| الاقتصادية
في هذا الشهر الكريم، تقوم الجمعيات الخيرية والمحسنون بتلمس احتياجات الأسر محدودة الدخل والمحتاجة للمساعدة وهذه سمة طيبة يتميز بها مجتمعنا المحب لفعل الخير،
ومن المعلوم أن مكافحة الفقر الذي استعاذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم وقرنه بالمرض والجهل هو واجب المجتمع بجميع فعالياته من خلال برامج الضمان الاجتماعي للدولة وفقها الله أو من خلال دفع الصدقات والزكاة مباشرة من الأغنياء والجمعيات الخيرية أو من خلال دراسة الظاهرة وطرح الحلول العملية والواقعية لها وتبني مبادرات غير تقليدية تتجاوز مجرد الدفع المباشر المؤقت إلى مبادرات ذات أثر طويل الأجل ومن ذلك مثلاً ما قامت به إحدى الجهات (ولن أذكر اسمها منعاً للإحراج) من اتصال بالجمعيات الخيرية وأبلغتها عن توفر وظائف وستعطي الأولوية فيها لأبناء الأسر الفقيرة الذين تساعدهم تلك الجمعيات، وعلينا ألا نخجل من الاعتراف بوجود أسر فقيرة في مجتمعنا إذ لا يوجد مجتمع دون فقراء، فتلك سنن الله عز وجل في الكون،
فالولايات المتحدة مثلاً رغم ما تمتلكه من مقدرات اقتصادية هائلة وتنظيمات متطورة وفعالة للمساعدات الاجتماعية وضرائب مرتفعة على أصحاب الدخول العالية، يوجد بها وفقاً لآخر إحصائيات رسمية موثقة 7، 13% من السكان ممن يعيشون تحت خط الفقر، !
إي أن هناك في تلك الدولة العظمى 35 مليون فقير!! وفي ذات الوقت علينا جميعاً تلمس الأسباب المؤدية إلى فقر تلك الأسر ونسعى إلى الحد منها قدر الاستطاعة إذ إن الأسر التي تعيش على الصدقات لا يمكن أن تعيش وضعاً مادياً واجتماعياً مأموناً ومستقراً،
كما أنها تشعر بأن كرامتها منقوصة وكم تتمنى ألا يعلم أبناؤها بأنهم يعيشون على صدقات المحسنين،
وللاختصار يمكن بشيء من التجاوز أن نقول إن بطالة الرجال أو النساء هي أحد المسببات الرئيسية لوجود عدد من الأسر الفقيرة في المجتمع،
وبالنسبة لبطالة الرجال فإن هناك إدراكا كبيرا لجوانب وابعاد المشكلة وكذلك هناك جهود جبارة تقوم بها العديد من الجهات المعنية بملف السعودة الذي يشرف عليه شخصياً سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وجميعنا نلمس ونقدر قرارات السعودة الجريئة المتلاحقة ومن المؤمل أن تؤدي بإذن الله قريباً إلى عودة نسبة البطالة إلى مستويات هامشية،
أما فيما يتعلق ببطالة النساء فإن الأمر يخضع لتداخلات اجتماعية في غاية التعقيد،
وهناك الكثيرون ممن لا يعتبرون أن هناك مشكلة في هذا الشأن فالرجال قوامون على النساء وهذا صحيح وهناك من يرى أننا يجب ألا نفكر في حل تلك المشكلة قبل حل مشكلة بطالة الرجال وهذا غير صحيح وكلا الفريقين يتجاهل أن أغلب الأسر الفقيرة تكون بلا عائل بسبب الوفاة أو الطلاق أو عدم قدرته على العمل وفي هذه الحالة ليس هناك حلول واقعية لأزمة تلك الأسر إلا بحث أفراد الأسرة عن عمل (أطفالاً أونساء) أو بحثهم عن الصدقات، وكما قلنا فإن قبول الصدقة قد يجدي كحل مؤقت لأزمة عارضة أما أن تعتمد عليه الأسرة وترهن مستقبلها به فهي مسألة ذات آثار مدمرة لكيان الأسرة وتعايشها مع المجتمع، لنصل في النهاية إلى ما أردناه منذ البداية وهو ضرورة تجاوز المثاليات البعيدة عن الواقع المؤلم الذي تعيشه تلك الأسر ومساعدتها من خلال حلول عملية طويلة الأجل والتي يبدو لي أن أهمها توفير الوظائف للنساء حتى لمن لا يمتلكن أي تعليم وهناك العديد من القنوات المتاحة حالياً للعمالة الأجنبية غير المدربة وغير المتعلمة يمكن بشيء من الإخلاص والإدراك لمشكلة الأسر السعودية الفقيرة تحويرها وتطويرها لتلائم طبيعة وظروف المرأة السعودية ولن أذكر أمثلة رغم توفرها حتي لا تشغلنا تفاصيل الأمثلة عن جوهر الفكرة، والله الموفق،
kalferayan@ayna، com
|
|
|
|
|