| مقـالات
* * تباينت وجهتا نظر الكاتب داود الشريان في زاويته «الحياتية» والكاتبة جهير المساعد في زاويتها «الرياضية»، ...
وذلك في معرض تعليقيهما على لقاء سمو ولي العهد بالمربين والمربيات في ميدان التربية والتعليم..
وللكاتبين احترام ومكانة في الأوساط المحلية وبالرغم من كثرة الاختلاف حولهما إلا أن ثمة نقطة تسود على جميع وجهات النظر ويتفق عليها المختلفون وهي صدق ووطينة كتاباتهما وتلك هي قاعدة هامة في النوايا.
والشريان يرى أن وزير المعارف وبتأثير عشقه للأضواء سحب البساط من المواطنين وظلّ هو في سدة الضوء يتحدث والحقيقة أن ذلك ليس صحيحاً فكلمة وزير المعارف كانت في لب الموضوع وهو الحديث عن الأزمة الوطنية وحساسيتها وجهد وزارة المعارف في التعامل معها، كما أن الذين وقع عليهم الاختيار لم يكونوا كلهم وكلاء بل بينهم مديرو تعليم وقد قالوا كلاماً مهنياً واللقاء لم يكن ليدور عن مشاكل التعليم فيكون هؤلاء قد عدلوا مساره بل كان حديثاً سياسياً واقعياً يكشف ويشف للقائمين على الثغور التربوية حساسية المرحلة ويطمئنهم إلى قوة المملكة وقدرتها على اتخاذ التدابير اللازمة في أحلك الظروف سوءاً دون تنازل أو قبول للمساومة.
ولم يقع المرشد أيضا بما قاله الزميل داود الشريان فاللقاء لم يكن لقاء لمناقشة نقل المعلمات أو مناهج الرئاسة أو غيرها.
كان اللقاء مثل ما ذكرت سابقاً وكان حديث ولي العهد حفظه الله يدور حول حساسية هذا الموضوع والكلمات لم تجهز مسبقاً لكن اختير ليتحدث من عُرف عنه حسن المنطق وسعة الأفق والقدرة على الحديث في أي موضوع يُطرح وهو ترتيب مطلوب لمجالس مثل هذا فالوقت ثمين والفريق فكره واحد لا تباين ولا اختلافات ومن يُختار ليمثل الجميع هو من المطمئن إليه في حديثه وفكره.
* * وعذر الأخ داود الشريان أنه على ما يبدو لم يصل إلى هدف الحوار واللقاء الرئيسي فظن في المسئولين الظن الذي أظهره في زاويته بأنهم خطفوا لغة الحوار من أفواه المواطنين ولم يتركوا فرصة للحديث عن المشكلات وهذا صحيح لو أن الموضوع المطروح هو مشكلات التعليم لكن الأمر لم يكن كذلك وكانت الكلمات الملقاة هي مشفية لغليل من جلس واستمع. فقد عبّرت عن وجهات نظر المواطنين بصدق تجاه قادته ووطنهم.. وعلى النقيض تماماً كان للكاتبة جهير المساعد رأي مخالف لما ذهب إليه الكاتب داود الشريان فقد أبدت عتباً لأخواتها الفضليات من نخبة التربويات اللاتي دعين لحضور اللقاء..
وهي ترى انهن لم يكنّ في مستوى التطلعات فالاسئلة التي طُرحت هي متطلبات خاصة من أقسام خاصة في المحاكم إلى تولي المناصب القيادية في التعليم النسوي، إلى صرف تقاعد الموظفة المتوفاة لورثتها وهي تحمد الله أن الأمور لم تصل بهن إلى الحديث عن مشكلاتهن مع سائقيهن وأزواجهن وإجازات الوضع والرضاعة.. وهو حديث حارق وممض لأنه يجيء من أمرأة مختلفة أكنّ لها شخصياً كل تقدير واحترام فقد أثارت بكتاباتها الجميلة شهوة الكتابة لديّ في بواكير تطلعي الأدبي قبل ما يقترب من خمسة عشر عاماً وكنت أتمنى لو ان الاستاذة جهير طالعت دموع النساء الفضليات وهي تنحدر على وجوههن أثناء حديث ولي العهد شغفاً بالوطن الجميل وحماساً معه وله..
وقد دونت أسئلة ومداخلات عدة ولكن المنظمين في ديوان ولي العهد ولطفاً منهم وإحساساً بهموم المرأة وسعة ورحابة منهم استقبلوا اسئلتها المهمة والتي لم يعبّر عنها الرجال فكانت الأسئلة الهامة وكانت الاجابات الأكثر أهمية والتي تمثل منعطفاً تاريخياً في مرحلة مشاركة المرأة السعودية وإقراراً لوضعها الاجتماعي والتنظيمي.
ان استثمار اللقاء بولي الأمر لا يعتبر خروجاً عن أدبيات الحوار ومنعطفاته بل إنه تأكيد على ان اتساق الداخل يتضامن مع اتساق الخارج.
فالإحساس الوطني العارم لا ينقسم ولا يتجزأ ولا يقبل الترتيبات.. إننا نبني الداخل في الوقت الذي يقف بعضنا على خطوط النار الخارجية. إنه البناء المتكامل الذي لا يتجزأ وثمرته هو هذا الوطن الجميل المتألق في كتاباتنا.. في عيوننا.. في حقائب أطفالنا.. ودموع نسائنا .. وتفاعلهن الصادق في أعمالهن ومجالاته.
* * وطالما أننا نتظلل بالوطن البهي فلا ضير من اتفاقنا واختلافنا فكلنا مثلما قالت جهير «وطن»!
فاكس 4083748
fatmaalotaibi@ayna.com
|
|
|
|
|