|
| متابعة
* رام الله (د ب أ):
أعلن الاتحاد الاوروبي أن الحل النهائي لصراع الشرق الاوسط يجب أن يرى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ففي مؤتمر صحفي عقب اجتماعه لمدة ثلاث ساعات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قال رئيس الوزراء البلجيكي جي فيرهوفشتات ان الوفد الذي يضم أربعة أعضاء من الاتحاد الاوروبي برئاسته أجرى «محادثات مثمرة» مع عرفات.
وقال انه «كان هناك بالتأكيد قدر أقل من العنف ورأينا فترة هادئة» منذ قرابة أسبوعين.وأضاف فيرهوفشتات أنه إذا ما استمر هذا الوضع «فستكون هناك حاجة لاستئناف عملية السلام».
مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يتفق على أن الحل النهائي للصراع « هو إقامة الدولة الفلسطينية».
وكان وفد الاتحاد الاوروبي قد وصل إلى رام الله قادما من القاهرة حيث أجرى محادثات مع الرئيس حسني مبارك. وسيعقد الوفد محادثات أخرى يوم الاحد مع رئيس الوزراء الاسرائيلي أريل شارون.
وردا على سؤال عما إذا كان الاتحاد الاوروبي سوف يطلب من الاسرائيليين ما طلبه من الفلسطينيين. وهو الحفاظ على وقف إطلاق النار بكل الوسائل. قال فيرهوفشتات ان الاتحاد الاوروبي يتخذ موقفا متوازنا إزاء الصراع.
وأضاف قائلا: «سنعطي نفس الرسالة إلى إسرائيل». وقد شكر عرفات وفد الاتحاد الاوروبي على زيارته ومساندته وأعاد تأكيد التزامه بوقف إطلاق النار.
وقال عرفات: «إنني أؤكد هنا أمامكم أننا سنبذل أقصى ما نستطيع من جهد للحفاظ على وقف إطلاق النار واستمراره مثلما فعلنا على مدى الاسبوعين الماضيين. ولكننا نحتاج إلى مساعدتكم لانهاء الحصار (الاسرائلي) والاغلاق ومصادرة الاراضي والاغتيالات والتصعيد العسكري الحالي في الضفة الغربية وغزة».
وأضاف قائلا: «إنني متفائل جدا بوجودكم هنا لدفع عملية السلام إلى الامام».
وقال رئيس الوزراء البلجيكي ان عرفات «أكد لنا انه يبذل كل الجهود الممكنة لوقف إطلاق النار حتى يستقر الهدوء».
ودعا في هذا الاتجاه إسرائيل إلى القيام بخطوات لمساعدة السلطة الفلسطينية للوصول إلى ذلك. وقال «اننا نقر أن هناك حاجة ماسة لأن ترفع إسرائيل الاغلاق والحصار المفروض على الاراضي الفلسطينية، لان السكان بحاجة إلى مساحة للتحرك والتنقل».
وشدد رئيس الوزراء إلى الحاجة الماسة لاعادة عملية السلام في المنطقة إلى مسارها والوصول إلى حل يؤدي في نهاية المطاف «إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة».
وقال إن «الهدوء النسبي الذي شهدته الاراضي الفلسطينية قبل اثني عشر يوما الاخيرة يشجع على إعادة انطلاق عملية السلام .. وهناك فرصة لذلك ليس بسبب الهدوء فقط وإنما أيضا بسبب أن الاسرة الدولية باتت متفقة على أن إيجاد حل للقضية الفلسطينية يكمن في العمل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة وان هناك توافقاً دولياً بشأن هذه المسألة». واعتبر أن الاتحاد الاوروبي له «موقف متوازٍ» في مهمته لتشجيع الطرفين على المضي في عملية السلام. وقال «اننا مثلما نرى أن هناك حاجة لاقامة دولة فلسطينية فإننا نرى في الوقت نفسه الامن لاسرائيل».
وأكد المسئول الاوروبي: «إن أهم شيء هو وقف إطلاق النار وهذا ما سأبحثه مع الجانب الاسرائيلي حول تطبيق الجوانب المتعلقة بتنفيذ تقرير ميتشيل ولدينا تشجيع من الرئيس الفلسطيني للاستمرار في هذا التقرير».
