أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st November,2001 العدد:10646الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,رمضان 1422

مقـالات

رمضان والناس
منصور بن صالح اليوسف
يستقبل الناس شهر رمضان المبارك فرحين مستبشرين بقدوم هذا الشهر الكريم، يتساوى في ذلك الصغار والكبار على حد سواء إلا ان الكبار يرجعون الى الوراء قليلا ولسان حالهم يقول: الله أكبر.. ما أسرع الدنيا كأن رمضان الماضي أمس! ولاشك ان هذا الاسترجاع يتبادر الى ذهن الإنسان كلما تقدم به العمر ومرت به الذكريات ودارت به الأيام والسنون. وسوف تستمر عملية الاسترجاع هذه لدي الانسان حتى يصل الى المرحلة الأخيرة من عمره فيتمنى أن يعود به الزمن الى الوراء كثيرا ليعيد النظر في كثير مما عمل وقال.
إن الناس يختلفون في استقبالهم هذا الشهر الكريم حسب اتجاهاتهم ورغباتهم وأحوالهم. فمنهم من يتهيأ ليصوم نهاره ويقوم ليله ويزور أقرباءه ويؤدي عمرته ويمسك عن اللغو ويكثر من قراءة القرآن الكريم ويبادر الى اخراج زكاة أمواله. كما أنه لا يتردد في الإكثار من الصدقات واطعام الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. يعمل هذا معتقدا بأنه قد يتمكن من صيام رمضان أو لا يتمكن ولكنه على كل حال يدعو ربه ان يبلغه رمضان القادم أعواما عديدة وسنين مديدة ويكون من المتقين. وآخرون قد يفعلون بعض ذلك لكنه مشغوفون بالسهر ليلا والنوم نهارا والاستمتاع بطهي ما لذ وطاب من أنواع المأكولات والمشروبات مع شيء من التبذير والاسراف، وكأن رمضان هو مناسبة للطهي والأكل والسهر، وقد لا يحذرون من الوقوع في أعراض الناس عن طريق القيل والقال وكثرة السؤال. كما تجد آخرين مولعين بالخروج للأسواق للفرجة والتجوال وإيذاء الناس والتعرض لهم بالغمز واللمز دون رادع من دين أو تأنيب من ضمير. أما ضعاف النفوس من الدجالين والمحتالين فيشمرون عن سواعدهم وإن حاولوا أن يخفوها للتسول بالمساجد والأسواق والطرقات.
إن من أهم ما يتميز به المسلمون اليوم عن غيرهم من الأمم والشعوب هو صيام شهر رمضان المبارك الذي فضله الله سبحانه وتعالى على بقية الشهور. حيث أنزل فيه القرآن الكريم وجعل فيه ليلة خيرا من ألف شهر وجعل العمرة فيه تعادل حجة. لذا فحري بنا أن نكثر من تلاوة القرآن الكريم وان نجتهد في طلب ليلة القدر في عشره الأواخر وان نسارع الى تأدية عمرة تعادل حجة مع رسول الله. إن شهر رمضان هو موسم العبادات والطاعات فالعاقل من استغل هذا الموسم واستثمره فيما يرضي الله سبحانه وتعالى.
والمفرط من غفل عنه واشتغل بما يغضب الله عزوجل. ويجب علينا ألا ننسى أن لنا اخوانا واخوات قد صاموا معنا رمضان الماضي وكانوا يأملون أن يصوموا هذا الرمضان ولكن حيل بينهم وبينه بهادم اللذات. أسأل الله العلي القدير ان يعيننا وإياكم على صيامه وقيامه وأن يعيده علينا وعليكم باليُمن والبركات.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
'عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved