في ذكرى البيعة

إرث الأجيال وأمانة الحكام خادم الحرمين الشريفين سجل حافل بالسلام والإخاء والسخاء على مدار خارطة العالم من مشرق الوطن العربي إلى مغربه، ومن إندونسيا إلى الصومال إلى أفغانستان ومن البوسنة إلى مسلمي روسيا وأيدي المملكة ممدودة تعالج جروح المسلمين في كل مكان * * الجزيرة مكتب القاهرة: ينتظر الناس دائما من حكامهم الكثير والكثير.. إذا امتدت إليهم يد العطاء طالبوا بالمزيد، وإذا أعارهم الحاكم والمسؤول أذنا صماء، قالوا في أنفسهم: ما بال المسؤول عنا يسدل بيننا وبينه حجابا؟! دائما وأبداً لا تجد شعبا يكف عن المطالب بغض النظر عن الممكن والمتاح بالفعل، وكأن على المسؤول أياً كان موقعه أن يحمل في يده عصا سحرية لتحقيق الأحلام! ليس هذا فقط، بل عليه أيضا أن يُرضي الجميع. والحقيقة أن الناس لا يمكن إرضاؤهم كل الوقت، من هنا كانت القيادة أمانة وتركة ثقيلة.. كانت كما يقال غرماً لا غنما.. موقف وتاريخ وفي التاريخ القديم والمعاصر أسماء لقادة عظام وزعماء مخلصين لأمتهم دفعوا أرواحهم ثمنا للعلاقة الخطرة بين الحاكم والمحكوم. لم يكونوا من الجبابرة الذين يسومون الناس سوء العذاب ويحولون أوطانهم إلى سجون كبيرة مرعبة وما أطول أعمار هؤلاء! ولم يكونوا متقاعسين عن خدمة أوطانهم وشعوبهم، وإنما لسوء الحظ كانوا قادة مجاهدين وحكاما شرفاء.. فهل هناك من هو أعدل من أمير المؤمنن عمر بن الخطاب؟ ومع ذلك راح ضحية خنجر غادر وهو يصلي الفجر مع رعيته! وهل كان هناك من هو أكثر حرصا على وحدة الأمة من الإمام علي؟ ومع ذلك امتدت إليه يد آثمة في جنح الظلام! ويذكر التاريخ المعاصر أن الإمام عبدالعزيز بن محمد آل سعود امتد إليه خنجر الشر ذات يوم بينما كان يؤدي صلاة العصر في مسجد (الطريف) بالدرعية عام 1803م. هكذا قُتل غدرا على يد رجل من أهالي النجف بالعراق، وهو يصلي بين أهله ورعيته، بينما لم يرع القاتل حرمة المسجد وحرمة النفس. على هذا النحو استشهد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود الذي كان قائدا عظيما ومن أبرز أمراء آل سعود في القرن الثامن عشر، حيث حكم تسعة وثلاثين عاما وامتد نفوذه إلى أنحاء نجد والاحساء والقطيف ومشارف الشام والعراق واليمن وعمان. وبذل جهداً مضنيا مع إخوانه المجاهدين في خدمة دين الله والدفاع عن كلمة التوحيد. فكيف تناسى قاتله كل هذا؟ وما حدث للمغفور له جلالة الملك فيصل ليس ببعيد! لسنا بصدد ذكر وقائع الغدر وحصر خناجر الحاقدين التي تتسلل في الظلام وتندس بين عامة الناس لترعب الآمنين وتخطف أرواحا طاهرة. هكذا يكشر التاريخ أحيانا عن انيابه ويبدو قاسيا، لأن هؤلاء جميعا كانوا مثالا للصلاح والقيادة الرشيدة، ولا جريرة لهم سوى أنهم تركوا الأبواب مفتوحة بينهم وبين الناس، ورفضوا أن يتعالوا على شعوبهم وأن يمتازوا حتى بما هم أهل له. لم يسيروا في مواكب معزولة بالحراسة والسيوف والبنادق والطائرات وعيون القناصة.. لم يضعوا على أبوابهم وزراء ومديرين وسكرتارية وجداول مواعيد وبروتوكلات