| متابعة
من نتائج الحملة الإرهابية على مقر البنتاغون في واشنطن ومجمعي التجارة الدولية في نيويورك في الحادي عشر من أيلول وما تبع ذلك في معاملة لا انسانية للسواح والمقيمين العرب والمسلمين في كل من الولايات المتحدة الامريكية وبعض دول اوربا وبالذات في لندن المدينة الاوروبية المفضلة لدى معظم ابناء دول الخليج العربي مما ادى ذلك للتفكير في سياحة عربية عربية ومن أكثر الدول المرشحة لذلك مصر والمغرب ولبنان وسوريا،
وفعلا اجرت الجهات السياحية في هذه الدول اتصالات مكثفة وجادة في وكالات السفر السياحي في مراكز دول الخليج العربي لاعداد الخطط اللازمة لتقديم الخدمات السياحية للأفواج المقترح وصولها لتلك الدول وقد تشترك المملكة العربية السعودية في نيل الحصة الأكبر في عدد السواح العرب الذين يقصدون مدينة جدة للتبضع في اسواقها العامرة والتمتع بأوقات جميلة وسعيدة بين شواطئها الخلابة والتي تم اعدادها بأضخم الفنادق والمنتجعات البحرية ويقصد الكثير من سواح المملكة من الاخوة العرب المسلمين مكة المكرمة لاداء العمرة وراحة النفس في الجو الروحاني الاسلامي المميز في هذه المدينة المقدسة، وقد يتابع السائح سفره الى جبال الطائف وأبها ليمتع ناظريه بأجمل المناظر الطبيعية من خضراء تسر الناظرين ومياه عذبة تطفىء ظمأ العطشى للأجواء المعتدلة مع السكن الراقي بأحدث الفنادق الممتازة والشقق المفروشة على آخر طراز حديث،
وقد تكون حصة السياحة المصرية هي الاكبر من باقي الدول العربية وتليها السياحة اللبنانية والسبب في ذلك ان كلتا الأوساط السياحية قد تحملت خسائر كبيرة في العام الماضي نتيجة لالغاء حجوزات لأفواج سياحية ضخمة تصل إلى آلاف الغرف في الفنادق والمنتجعات البحرية كل هذا بسبب انخفاض السفر بالطائرات في أمريكا وأوربا إلى مصر بسبب احداث أيلول الماضي في امريكا، اما لبنان فقد تضررت السياحة بشكل عام والفنادق البيروتية بشكل خاص اثر الغاء القمة الفرانكفونية للناطقين باللغة الفرنسية حيث تم الغاء العديد من الغرف الفندقية نتيجة لعدم انعقاد هذا المؤتمر والذي كان من المقرر اقامة مهرجان دولي للسياحة الجيلوجية البيئية في مغارة جعيتا على نهر الكلب بغرب بيروت والتي تعتبر من اشهر مراكز السياحة الجيلوجية لما تحويه من مياه باردة وتشكيلات كرستالية قديمة تراكمت منذ آلاف السنين،
لذا فإن لبنان ومصر تتنافسان سياحيا لاجتذاب اكبر عدد من السواح العرب خلال الفترة القادمة وقد تكون اجازة عيد الفطر القادم فرصة مناسبة لاختبار نجاح الخطط التسويقية والترويحية للسياحة العربية العربية،
وتعاني شواطئ البحر الاحمر وبالذات في منتجع شرم الشيخ المصري من أزمة سياحية بعد اقتصاد روادها من السياحة الاوربية على دول روسيا وأوروبا الشرقية وهذا النوع من السياح لا يضخ ايرادا ملحوظا لهذه الدور السياحية بل ظهر العكس حيث تمثلت سياحتهم بالسياحة التجارية أي ان قدومهم لا للتمتع بالخدمات السياحية بل لبيع ما يجلبونه من سلع وخدمات الى سكان هذه المنتجعات وشراء الادوات الكهربائية والالكترونية المتقدمة وتصديرها معهم الى دولهم مرة اخرى والحال نفسها في منتجعات طابا ونويبع ودهب شرق سيناء وتم اغلاق معظمها وصرف الآلاف من العاملين في فنادقها،
وتراجعت الحركة السياحية في مصر بصورة عامة من 9، 5 ملايين سائح عام 2000 إلى 58، 3 ملايين سائح خلال هذا العام، ومن احصاءات الدخل العام لمصر تشكل السياحة نسبة 3، 11% ويعمل في منشآتها وخدماتها العامة اكثر من 2، 2 مليون مواطن مصري وبلغت ايرادات السياحة المصرية ذروتها خلال عام 2000 حيث بلغت 3، 4 مليار دولار،
ومن اجل تنشيط السياحة العربية العربية في مصر ولبنان بالذات اود ان اورد بعض الملاحظات التي لمستها بنفسي كسائح عربي يزور بلده العربي الآخر وما يلاقي من عقبات وتميز في المعاملة عن المواطن لتلك الدولة وان اهم ما يشغل بال السائح العربي أسعار السكن ففي لبنان هناك شعور بارتفاع اسعار الفنادق والشقق المفروشة والفلل السياحية وبالذات في المناسبات السياحية وكأنها مناسبات لسحق السائح ماديا بأقصر مدة ممكنة أما في الشقيقة مصر العربية فإني أتمنى على وزارة السياحة ان تعمل جاهدة وبكل السبل لتوحيد التعرفة السياحية بين العرب بأجمعهم ومن ضمنهم اخواننا المواطنين المصريين ففي الفنادق والمنتجعات السياحية هناك سعران: للعربي السعر الرسمي كاملا وللأخ المصري تخفيض بنصف السعر الرسمي في المتاحف والمراكز التاريخية، تذكرة العربي بخمسين جنيها واخوه المصري بخمسة جنيهات، اما في اسعار الطيران الداخلي فالفارق كبير كبير جدا فمثلا تذكرة مرجعه للأخ المصري بخمسين جنيها من القاهرة الغردقة القاهرة أما شقيقه العربي بمائتي دولار! وقس على هذا في كافة الخدمات السياحية ولابد من مراقبة المطاعم على اختلاف درجاتها ففاتورة العائلة الخليجية تختلف كثيرا عن فاتورة العائلة المصرية وقد تذكر فيها أصناف في المأكولات والفواكه التي تظهر في غير موسمها،
اني ادعو الى ثقافة سياحية عالية بحيث يكون التعامل الانساني عالياً جداً والتعامل التجاري بأحقية السعر الواحد للجميع ان السائح العربي يشعر بتعامل احادي في الشقيقة مصر فسعر الشقق المفروشة يختلف من شقة الى اخرى في عمارة واحدة والامر متروك لسماسرة السياحة الذين لا يهمهم تطور الخدمات السياحية والتي بالتالي توثر على الدخل الوطني لمصر كلها،
اننا نتمنى نجاح السياحة العربية العربية ولكن بخدمات عالية وتنفيذا لسياسة تسويقية ترويحية كالتي تقدم للمراكز السياحية الاوربية والامريكية وعلى قدر متساو في المعاملة السياحية لكل العرب بما فيهم شقيقنا السائح المصري، وحين تنفيذ ذلك تنشط السياحة وتزداد مدخولات السياحة لان السائح العربي معروف بسخائه السياحي،
|
|
|
|
|