| الاخيــرة
تتعرض المملكة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى هجمة شرسة يقودها اللوبي الصهيوني والاعلام الأمريكي تحت تأثير هذا اللوبي الضاغط الذي يسيّر السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وفي الواقع نحن لا نستغرب هذا الهجوم، بل نعتبره شهادة لمواقف المملكة المشرفة مع الحق الفلسطيني، ولقد استغل اللوبي المتنفذ على جميع الاصعدة أحداث الحادي عشر- حين أطلقت الاتهامات جزافا ضد العرب والمسلمين منذ الساعات الأولى للأحداث- استغل ذلك للهجوم على المملكة وسياساتها، وحتى التعليم لم يسلم من تلك الهجمة.
واذا كنا نعرف الدوافع المحركة للإعلام الغربي وبعض أعضاء الكونجرس الواقعين تحت تأثير اللجنة الأمريكية الاسرائيلية للشؤون العامة «ايباك» وهي اللوبي الرئيسي الموالي لاسرائيل في واشنطن، والذي يفوق تأثيرها تأثير الرئيس الأمريكي، كما اعترف بذلك الرئيس بوش عند مخاطبته لسيىء الذكر «شارون» قائلاً إنك أقوى مني تأثيرا في الكونجرس، لذا فإننا لا نجد صعوبة في استنتاج أن المملكة تدفع ثمن مواقفها المشرفة ومبادئها السامية، ولكن أن يتبنى مثقف وكاتب معروف لهذه الآراء المعادية للمملكة حكومة وشعبا، فذلك ما يصعب علينا استيعابه، فلقد تفاجأت كما تفاجأ غيري بما قاله هذا الكاتب الذي أغبطه دائما على قدرته الكتابية وقوة أسلوبه، إلا أنني لا أحسده على تبني آراء الأعداء في وقت نحن في أمس الحاجة إلى رص الصفوف والاضطلاع بمسؤولياتنا للدفاع عن عقيدتنا وبلادنا، ونحن نمر في فترة عصيبة ومرحلة حساسة.
قال الكاتب المعروف لصحيفة (الشرق الأوسط) بتاريخ 11/11/2001 :«إن مجتمعاتنا العربية لا تزال مستمرة في افراز ارهابيين جدد حتى الآن بعد أحداث 11 سبتمبر وإن المشكلة في كوننا لا نزال نمارس ذات السلوك الذي أدى إلى افراز ما يسمى بالظاهرة الأفغانية، فداخليا ما زالت مناهجنا الدراسية ومؤسساتنا العلمية تبث في الأذهان مفاهيم مغلفة بالكره والرفض لكل ما هو متصور أنه آخر دخيل، وذلك باسم الدين والهوية الذاتية الخاصة، وما زال إعلامنا متعلقا بمفاهيم التآمر والتكالب ونحو ذلك، من دون أن تكون هناك محاولة تنويرية حقيقية، فقد تبين بما لا يدع مجالا للشك أن جميع الذين شاركوا في العمليات الانتحارية لتحطيم مبنى التجارة العالمي بنيويورك وتدمير مبنى البنتاغون في واشنطن، كانوا من العرب المسلمين (هكذا يؤكد الكاتب بالرغم من تصريحات الكثير من المسؤولين عن عدم وجود اثبات!!!) فهم أبناؤنا الذين ولدوا وتربوا في مجتمعاتنا العربية، هؤلاء الارهابيون تعلموا في مدارسنا وتثقفوا على أيدينا وتلقوا معلوماتهم من صحفنا وإعلامنا، فإذا كانوا قد توصلوا بعد ذلك إلى أن قتل أنفسهم وتحطيم حضارة الآخرين هو وسيلتهم الوحيدة للتعبير عن هويتهم، فلابد أن هناك خطأ ما في مجتمعنا نحن، وليس في مجتمع الضحايا الأمريكيين».
حقيقة لقد صدمت عند قراءتي هذا الكلام الذي لم يصدر عن (ليبرمان) عضو الكونجرس، أو (جولياني) رئيس بلدية نيويورك، ولم يكتبه كاتب يهودي في الواشنطن بوست، بل صدر عن كاتب سعودي سبق له أن درّس السياسة في جامعة الملك سعود، وما زال يمارس الكتابة في صحفنا ويظهر في إعلامنا، ويفترض في مثله بعد النظر وتقدير الأمور بما يخدم الأمة، لا بما يخدم أعداءها.
والله إنها مصيبة وأيما مصيبة أن نجد هذا الكاتب يتبنى آراء الأعداء وأفكارهم، ويحمّل مجتمعنا وإعلامنا وتعليمنا مسؤولية ما حدث. ونحن نتساءل بدورنا: إلى أي فكر يريدنا أن نغير مناهجنا؟ إلى الفكر الماركسي الذي اعتنقه (ابراهيم العابر) في أول حياته؟ أم البعثي الذي انضم إليه بعد ذلك؟ أم إلى العلماني الذي انتهجه فيما بعد؟؟!!
إن دينا ارتضاه الله لنا، وشريعة قامت عليها بلادنا، ثوابت لا نتخلى عنها، ونحمد الله أن قيادتنا الحكيمة تؤكد دائماً تمسكها بالشريعة الإسلامية عقيدة ومنهجا، وأوضح ايجاز لذلك ما قاله سمو سيدي ولي العهد حفظه الله في لقائه بأصحاب الفضيلة العلماء:
«أما نحن فنؤكد في كلمتين لا أكثر ولا أقل.. لا مساومة ولا أخذ ولا عطاء ولا أي شيء في خدمة الدين والوطن.. هذه ما فيها مساومة».
aljazirahl@hotmail.com
|
|
|
|
|