| الثقافية
* إعداد : حسين المناصرة
* عرض وقراءة : علي سعد القحطاني
منذ منتصف الثمانينات بعد ان انهى الدكتور حسين عبد الله المناصرة الماجستير وهو قارىء جيد للرواية الفلسطينية وكاتب لعدد من الدراسات عنها ومشارك في ابداعها مما حدد الارضية الثقافية التي يراها مناسبة للخوض في نقد هذه الرواية وهو على قراءاته الواسعة في هذا المجال لا يزعم بكل تواضع بأنه رائد في هذا البحث لان هناك دراسات في المجال نفسه لكنها دراسات طرحت أطراً جزئية لم تنطلق من سياق نظرية الكتابة النسوية.
وبين ايدينا رسالة اكاديمية بعنوان (المرأة وعلاقتها بالآخر في الرواية الفلسطينية) بحث في نماذج مختارة بقلم الدكتور حسين عبد الله المناصرة واشراف الاستاذة الدكتورة نبيلة ابراهيم وقد قدمت هذه الرسالة لنيل درجة الدكتوراة في قسم البحوث والدراسات الادبية بمعهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة عام 1421ه 2001م.
وقد اختار المؤلف دراسة الرواية الفلسطينية من اجل تحديد البحث في اطار يخدم النقد المتخصص كما ان اختيار نماذج روائية متنوعة قد اثرى اشكالية البحث مبنى ومعنى خاصة ان الرواية الفلسطينية تحتاج الى دراسات تتجاوز التاريخ الى الغوص في إشكالياتها العميقة.
وقد تناولت الدراسة الاكاديمية في بحثها اكثر من خمسمائة رواية وهي التي صدرت ما بين عام 1955م 1999م لكل من كنفاني وحبيبي وجبرا ممثلين عن الرجال وسحر خليفة وليانة بدر وليلى الاطرش وسلوى البنا ممثلات عن النساء فمن خلال ست وثلاثين رواية لهؤلاء يمكن للبحث ان يخط طريقه ويحقق أهدافه.
ولقد اختار الباحث هؤلاء الروائيين الفلسطينيين السبعة بالذات لوجودهم في أماكن متناثرة داخل فلسطين المحتلة وخارجها، ساهم بدوره في تنوع شخصية المرأة وعلاقاتهم في رواياتهم اذ يمكن ان نشير الى ثلاث بيئات رئيسية هي:
فلسطين المحتلة، والمخيم الفلسطيني في الشتات، والغربة الفلسطينية في غير المخيم.
ويتحدث المؤلف في بحثه عن شخصية المرأة في الرواية الفلسطينية يجد صورها وعلاقاتها لا تتجاوز اربعة نماذج وهي:
أولا: المرأة المستغلة المطحونة اجتماعياً كما تظهر في الروايات النسوية وخاصة لدى سحر خليفة.
ثانيا: المرأة الأنثى المستقبلة لمغامرات الآخر والتي لا تتجاوز الجسد الجميل الشهواني المولد للعلاقات الجنسية غير الشرعية، كما تظهر في روايات جبرا.
ثالثا: المرأة العبء في الواقع الفلسطيني المشبع بالضياع، ويعد كنفاني أبرز من عبر عن هذه الشخصية.
رابعاً: المرأة الرمز للخصب والوطن او الصورة المثالية للتعبير عن جمالية الحياة الفلسطينية قبل زمن الاحتلال، كما تتضح في روايات حبيبي.
ويقول المؤلف عن تلك النماذج انها تعني أنها الصيغ الكلية لحركية المرأة في الرواية الفلسطينية، اذ نجد نماذج اخرى تطرح فيها المرأة من خلال الرموز والأقنعة والأساطير والخرافات والقضايا الاجتماعية والثقافية والنفسية.. وبالتالي يمكن كتابة صفحات كثيرة تحت عنوان علاقة المرأة بالرجل المحب او بالوطن او بالجسد او بالاسطورة او بالخرافة أو باللغة أو بالغربي أو بالثقافي.
وكذلك عن صور المرأة الأم والزوجة والأخت والحبيبة والعانس والعاملة والمثقفة والطالبة والمناضلة والمريضة والرامزة والخرافية .. الى آخر ذلك من اشكاليات تضعنا أمام المرأة المركبة في صورها وعلاقاتها.
ويلخص المؤلف أهداف بحثه الأكاديمي في نقاط:
ان المغامرة النقدية تتجسد في صور المرأة وعلاقاتها من اجل ادراك أهميتها في بناء هيكلية الرواية.
التعرف الى الرؤى والجماليات التي انتجتها الرواية الفلسطينية عن صور المرأة وعلاقاتها محاولة لرسم الثوابت والمتغيرات في توظيف المرأة سرديا.
المساهمة في اثراء المشهد النقدي الفلسطيني في غير سياق المقاومة الوطنية ورموزها التاريخية والسياحية والاجتماعية والثقافية.
الاجابة على مجموعة من التساؤلات هل تختلف كتابة المرأة عن كتابة الرجل وما العوامل المؤثرة في صياغة عالمي المرأة والرجل المتقابلين؟ وكيف تكون المرأة في الرواية أهم من الرجل فنيا؟ ولماذا تلجأ الكاتبة الى فتح الصراع بين المرأة والرجل ولا يلجأ الكاتب الى مثل ذلك؟ وكيف انتجت المرأة في الرواية الفلسطينية جماليات اللغة والشخصية والزمكانية.
|
|
|
|
|