أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st November,2001 العدد:10646الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,رمضان 1422

الثقافية

مواسم الحب
رمضان و.. وجودك..!!
عبير عبد الرحمن البكر
يعود رمضان.. وتعود أحزان تغسلها نورانيته..
يعود يا أمي رمضان وأنتِ هنا.. تملئين البيت صلاة وعبادة.. صوتكِ يردد في أرجاء المنزل.. عبارات الذكر وكلمات التوحيد..
أجدكِ في كل مكان.. تعدّين وجبة الإفطار حتى يدك الحبيبة تداعب السهر وتهزني برفق تذكرني أبدا أن السحور فضيل!!
أنضم الى وجبة السحور ذا أبي وحولنا اخواتي واخي متحلقون.. يدكِ الحبيبة وقد تفننت بما لذ و طاب.
هنا تقدم وهنا تقرب وهنا..
ارقبكِ.. تحزمين حقائبكِ قلبك المسافر الى مكة كل عام.. يأخذكِ الى حيث لا خيار.. نقضي بقية الشهر في رحاب الحرم المكي..
خطواتك تدخل إلى الحرم تصلين .. تشربين من زمزم.
تعودين مملوءة بالفرح الإيماني..
كل ذا يا امي يقتلني.. لما ادركت..
انه ليس عاماً بل عامين.. حضورك الحبيب غائب ولكن ثمة حزن يحتل تفاصيل هزائمي بعدك ثمة فشل لو مرت يدك الحبيبة عليه لاستحال الى نجاح وقوة..
يا أعظم النساء.. ويا أروعهن.
يا أحب امرأة تختزن وجودها الذاكرة.. لا يصلها النسيان..
الحزن يعبث بالحياة.. والعمر يمر امام جنازة الفرح فلا يحرك ساكنا..
ليل رمضان الذي يملؤه الانس يفتقد صوتك الذي يخترق الظلام ويحيل الليل الى نهارات مضيئة بوجودك..
الأمطار مالحة..
والحروف الحانية باتت جارحة..
والقلوب ليست كما هي..
كل الوجود غبار.. يا سيدة الأزهار.. والحياة حصار والفرح انتحار.. فأنت من يغزل العمر.. ويحفظ الأسرار..
كل الحياة اسر كبير يقيد انطلاقنا نحو إحساسنا باليتم بعدك..
نعيشها.. قهر .. يقلبنا.. جمر..
وجهك يا أمي يزورني ليل نهار.. اعرفه باسماء متألقا تكسوه نضارة الحياة..
يتابع اشراقتي وتوهجي.. يمد يداً لعثرتي التي باتت كثيرة وكبيرة..
وجهك يرافقني.. صبح مساء.. أعيد حضوره كلما قست الدنيا..
أدركت بالفعل يا أمي.. اني يتيمة بعدكِ.. اليتم قاتل يا أمي..
وبعدك لا يعود ابدا..!!
اشعر ان الكلمات استنزفها الحزن فما عادت قوية.. لكن ثمة بوح.. على اقبالة رمضان يرسمك من جديد.. فليرحمك الله ويعوضني فيك خيرا!!
آخر النبض:
يا أمي طال النداء وتكرر الكلام ولم تعد اللغة قادرة ان تكتب عن اعظم وأحب وجه غاب.. فلتعذري كلماتي الباكية المنهزمة.. الموجوعة انها فقط تأنس حين يكون حديثها انت.. فما عاد في الحياة شيء مبهج بعد رحيلك.
وأدرك انك تكرهين اللغة المكسورة.. وتمقتين هذا الانهزام.. وانت من ارضعني حليب القوة.. والتماسك..ولكن لعلها زلة وقت.. او انكسار.. عابر.. او لربما ان العمر يأتي برائحتك في مشاهدات مطبوعة ذاكرتي مسومة بك.. فليرحمك الله ويغفر لك مع اقبالة رمضان بلا وجودك الحبيب..
abeeralbaker@maktoob.com
http://abeersite.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved