| مقـالات
من فضل الله على هذه الأمة أن ميَّزها بمناسبات خير وبركة، مثل أوقات العبادة: كالصلاة والصيام والحج، وغيرها من العبادات النقلية والفرضية، وفي رمضان يكون الصبر والشكر، والمفكر بدقة يرى ان ما فرض في هذا الشهر من امتناع عن الأكل والشرب والجماع، وما سنَّ فيه من عبادات كصلاة التهجد، إنما هو كله خير للمسلم، ، وهو مبعث التقوى، ، التي جاءت في سياق فرض الصيام في قوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»، والامتناع عن الأكل والشرب، ، وكذلك الجماع انما جاء ليدرك المسلم قيمة النعمة التي كان يرفل فيها ويتذوقها ويتلذذ بها قبل الشهر المبارك، فإذا فقدها تلك المدة النهارية عرف قيمتها، وعرف فضل الله عليه، ، وهو اختبار للصبر ومدعاة للشكر، ، وأولى بالمسلم أن يكون صبوراً لأن الصبر عاقبته حميدة وحلوة، ، وقد مدح الله الصابرين فقال «وبشِّر الصابرين، ، » سواء لدى المصائب أو فقدان ما يحبه الإنسان ويألفه، والصبر درجات تختلف حسب ما يواجهه المسلم، ولعل أقواه وأعظمه، مايكون لدى المصائب كفقدان الأحباب والأولاد والأقارب، ، وقد قال صلى الله عليه وسلم «لايزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة، ، » وهذا يدفع الى الصبر والشكر، ، وللصبر آداب كما ذكره العلماء، ، ولعل أهم آداب الصبر، ، استعماله لدى الصدمة الأولى لقوله صلى الله عليه وسلم «إنما الصبر عند الصدمة الأولى»، ، وهذا منتهى التسليم بقضاء الله وقدره، ، قالت أم سليم رضي الله عنها «توفي لي ابن وأبوه أبوطلحة غائب فقمت فسجيته حتى جاء والده بعد وفاته بقليل، ، فقال كيف الصبي؟! فقلت بحمد الله لم يكن منذ اشتكى بأسكن منه الليلة، ، ثم تصنعت له أحسن ما كنت أتصنع له من قبل حتى أصاب مني حاجته، ، ثم قلت: ألا تعجب من جيراننا قال: ما لهم قلت أعيروا عارية فلما طلبت منهم واسترجعوا جزعوا، ، فلم يعجبه ما سمع، ، قلت: هذا ابنك كان عارية من الله تعالى وإن الله قبضه اليه فحمد الله واسترجع، ، ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: اللهم بارك لهما في ليلتهما، ، قال الرواي: فلقد رأيت لهم بعد ذلك في المسجد سبعة كلهم قد قرأوا القرآن، ، ، قلت وهذه من عواقب الصبر الحميدة،
|
|
|
|
|