفتَ دواء راحت العللُ
أنت الضياءُ لها تمحو غياهبها
فإنْ سطَعتَ بها فالبدرُ مكتملُ
أنت الحبيب لها تلقاك هاتفةً
أقْبِل فأنت غياثُ الناس يا رجلُ
الأمن مشكلةٌ لكنْ نجاحك في
حلِّ المشاكل مضروبٌ به المثلُ
الأمن معضلة لكن وقوفك في
وَجه المعاضِل يصميها فتنخذلُ
ولَست تعبس في ضِيِق تمرُّ به
فوَجهكَ السَّمْحُ فيه البشرُ والجذلُ
مع التأني وحسنِ القول تسحق ما
يقوم معترضا لو أنه جبل
نَتْلو الجرائد في الدنيا فنقرأ من
حوادث البغي ما تَدْمَى به المُقلُ
قتل ونشل وهتك المحصنات وما
يَعِف عنه لسان طبعه الخجلُ
لكننا ها هنا في ظل وارفة
من الأمان تباهي رَوْضُها الخضلُ
أنتم بعثتم هنا وداً ومرحمةً
كأنما العيشُ في لذاتها قِبَلُ
سهرتم ثم نمنا آمنين بكم
أمنَ المرفّه لا ضعفٌ ولا كسل
قبستَ مجدك من عبدالعزيز ومن
عبدالعزيز رأينا المجد ينتقل
ليثُ الجزيرة قالوا قول مقتصدٍ
فالليث لا تبتنى منْ كفه الدول
الليثّ ليس يسوق الجيش محتشداً
ترفّ من فوقه الرايات والظللُ
الليث ليس يقود النصر مجترئا
وساعداه هما الأسيافُ والأسلُ
الليثُ لا ينصر الإسلام محتفلا
والجمع يهتف والأرواح تبتهل
أعادَ أمنْ الحمى للناس قاطبةً
فاليومَ نرحلُ لا خوف ولا وجل
لو ضاع حبل بعيره رده عجلا
وعند غوثِ الحيارى يحسن العجل
ترسم المصطفى في كل سيرته
فما له عن سبيل المصطفى بدلُ
أبناؤه مثله ديناً ومنقبةً
هُم المغاوير من عاشوا ومنْ رحلوا
وأحمد اليوم سِر من أبيه وفي
ملامح الوجه بدر منه مكتمل
هل الأمير علينا هل رأيت سنا
برقٍ تدفق منه العارض الهطلُ
فاهتز كل مكان فرحةً وغداَ
من ليس ينظم بالأشعار يرتجل
تدّفق الشعر نهراً صافيا غدقا
ومن سموّك طاب النهل والعلل
أنت الصدوق فلا شك يخالجنا
إذ عند قولك يأتي بعده العملْ
إنا عرفناك فذا في سماحته
وللسماحة حلوى طعمها عسل
فكم أقلت لهيفا عند عثرته
وكم تراضى لديك العاجز الوكل
وللمروءة فيكم أغصن ينعت
جُذورها بكتاب الله تتصلُ
وللكرامة فيكم نخوةُ شمخت
حماسها في حمى الإسلام يشتعل
من الرسول بدت فيكم مكارمكم
كماهداكم إليها صحبهُ الأول
بلادكم مشرق الإسلام من أزلٍ
وسوفَ يمتد فينا ذلك الأزل
يا أحمد الخير ما في النفس نحوك لا
يُعبَّر القول عنه فهو مختزل
كرر زيارتنا نحظى بها أبدا
فتلك نعمة ربي منك تنهمل
تزهى البلاد بكم في كل ناحية
وكيف لا تزدهي فخراً وتحتفل