وقال مسئولون فلسطينيون: «ان عرفات بحث مع الوفد الاوروبي الجهود الدولية المبذولة من أجل العودة إلي طاولة المفاوضات استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام». وأكد عرفات مجددا التزامه بعملية السلام ووقف إطلاق النار. وقال موجها حديثه إلى رئيس الوزراء البلجيكي «أنا اكرر أمامك اننا سنبذل كل جهد مستطاع للاستمرار في تطبيق وقف إطلاق النار وخاصة على غرار ما حدث في الايام الاخيرة لكننا بحاجة إلى مساعدتكم في ضرورة رفع الحصار والاغلاق ووقف بناء المستوطنات ومصادرة الاراضي والاغتيالات وهذا الخنق والتصعيد العسكري والحصار المستمر في الضفة وغزة».
ومن جانبه. أعرب سولانا عن أمله في «إيجاد ديناميكية جديدة للسلام قبل نهاية العام الحالي». وقال نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي ان جولة الوفد الاوروبي تأتي ضمن إطار العمل المكثف من أجل دفع الولايات المتحدة للعمل قدما وتحمل مسئوليتها والمشاركة مع أوروبا في العودة إلي طريق السلام.
وأضاف أن زيارة الوفد الاوروبي تأتي «كي يطلع الوفد عن قرب على الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني».
وتشمل زيارة الوفد الاوروبي إضافة إلى أراضي السلطة الفلسطينية كلا من الاردن وسوريا ولبنان وإسرائيل. وكان الوفد قد بدأ جولته باجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك صباح السبت في القاهرة ثم توجه لمقابلة مسئولي السلطة الفلسطينية.
وتعهد الاتحاد الاوروبي المؤلف من 15 دولة بتحقيق «توازن» بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في حملته الدبلوماسية.
وتعهد وزير الخارجية الامريكي كولن باول مؤخرا بالقيام بمزيد من الجهود الدبلوماسية في الشرق الاوسط «في الايام والاسابيع القادمة» وطرح «أفكار إضافية» لاخراج رؤية واشنطن لدولة فلسطينية تعيش بسلام بجانب إسرائيل إلى حيز الوجود.إلا انه لم يشر إلى خطط واشنطن بخلاف مواصلة دبلوماسية الاتصالات الهاتفية والتصريحات التي لم تؤد بعد إلى إعادة الاسرائيليين والفلسطينيين إلى مائدة المفاوضات، يذكر أن باول سيوجه بيانا يوم الاثنين يشرح فيه الرؤية الامريكية الخاصة بكيفية حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
وكان الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش قد أكد مؤخرا أنه يوافق على فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة جنبا إلى جنب مع إسرائيل مع ضمان أمن الدولة العبرية.
وأوضح شعث أن الوفد الاوروبي يبحث حاليا عن "إطار عمل مكثف من أجل دفع الولايات المتحدة إلى الامام لتحمل مسئولياتها والمشاركة مع أوروبا في العودة إلي طريق السلام». وأكد أن «الموقف الاوروبي الذي أعلن موقف أكثر تقدما من موقف الولايات المتحدة إزاء القضية الفلسطينية» مشيرا إلى أن زيارة الوفد الاوروبي تأتي «لكي يشهد على الارض التطورات والتصعيد من قبل الجانب الاسرائيلي الذي ما زال يقتل ويغتال أبناء الشعب الفلسطيني ويحتل أراضيه إضافة إلى قضايا عديدة منها المعابر والحواجز».
وأشار شعث إلى «أن مواقف الحكومة الاسرائيلية الحالية بعيدة كل البعد عن عملية السلام معربا عن أمله أن تؤدي زيارة الوفد الاوربي الى تكوين مواقف جديدة لدى الحكومة الاسرائيلية تتفهم تماما طبيعة الموقف».
وأضاف: «إن إنهاء الاحتلال الاسرائيلي وعدوانه على الارض الفلسطينية هو الاساس وليس فقط ما يجري حاليا في أفغانستان..»
|
|
|
|
|
