| متابعة
* كابول من روزاليند راسل وتشارلز الدينجر رويترز:
يسعى مبعوث للأمم المتحدة لإقناع التحالف الشمالي المعارض في أفغانستان بالاجتماع قريبا مع القبائل المتناحرة لتشكيل حكومة أفغانية موسعة في الوقت الذي ما زالت حركة طالبان تسيطر فيه على جيوب صغيرة في البلاد.
ونفت طالبان التي كانت منذ اسبوع واحد فقط تسيطر على معظم أجزاء البلاد التقارير بأنها تنسحب من مقرها الجنوبي قندهار لشن حرب عصابات من الجبال المليئة بالكهوف والأنفاق.
وتفيد تقارير بان القوات الخاصة البريطانية والأمريكية تركز الآن عملية البحث عن أسامة بن لادن على منطقة في جنوب شرق أفغانستان.
وتحاصر قوات التحالف الشمالي المعارض التي تساندها طائرات أمريكية آلاف من مقاتلي طالبان بما في ذلك الأجانب في قندوز آخر معقل شمالي لطالبان.
وقال قادة التحالف انهم سيقاتلون حتى الموت لأنهم يعلمون انه ليس لديهم مكان يفرون إليه.
وشنت الطائرات الأمريكية غارات مرة أخرى أمس لمعاقبة طالبان لإيوائها أسامة بن لادن المشتبه به الرئيسي وراء الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر ايلول والتي أسفرت عن نحو 4600 قتيل، ودخلت الحملة الأمريكية يومها الثالث والأربعين.
وقالت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية ومقرها باكستان ان 30 قتيلا على الأقل سقطوا عندما قصفت طائرات أمريكية قرية في اقليم شرقي بأفغانستان يقع تحت حكم قادة المجاهدين المحليين المعارضين لطالبان، ولم يرد تأكيد للتقرير.
وعاد الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني إلى كابول يوم السبت بعد خمسة أعوام من طرد طالبان له وقال ان التحالف الشمالي لن يتشبث بالسلطة وسيرحب بتشكيل حكومة موسعة.
إلا أن التحالف لم يلزم نفسه بأي مهلة زمنية لتشكيل مثل هذه الحكومة.
وسيلتقي رباني مع فرانسيسك فيندريل مبعوث الأمم المتحدة الذي وصل إلى كابول يوم السبت قادما على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة هبطت في مطار باجرام شمالي العاصمة.
وباجرام يمثل أحد المشاكل التي سواجهها فيندريل، وتحاول لندن تهدئة مخاوف بعض زعماء التحالف من وصول 85 جنديا بريطانيا يوم الجمعة إلى المطار وتأمينهم له استعدادا لبعثات الإغاثة الإنسانية.
وينظر إلى الأجانب في أفغانستان بريبة، والباكستانيون والعرب والشيشان من مقاتلي تنظيم القاعدة الذي يرأسه ابن لادن لا يحظون بشعبية بين العديد من الأفغان.
إلا أن جدول أعمال محادثات فيندريل مع رباني وقادة آخرين في التحالف يتضمن نشر قوات متعددة الجنسيات لحفظ السلام في البلاد التي مزقتها الحرب الأهلية لمدة عقدين.
وقالت شخصيات بارزة من التحالف الشمالي انه ما داموا يحافظون على الأمن في كابول فلن تكون هناك حاجة لقوات حفظ سلام دولية.
وتقول الأمم المتحدة ان التحالف الشمالي يعرقل جهود ترتيب اجتماع هاميدور حول مستقبل البلاد السياسي، ويرغب التحالف في ان تجرى المحادثات في كابول بينما تريد الأمم المتحدة ان تجرى في مكان محايد، والرئيس الأفغاني المخلوع رباني الذي ما زال يشغل مقعد أفغانستان في الأمم المتحدة لا يحظى بشعبية حتى بين بعض فصائل التحالف الشمالي، وترغب كثير من الجماعات المناهضة لطالبان في ان يرأس الملك الأفغاني السابق ظاهر شاه نظاما جديدا بدلا من رباني الطاجيكي.
وقال رباني 61 عاما انه ليس لديه النية بمحاولة التشبث بالسلطة.
وقال ان التحالف الشمالي سيحترم رغبة المجلس الأعلى الذي يضم مشايخ القبائل وزعماء الفصائل الذي سيقرر تشكيل الحكومة الأفغانية في المستقبل، إلا أنه لم يوضح متى سيجتمع مثل هذا المجلس.
ويتذكر سكان كابول بمزيد من القلق المشاحنات بين زعماء الجماعات بعد الاطاحة بحكام أفغانستان الشيوعيين والسيطرة على العاصمة عام 1992 .
وتحول زعماء القبائل آنذاك على بعضهم البعض واندلعت حرب أهلية تسببت في هجمات يومية تقريبا بالصواريخ على كابول مما أسفر عن مقتل 50 ألف ساكن خلال خمسة أعوام وشاعت الجرائم.
وقالت قبائل البشتون العرقية في الجنوب التي تنظر إلى التحالف الشمالي وأغلب أعضائه من الطاجيك والأوزبك بشك انها تتابع جهودها للتوصل لتسوية غير دموية مع طالبان وحذرت التحالف مطالبة إياه بعدم التقدم صوب قندهار.
وبعد اسبوع من تقلص سلطات طالبان أمام الضربات الجوية الأمريكية وتقدم قوات المعارضة تعهدت طالبان بالدفاع عن قندهار.
وقال متحدث باسم طالبان «لدينا آلاف القوات في قندهار وفي الاقاليم المحيطة بها وقررنا القتال للحفاظ على سيطرتنا عليها للابقاء على الحكم الإسلامي».ونفت التقارير بأن الملا محمد عمر الزعيم الروحي لطالبان سينسحب من المدينة لتفادي إراقة الدماء.
|
|
|
|
|