معقدة، إيمانا منهم بالتقاليد العربية والإسلامية العريقة وامتثالا للمقولة العمرية: (حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر). هذا صنف من القادة في ندرة الألماس، وربما خير شاهد عليه في عصرنا الحديث الإمام المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله، أليس هو القائل: * (يعلم الله أن كل جارحة من جوارح الشعب تؤلمني، وكل أذى يمسه يؤذيني). * (إن خدمة الشعب واجبة علينا، لهذا فنحن نخدمه بعيوننا وقلوبنا). * (أما المظلمة التي تصلني، فإني لا أتركها بل أبحثها وأحقق فيها، والتي لا تصلني فالذنب فيها على من رأى وكتم)؟! وكان من عادته رحمه الله أن يبقى بابه مفتوحا لا يرد سائلا ولا صاحب شكوى، بل كان يحمل بنفسه مفتاح صندوق الشكاية ضامنا للحفاظ على حقوق الناس وأسرارهم وحتى لا يهابوا أحدا في الحق. ميراث عظيم هكذا توارث آل سعود جيلا بعد جيل وعبر ما يزيد على ثلاث قرون هذه السياسة الرشيدة، بما عرف عنهم من تواضع وحب للحق والعدل والخير. ليس فيهم من استعان بدوبلير يحتمي في ظله ويخادع به أمته! وليس منهم من بنى بينه وبين شعبه سوراً فوق سور وحجابا وراء حجاب! كانوا دائما مع الناس وبالناس، يتسامحون عن قوة لا عن ضعف، ويعفون عند المقدرة ولا يحاسبون أحداً بوزر آخر، وسياستهم التي لا تتبدل ولا تتحول أن يبقى الباب مفتوحا وأن يسع القلب الجميع. منهم من دفع دمه ثمنا لهذا المبدأ ومع هذا لم يتنازل عنه باني النهضة ومؤسسها، بل العكس هو الصحيح، إذ رسخه في قلوب أبنائه جميعا، فحضهم على الكرم والتسامح وحب الخير ومكارم الاخلاق مهما حدث. فالإيمان وطهارة النفس أشياء لا تشترى ولا تباع، ولا علاقة لها بأبجدية المساومة والمهاترة والمزايدة والكيل بمكيالين. وإن كنا قد درجنا على ألاعيب السياسة العالمية من حولنا، فإن الملك عبدالعزيز رحمه الله عاش حياته مجاهداً ومخلصا لمبادىء دينه الحنيف بمنأى عن كل هذا، ليقدم للعالم أجمع سياسة نظيفة واضحة كوضوح الشمس لا لبس فيها، لا تسيء إلى أحد ولا تقبل الإساءة من أحد. عمادها الشجاعة والكرامة وسماحة النفس وحب الخير واستقامة النوايا. في هذا الاطار، ومع إشراقة كل صباح يطالع كل عربي عبر الصحف والإذاعات وقنوات التلفاز أخبارا تبهج النفس وتؤكد تلك المبادىء الإسلامية الرفيعة التي يتحلى بها أبناء آل سعود، هنا وهناك تطالعنا الأخبار بخدمة إنسانية أو لفتة كريمة أو لمسة حانية صدرت عن آل سعود الذين يفعلون هذا اتساقا مع ما تربوا عليه في مدرسة الوالد رحمه الله. ولو تتبعنا حضورهم بين الناس يشاركونهم أفراحهم ويشاطرونهم أحزانهم لأدركنا عظمة التواضع وقوة التسامح. ولو تتبعنا جمعيات البر والخير والمراكز الاجتماعية والإنسانية داخل المملكة خارجها لوجدنا أن لأفراد تلك الأسرة الفاضلة يداً كريمة يفيض عطاؤها بلا حدود. على مدار خارطة الكون.. من الهند إلى إندونيسيا.. من الصومال إلى أفغانستان.. من البوسنة والهرسك إلى مسلمي روسيا.. كل بقعة من بقاع المعمورة تقدم شهادة حية بأن أبناء آل سعود دائما يمدون يد الخير للحزانى والثكالى والمكروبين وذوي الحاجات، يبادرون بالليل قبل أن يطلع النهار، ويعطون عطاء نزيها لالشهرة أو طلب جاه. عهد وصدق ها هو خادم الحرمين الشريفين يعلن على الملأ أمام شعبه وأمته: (إنني أعاهد الله ثم أعاهدكم.. بأن أكرّس كل جهدي ووقتي من أجل العمل على راحتكم وتوفير الرخاء والأمن والاستقرار بهذا البلد العزيز وأن أكون أباً لصغيركم وأخا لكبيركم.. فما أنا إلا واحد منكم.. يؤلمني ما يؤلمكم.. ويسرني ما يسركم).. بهذه الروح ورغم ثقل المهمة وعظم المسؤولية يرسم الفهد الخط الأول في سياسته ويفتح بابه رحبا ممتدا بينه وبين شعبه، وبأبوة حانية يصغى لهموم هؤلاء بقلبه قبل أذنه، إدراكا منه بأن من يزرع المحبة يحصد خيرا ومن يزرع الشر لا يجني إلا شرا. وحتى لا يبدو الكلام استرسالا لا دليل له أو عليه، يمكننا أن نذكر (بعض) مع التشديد على كلمة بعض الأمثلة التي تدلل على سياسة الخير والعطاء والتسامح في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز: * تقول الإحصائيات إن المساعدات الإنسانية التي تقدمها السعودية تستفيد منها مائة دولة، أي ما يغطي 70% من مجموع دول العالم، وهي مساعدات تهدف إلى إغاثة الإنسان مطلقا دون تعصب أو عنصرية. * بلغ إجمالي ما قدمته المملكة من مساعدات ومنح غير مستردة وقروض ميسرة خلال الفترة من 1979 إلى 1994م أكثر من 77 بليون دولار، استفادت منها 35 دولة إسلامية. * أكد المشاركون في اجتماعات اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الإسلامية في اجتماعهم باسطنبول أن مساهمات المملكة في دعم المشاريع الانمائية في 33 دولة إسلامية بلغت في عام 1405ه ما يربو على 7 آلاف و29 مليون دولار أمريكي بنسبة 6% من اجمالي الناتج القومي السعودي، وذلك في الوقت الذي عجزت فيه الدول الصناعية الكبرى في مجموعها ان تحقيق المعدل المتواضع الذي طالبت به الأمم المتحدة لتدفق المساعدات إلى الدول النامية بنسبة من الناتج القومي. * في مؤتمر القمة الإسلامية الثالث بمكة المكرمة ناشدت المملكة الدول الإسلامية القادرة على تخصيص مبلغ ثلاثة آلاف مليون دولار لتمويل برنامج التنمية في العالم الاسلامي. وفي مبادرة رائدة أعلنت المملكة عن رصد بليون دولار لهذا البرنامج أي ثلث المبلغ المقترح. * في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في القاهرة عام 2000 لمساندة الانتفاضة الثانية أعلنت المملكة عن فتح باب التبرع في صندوق خاص بالانتفاضة ورصدت مليارين من الدولارات كميزانية مبدئية تتحمل المملكة وحدها 40% من المبلغ. بينما في الانتفاضة الأولى افتتح الملك فهد عمليات التبرع بمبلغ سخي وهو عشرون مليون دولار بينما وصلت المساعدات إلى نحو مليار وثلاثمائة مليون دولار بمبادرات شعبية. * في عام 1989 عند ما تعرضت اليمن الجنوبية لكارثة السيول والامطار أرسل خادم الحرمين على الفور طائرة شحن سعودية محملة بالدفعة الأولى من مواد الاغاثة حيث تحتوي على خيام