أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st November,2001 العدد:10646الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,رمضان 1422

محليــات

يارا
الشفاطون
عبد الله بن بخيت
ألقت السلطات الأمريكية قبل فترة القبض على دجال يمارس الطب والصيدلة دون ترخيص رسمي لمدة عشرين سنة. يعالج الناس ويقدم لهم النصائح الطبية. يتصدى لأي مرض بدءاً من الجروح الصغيرة إلى السرطان. ليس غريباً أن يأتي أفَّاق ويمارس مهنة من المهن، ولكن الغريب أن يستمر عشرين سنة دون أن يفتضح أمره. والأغرب أن هذا يتم في دولة غربية وقد علمونا أن أنظمتهم صارمة ومثالية وممتازة وما تخرش الميه. رغم أنه بعيد ولا يعنيني كسعودي لكن الخبر أرعبني. فإذا كان هذا يحصل في الولايات المتحدة، ترى ما أدراني عن الطبيب الذي أعالج عنده والطبيب الذي يعالج أطفالي ولاسيما أن بلادنا ولله الحمد مفتوحة لبعض من انقطع به الرزق في بلاده ولكل من لم يوفق في تعليمه وتطامنت مواهبه عند مستوى الصفر. يفسر لنا الثقات أن كثرة صرف الأدوية للمريض تدل على أن الطبيب غير واثق من تحديد المرض. فيصرف ثلاثة أدوية أو أربعة بعدد الأمراض التي خمَّنها، وهو بهذا غير واثق من علاج المرض الذي تعاني منه، إلا أنه على ثقة بأنك ستعود إليه بمرض جديد ناشئ من تضاد وتضارب الأدوية. فهو لا يعالج المرض الذي تشتكي منه ولكنه يعطيك مرضاً جديداً يجبرك على العودة إليه ومداومة زيارته. فالعلاج عند بعض دكاترتنا مثل شفط المياه، إذا شفطت أول مرة فهذا يعني أنك ستشفط كل مرة، وقد تعودت أن أعاني من أمراضي حتى تشفى بالعلاج الطبيعي الذي يمارسه الجسد. وهذا في نظري أبرك من الذهاب إلى أطباء التخمين والتخرص، ولا أخفي عليكم فقد عدت إلى طريقة الشياب الأولين الذين يطبِّبون أنفسهم مع فارق بسيط وهو أني أقرأ النشرات المرفقة مع الأدوية وبذلك أصرف الدواء المناسب لنفسي، على أساس أن كلتا الحالتين «أخذ الدواء بمشورة الطبيب أو بدون مشورته» تنطوي على نفس المخاطرة، فالمسألة كلها تخريص في تخريص. إذاً بيدي لا بيد عمرو. عانيت منذ سنوات من الحساسية في الأنف، فمع أي هبة هواء، مع أي نسمة برد، مع أيِّ رائحة نفاذة، مع أي شيء ينسد خشمي وأتحول إلى التنفس مع فمي. ذهبت إلى كل أطباء الأنف والأذن والحنجرة، كل طبيب يصرف الدواء الذي يراه: هذا بخاخ وهذا قطرة وهذا حبوب، وليت الأمر توقف عند الأدوية، بل أكثرهم اقترح عملية جراحية، منهم من يريد أن يوسع الأنف بأن يزيل قطعة من اللحم وآخر يرى أن الأمر في الجيوب الأنفية وثالث يؤكد ضرورة تصحيح اعوجاج الأنف مع أن أنفي مثل سلة السيف ولله الحمد (أنظر الصورة أعلاه) صحيح أن الأطباء في بلادنا يختلفون في تشخيص المرض ولكن أكثرهم ولله الحمد متفقون تمام الاتفاق على شيء واحد وهو شفط جيبك.
yara4me@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved