| مقـالات
حياة المسلم مرتبطة بالعبادة لله، فلا تمر ساعات الا ويؤدي فيها المسلم صلاة مفروضة، وهناك مواسم ايمانية منها صلاة الجمعة، فهي موسم ايماني اسبوعي، وهناك العيدان عيد الفطر وعيد الاضحى، فهما موسما عبادة تؤدى فيهما الصلاة، وهناك موسمان يتمثلان في الحج وصيام شهر رمضان، فالحج موسم سنوي يوقظ في الأمة الاسلامية روح الانتماء الى دين واحد هو الدين الاسلامي، وصيام شهر رمضان موسم ايماني سنوي، يستقبله المسلمون بالبشر، فنهاره صيام وصلاة وليله صلاة وتهجد ودعاء، ففي شهر رمضان نزل القرآن الكريم، وفي شهر رمضان ليلة القدر، انه شهر يتميز عن الشهور الأخرى بهاتين الميزتين، أفلا يجدر بالمسلم أن يستيقظ من سباته، ويتجه إلى ربه، ويزداد عمله الصالح في شهر نزل فيه القرآن وفيه ليلة القدر، ان الصيام يزرع في قلب المسلم الانتصار على النفس، فالامتناع عن الأكل والشرب يحتاج إلى ارادة قوية، ومتى ما انتصر المسلم على نفسه، وصام يومه، فانه سينتصر على نفسه في وجوه الخير الكثيرة، فمنها الفرائض ومنها السنن، واذا انتصر المسلم على نفسه فسوف يؤدي زكاة ماله، بل ويندفع الى اخراج الصدقات، لان اخوانه من المسلمين بحاجة إلى فائض ماله، والانتصار على النفس يفضي إلى محاسبتها، واذا حاسب الانسان نفسه وصل رحمه، فزار اقاربه وادى ما عليه من حقوق الاقارب، وحقوق الناس، التي قد يتراخى عن ادائها في الشهور الأخرى، عندما تغمره الحياة بمشاغلها فهو يلهث خلف دنياه، فاذا دخل شهر رمضان رجع إلى نفسه فعرف تقصيرها، ومن فضائل شهر رمضان انه يتيح للمسلم قراءة القرآن وتدبره، وفي قراءة القرآن كل خير، فهو مقوم للسان، موقظ للقلب، مرشد الى الطريق الصحيح في العبادات والمعاملات، فإذا قرأ المسلم في يومه وليلته جزءاً من القرآن أو أكثر من ذلك فانه سيقف على خير كثير، يكون المسلم قد تراخى عنه، أو ابعدته دنياه عن ذلك الخير، ان قراءة القرآن تجلب الراحة النفسية، وتصغر الدنيا في نظر المسلم، وترغبه في الآخرة، واذا رغب المسلم في الآخرة بحث عن السبل التي توصل إلى الجنة، فازدادت عبادته، وهدأت نفسه، وانصرف الى الأمور الكبيرة في نظر المؤمنين، والصغيرة في نظر المنشغلين بالدنيا، ان قراءة القرآن تعمر نفس المسلم بالايمان، وتحصن قلبه عن وساوس الشيطان، وهموم الدنيا، التي لا يشبع منها رجل مادام يلهث خلف حطامها الفاني، ان للروح زاداً، وللجسم زاداً، وزاد الروح يعثر عليه المسلم في رمضان، عن طريق العبادة وتلاوة القرآن الكريم، ومن مكاسب المسلم في رمضان انه يبتعد عن الغيبة والنميمة، فالمعتاد تلك العادة السيئة لا يجد الاذن التي تستمتع اليه، فيعود إلى نفسه، ويحاسبها، ويرتدع عن أكل لحوم الآخرين، اعاذنا الله من شرور الغيبة والنميمة، وفي شهر رمضان تسود السكينة المتعاملين في الاسواق، فالتاجر يتعامل مع المشترين بالاحسان، ويتعامل مع زملائه التجار المعاملة الحسنة لانه يستشعر فضل هذا الشهر، فيقصر عن الاندفاع في اللغو، وفلتات اللسان، وفضول القول، ويلحظ المسلم في رمضان أن روح الانتماء إلى هذه الامة العظيمة أمة الاسلام انبعثت في نفسه من جديد، فالافطار في وقت واحد مع اخوانه المسلمين، والسحور في وقت واحد، فالمسلمون اخوة في المشرق والمغرب، يأكلون في وقت واحد، ويمتنعون عن الأكل في وقت واحد،
إن رمضان موسم عبادة، ولكن فئة من المسلمين جعلته موسماً للأكل والشرب، فتندفع الى الشراء، وتحشد له كل ما لذ وطاب، ونهار رمضان في هذه الايام الباردة لا يختلف عن غيره، ولكن بعض المسلمين يتضجرون منه، ويميلون إلى الكسل والتراخي،
اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق، ووفقهم إلى ما فيه صالح الاسلام والمسلمين إنك على كل شيء قدير،
|
|
|
|
|