| الاخيــرة
كل شيء كان في الذكرى العشرين لاعتلاء خادم الحرمين الشريفين سدة القيادة مختلفاً شكلاً وجوهراً، أقلاماً وكتاباً، صحافةً وصحافيين، إعلاماً وإعلاميين. كل شيء كان يود الارتقاء إلى مستوى هذه الذكرى العطرة، وهذا متوقع بل وواجب لأن إنجازات الملك فهد لا يأتي عليها حصر، ولا يستطيع الإحاطة بها إحصاءٌ أو تعداد، وهو أساس في قلب كل سعودي وسعودية يمتلئ حباً ووفاءً لهذه القيادة المتصلة الجذور، الباسقة الأغصان، الواضحة الأهداف، النبيلة الوسائل.
لقد كان عدد الجزيرة الذي صدر في ذكرى يوم البيعة لخادم الحرمين الشريفين الفهد الباني وابن الملك المؤسس عبدالعزيز يرحمه الله ، خير دليل على نموذج الوفاء والولاء لهذا الملك المُلهم، حيث ضربت الجزيرة الرقم القياسي في صفحاتها المائة والستين في التعبير التلقائي والعفوي لمن استطاع من ابناء هذا الوطن أن يأخذ دوره في هذا التعبير، خاصة وأنه لم يعد هنالك مجال لينثر الملايين مشاعرهم الجياشة تجاه هذه القيادة على صفحات الصحف عامة، وعلى صفحات الجزيرة الغراء خاصة التي يتردد بين أروقة شركات الإعلانات أن الطلب عليها قد تضاعف مرات عديدة، بل ان الإعلان في هذه الجريدة لم يعد ممكناً قبل الحادي عشر من ديسمبر القادم.
ولعل هذا الرقم الحادي عشر قد بدأ يأخذ دوره في حياتنا بطريقة غير عادية!
الحادي عشر من سبتمبر شهد مأساةً إنسانية قادت إلى مآس إنسانية أعظم وأخطر في عالمنا الإسلامي والعالم أجمع، وهو الذي فتح أبواق الدعاية المغرضة، وأبواب الحملات المشبوهة للنيل من هذا الوطن في ظل قيادته المتمكنة الواثقة، بل ومحاولة اختلاق وادعاء وجود فجوة وهمية بين الوطن وأهله. ولم يكن ذلك في الحقيقة إلا أحلاماً وكوابيس في أذهان وقلوب هؤلاء المغرضين. وجاء الرد البدهي في «الحادي عشر من ديسمبر» المتعلق بانشغال الجزيرة إعلانياً حتى تاريخه، ليدل بعنوان يسير على مدى محبة هذا الشعب لو طنه ولحامي عرينه الفهد أعزه الله.. وأغاظ به عداه.
إن التلاحم المهيب الذي تعيشه المملكة هذه الأيام بين الشعب وراعي نهضته لهو خير دليل على أن كل تلك الأبواق قد تبددت قبل أن تدخل في متاهات صحراء الجزيرة العربية التي نخبرها نحن اصحابها جيداً ويتوه فيها ماعدانا رغم أنفه.!
العالم كله شرقاً وغرباً وما بينهما رأى بأم عينه هذا التلاحم المتين بين الرمل وعاشقيه، وبين الراعي ورعيته، وبين السلام ومريديه، وبين الحضارة ورائديها.. ومع ذلك لم ترتدع ابواقهم حتى وهم يعلمون أنهم:
كناطح صخرةً يوماً ليوهنها
فلم يضرها، وأوهى قرنه الوعلُ |
...... وتاليتها؟!
Nenat Majid@hotmail.com
|
|
|
|
|