جرى في خافقي لهب ووجدُ
وفجر أدمعي نأي وبُعْدُ
وخيم في الفؤاد أسى مريرٌ
اذا أنسيتُه زمنا يُرَدُّ
فأنت ملاذ دمعي حين تقسو
جراح زادها هجر وصد
وان جافيتُ ذكرك في زمان
سرى بالهم نحوي من يعد
جراح الذل تعصف بي ويدمي
فؤادي ناعق للغرب يشدو
رماك بنوك في البلوى عقوقاً
وأعزاهم بحلم الزيف وَغْدُ
أصارع فيك اخلادي وسهدي
فما يرضيك اخلادٌ وسُهْدُ
انادي فيك أسيافا وجندا
وأبحث فيك هل صيدٌ وأسد
ولكن الصدى يرنو كسولا
يحدّثني بأن القوم صدُّوا
لقد ولى زمان كان فيه
نداء الحق زلزال ورعد
زنوفٌ للعلا شمخت وتاهت
وخيلٌ للوغى الحمراء تغدو
وأسد للحمى أمن وظل
وان نادتهم الأسياف جند
سلوا عنهم روابي الشام خضرا
فبغداد الهوى تحكي ونجد
وصوت أطلق الأقصى حداه
فردد في يمان السعد رفد
سطور صاغها التاريخ نورا
فنحن بها مدى الازمان نشدو
مضى فيهم إباء كان رمزا
لجند الله إنْ ساروا وشدوا
فكانوا أنجما في الليل تؤوي
ضعيفا هدَّه جوع وبرد
كذاك جرى حديث المجد عذبا
وفاح المسك فالأيام سعد
وجئنا نوَّما والذئب سار
يطارد حلمنا أيان يبدو
معاذ الله ان تسمو خطانا
بغير الجد مهما قيل وعد
فوعد الله ان نرجوه آت
لمن أصغى لقرآن «أعدوا»