| مقالات في المناسبة
منذ ان وحد الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ المملكة العربية السعودية وهي تمر بانجازات متتالية وتواصل ذلك في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد رحمهم الله جميعا وتنامى ذلك في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ـ حفظه الله ـ،
وبهذه المناسبة اذكر انه في عام 1373هـ ـ 1953م، وكنت قد التحقت بمدرسة دار التوحيد في الطائف في السنة الاولى المتوسطة تولى الملك فهد وزارة المعارف وقام بزيارة المدارس في مدينة الطائف وزار مدرسة دار التوحيد أشهر المدارس في ذلك الوقت فقام طلاب دار التوحيد وأقاموا حفلا خطابيا تكريما له في بستان (جَبْره) في شرق مدينة الطائف وكان يوما مشهودا ألقيت فيه الكلمات والقصائد الترحيبية احتفاءً بمقدمه وكان يوما لا ينسى شعرنا فيه نحن الطلاب بالفخر والسعادة لزيارة الفهد التاريخية ومشاهدة سموه والسلام عليه،
وقد مر التعليم منذ توليه وزارة المعارف بقفزات تطويرية في الكم والكيف لإيمان المليك الراسخ بأن التعليم هو ركيزة كل تقدم للبلاد السعودية واستمر في رعاية التعليم وتشجيع برامجه حينما عين وزيرا للداخلية في عام 1382هـ ـ 1962م وكذلك عندما تعين وليا للعهد في 12 ربيع الاول عام 1395هـ ـ 25 مارس 1975م، ومنذ توليه الملك في 21/8/1402هـ ـ 13/9/1982م تبنى - رعاه الله- التنمية الشاملة لكافة القطاعات في البلاد السعودية الامر الذي مكن البلاد ان تشهد تنمية لم تعرفها من قبل ولا يعني هذا الاقلال من جهود ملوكنا السابقين ـ رحمهم الله ـ فلقد أصبحت البلاد ورشة كبيرة حتى أصبح من الصعب متابعة المنجزات الحضارية لتتسارع دفقات التنمية،
وقد أشرف المليك على السنوات الثلاث الاخيرة من خطة التنمية الثالثة وأشرف على اعداد خطط التنمية الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة وحرص على شمول التنمية لكل مجالات الحياة: الاقتصادية والاجتماعية، والتعليمية، والتنظيرية فتحقق للمواطن الرقي والرفاه والامن والاستقرار ففي المجال الاقتصادي اكملت المملكة التجهيزات الأساسية وفي المجال الاجتماعي تحسنت حياة المواطن وتطورت القوى البشرية المتعلمة كما تم إصدار النظام الاساسي للحكم، ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق،
وبلغة الأرقام فإن عدد المدارس حين تولى الملك 435، 23 مدرسة، وعدد الطلاب 4، 1 مليون طالب وطالبة فازداد العدد إلى أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة عام 1420هـ ـ 1421هـ فتضاعف بذلك عدد المدارس والطلاب والمعلمين والمعلمات أربع مرات، ، وزاد عدد الطلاب والطالبات في الجامعات من 44 ألفاً في عام 1401هـ إلى 348 الف طالب وطالبة في عام 1420 ـ 1421هـ أي زيادة اكثر من خمس مرات،
وفي المجال الصحي نعمت البلاد برعاية صحية فتضاعف عدد المستشفيات والمراكز الصحية والأطباء والممرضين وزودت بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية والمختبرات فقفز عدد المستشفيات من 116 مستشفى الى 318 مستشفى كما شملت المراكز الصحية مساحة واسعة من البلاد فقد كان عددها (1263) مركزا صحيا وأصبحت اليوم (3521) وازداد عدد الممرضين من (15) ألف ممرض الى (67) الف ممرض وممرضة وفتحت معاهد وكليات للتمريض وكليات للطب، ولما واجهت البلاد نقصا حادا في المياه العذبة بسبب تأخر الامطار وزيادة عدد السكان المقيمين بادرت الى زيادة نشاط محطات تحلية المياه المالحة على شاطئ البحر الاحمر والخليج العربي فزادت الطاقة الانتاجية من 131 مليون جالون يوميا في عام 1401هـ الى (492) مليون جالون في اليوم في عام 1420 ـ 1421هـ وتحسنت الزراعة وتطور الانتاج بشكل غطى حاجة البلاد من الحبوب والتمور والخضروات وتطورت الصناعة وزاد عدد المصانع من 1196 في عام 1401هـ الى 3242 مصنعا في عام 1420 ـ 1421هـ، وازدادت قدرة توليد الكهرباء حتى نعم بالكهرباء أكثر من ثلاثة ملايين ونصف من المشتركين، وانجزت العديد من الطرق السريعة والطرق الريفية بشكل ملحوظ وفي عهده بلغت إعانات الضمان الاجتماعي 44 بليون ريال،
إن هذه الانجازات تحققت في هذا العهد المبارك، وليس من الممكن الاسترسال في سرد حقائق التنمية العظيمة ويمكن قراءة خطط التنمية التي أعدتها وزارة التخطيط لمعرفة حجم الانجازات والتحولات الكبيرة التي مرت وتمر بها البلاد اليوم،
وللقائد الشهم مواقف مشهورة في خدمة القضايا العربية وخاصة قضية فلسطين والمسجد الاقصى وله بصمات واضحة في تعزيز التضامن العربي والاسلامي، ، وموقف لا تنسى في مؤتمرات القمة الإسلامية والعربية والدولية، ونتيجة لصبره وأناته تحقق للمملكة مكانة مرموقة في العالم حيث عرف ساستنا بالثبات على المبادىء وتدعيم فرص السلام ومقاومة الإرهاب،
ولما واجهت بلادنا السعودية عواصف من المكاره تصدى لها الملك فهد بحنكة وحكمة فسلمت البلاد وأهلها من الشرور ومن أبرز ذلك قضية تحرير الكويت الشقيق، ومن المعجزات التي تميز بها هذا العهد عمارة الحرمين الشريفين ولولا هذه العمارة والتوسعة الشاملة لواجهت المملكة معضلات في استيعاب كثافة تدفق الحجاج في كل عام وقد انفقت الحكومة بسخاء ودون مقابل بلايين الريالات من اجل هذا الغرض النبيل وبتواضع جم يقول المليك عن هذا الموضوع: ان كل ما نقوم به هو واجب علينا فنحن مجندون لخدمة ضيوف الرحمن وتوفير كل الوسائل والراحة والطمأنينة لهم في هذا الموسم العظيم،
وقد تحقق للقوات المسلحة والحرس الوطني والأمن الداخلي من الإمكانات والاسلحة والقوى البشرية المدربة ما جعل بلادنا قلعة حصينة ضد أطماع الحاقدين والحاسدين ويقوم بالاشراف على هذه القطاعات بتوجيه من القائد صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والمفتش العام حفظهما الله ـ،
رعى الله المليك الفهد ومتعه بالصحة والعافية وحمى الله وطن الشموخ من كل سوء وأبقاه قلعة حصينة وملاذ الامة العربية والإسلامية انه تعالى سميع مجيب،
|
|
|
|
|