| متابعة
* نيويورك أ.ف.ب:
يعتبر خبراء امريكيون ان قوات طالبان لن تستطيع ان تشن، من دون الحصول على دعم السكان وشبكة لوجيستية متينة، الا حرب عصابات محدودة في أفغانستان.
وأكد الخبراء ان بعض قادة الميليشيا الإسلامية شاركوا في الحرب التي انتصروا فيها على الجيش الأحمر وهي إحدى أكثر حروب العصابات فعالية في التاريخ إلا ان الشروط مختلفة تماما منذ انهزام هذه الميليشيا على أيدي تحالف الشمال الذي يدعمه الجيش الأمريكي. وقال علي جلالي أحد أفضل الخبراء العالميين في القضايا العسكرية في أفغانستان «إن المتمردين يستندون إلى الدعم الشعبي، ويجدون استمراريتهم في الشعب الذي يؤمن لهم المأوى والمعدات والدعم اللوجيستي»، وأضاف «من المستحيل شن حرب عصابات دون دعم شعبي». وعلي جلالي اليوم رئيس تحرير القسم الفارسي في إذاعة صوت أمريكا وكان كولونيلا سابقا في الجيش الأفغاني وضابطا من 1979 إلى 1982 في المقاومة ضد الاتحاد السوفياتي كما انه وضع كتابا من ثلاثة أجزاء عن تاريخ أفغانستان العسكري.
ومضى يقول ان شبكة القاعدة وقوات طالبان ستتحصن بالتأكيد في مناطق يصعب الوصول إليها لكن ذلك لايعني أنها ستتمكن من شن حرب عصابات لفترة طويلة. وتابع: لم يعد لهذه القوات أي دعم شعبي باستثناء ربما في مناطق محددة يسهل تحديدها ولم يعد لديهم خطوط امدادات. وقال: خلال الاحتلال السوفياتي حققت المقاومة عدة انتصارات بفضل الدعم الشعبي والأسرة الدولية خصوصا، كانت هناك خطوط اتصالات ودعم لوجيستي أما اللعبة اليوم فهي مختلفة تماما.
وبحسب مصادر في أجهزة الاستخبارات الباكستانية نقلتها الصحف الأمريكية فإن حركة طالبان قد تكون بدأت بالتراجع إلى ولايات تنغهار وباكتيا وزابول وغازني واورزوغان في جنوب البلاد وغربها والتي كانت تشكل معاقل مقاومة المجاهدين ضد السوفيات وقد يكون آخرون انتقلوا إلى باكستان في مناطق قبلية خارجة عن سيطرة إسلام آباد المباشرة. وقد شوهدوا في الأيام الماضية يخزنون المواد الغذائية المعلبة أو يشترون مواشي يمكن ذبحها وتجفيفها لاحقا. ويعتبر الخبراء ان ذلك لن يسمح لهم بالصمود لفترة طويلة أمام خصوم أفغان أو أجانب.
واعتبر لاري غودسون الاستاذ الجامعي ومؤلف كتاب الحرب المستمرة في أفغانستان في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز انه في الثمانينات كان للمجاهدين ملجأ في باكستان ويحظون بدعم الولايات المتحدة ودعم الشعب الأفغاني التام، ولاينطبق أي شيء من ذلك على طالبان. وأضاف: بعد ان طردت قوات طالبان من المدن الكبرى ستحاول العناصر الأكثر تطرفا فيها الفرار إلى الجبال وشن حرب عصابات لكنها لن تتمكن من دون دعم محلي مهم ودون مساعدات خارجية إلا بالقيام بعمليات محددة.
وقال علي جلالي: حتى وان خزنوا ذخائر ومواد غذائية في الكهوف أو الأنفاق لكن إذا لم تسيطر على محيط الكهف فقد يتحول إلى مدفن. ومضى يقول كلما ازدادت عمليات الفرار ازدادت صعوبة إبقاء المخابئ سرية لان الناس سيكتشفونها وفي أفغانستان يعرف الناس كل مايحصل في بلادهم.وأضاف انه يمكن للباشتون في جنوب البلاد ان يؤمنوا المأوى لأفراد عشيرتهم لكنهم سيكونون بلا رحمة مع العرب أو الباكستانيين.
وتابع: لقد جلبوا كل هذه المآسي من أجل لاشيء، كانوا هنا لشن حرب ضد العالم وشوهوا سمعة أفغانستان ولم يجلبوا إلى البلاد سوى المشاكل السياسية والاقتصادية والعسكرية.
|
|
|
|
|