قد كنتُ أَحذَرُ لو أجداني الحَذَرُ
أنْ يَطْرُقَ السَّمْعَ عن رحيلكِ الخَبَرُ
لكنه خبر أتى على قَدَرٍ
هل يُتَّقَى سَلَفاً، يا عمتي، القَدَرُ
ياعمتي إنْ مضيتِ اليومَ راحلةً
فقد أقام هُنا حديثكِ العَطِرُ
ذكري تأرَّج في «فيدٍ» ويَنْفَحُني
لدى القصيمِ أريجٌ حينَ يَنْتَشِرُ
كم قد أضاءتْ بهيمَ الليلِ في وَرَعٍ
منكِ التراتيلُ والآياتُ والسُّوَرُ
ما زال في أَذُني يَرنُّ في حَدَبٍ
دُعَاؤك العذْبُ أن لا نا لَنِي خَطَرُ
وكُنتِ مدرسةً للبرِّ نَعْهدها
منْ برها ينهلُ البادونَ والحَضَرُ
أمَّ الرجالِ جزاكِ الله مغفرةً
لقاءَ جيلٍ بِفِعْل الأمِّ يَفْتخرُ
صَنَعْتِ جيلاً إلى العلياء مَطْمَحُهُمْ
الابنُ منهم كَمثْلِ النجم مشتهرُ
لئنْ تَرَحَّلتِ إنَّ الكل منتظرٌ
غدا رحيلاً، وهل سَيَخلدُ البَشَرُ؟!
فَلْتهنأي بِجِوارِ اللهِ في نُزُلٍ
للصَّالحاتِ، بِهِ الجنَّاتُ والنَّهَرُ