وبطاطين ومواد غذائية، كما تبرع الفهد لضحايا الفيضانات بثلاثين مليون ريال.. ومن ناحية اخرى أمر بتشكيل لجنة لجمع التبرع من المؤسسات والمواطنين في السعودية لصالح الأشقاء في اليمن. * وفي نفس الشهر عندما بدأ الفهد زيارته التاريخية لمصر مارس 1989م افتتح مع شقيقه الرئيس مبارك مركز فهد بن عبدالعزيز لعلاج القصور الكلوي وجراحته بالقصر العيني. وحين ذهب جلالته للصلاة في الجامع الأزهر العتيق ولمس حاجته الى بعض الترميمات بادر من فوره بالتبرع بعشرة ملايين لدعم الأزهر الشريف. كما خصص الفهد 280 ألف ريال سعودي لتأمين تكاليف رعاية الطفل النابغة محمد أحمد السيد الذي يبلغ من العمر سبع سنوات ويحفظ القرآن الكريم كاملا بالاضافة الى 164 حديثا. فجاءت اللفتة الكريمة تقديرا لنبوغ هذا الطفل الصغير. * وقبيل مغادرة الفهد للقاهرة رصد مبلغ مليوني جنيه لقاعة الملك فهد في اتحاد الشرطة الرياضي، كما أهدى مصر محطة أرضية متكاملة للأقمار الصناعية قيمتها 20 مليون ريال. * ليست هذه كل مبادرات الملك فهد تجاه مصر وشعبها وإنما هي أمثلة تعجز عن ان تحيط بحجم العطاء الكريم. ويكفي أنه في عام 1986 وفي بداية استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أرسل خادم الحرمين الشريفين إلى الشعب المصري شحنة قمح ضخمة لمواجهة الأزمة الاقتصادية. وما قدمه الفهد لمصر قدم مثله وأكثر لأغلب الدول العربية والاسلامية. * بعد استقلال الجمهوريات الإسلامية عن الاتحاد السوفيتي توالى دعم المملكة لهذه الدول ولعل من اللمسات الإنسانية الكريمة صدور مرسوم ملكي من خادم الحرمين الشريفين باستضافة الحجاج الوافدين من هذه الجمهوريات وتوفير الرعاية اللازمة لهم منذ وصولهم إلى جدة وطوال فترة وجودهم لتأدية المناسك. * أهدى خادم الحرمين الشريفين أبناء الشعب المصري مركزا طبيا متكاملا لعلاج وجراحة أمراض الكلى بلغت تكاليفه عشرة ملايين دولار. * تبرع خادم الحرمين الشريفين بمبلغ خمسة عشر ألف دولار امريكي لاتحاد الجهود للمكفوفين بمنطقة توزر بتونس. شهادة العقوق من الصعب أن نحصر خريطة العطاء الإنساني أو نحدد اتجاهاتها، فهي فوق الحصر والوصف. ولأن العطاء يقابل بالجحود والنكران أحيانا، ولأن رحابة الصدر لا تفهم الفهم الأمثل في احيان أخر، فلا غرو ان ينكر النظام العراقي ما قدمته المملكة بزعامة الفهد من أجل نصرة الشعب العراقي، وباعتراف صدام حسين نفسه وهو يمنح وسام الرافدين لخادم الحرمين الشريفين عام 1989م حيث جاء في المرسوم رقم 166 الصادر بمنح الوسام: (وكانت مكانة أخينا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود في مقدمة القادة العرب الذين بذلوا المال سخيا وأسهموا في وضع السلاح في أيدي مقاتلي قواتنا المسلحة بكرم عظيم لم يرتق إليه في ميدانه كرم على الإطلاق). ويؤلم النفس أن يعرج الكلام بنا نحو صفحة سوداء في تاريخ الأمة العربية ما زلنا نعاني من وطأتها وكآبتها. فما الذي يجعل السلاح يتوجه نحو أشقاء لم يبخلوا بالمال والدعم والتأييد؟ إنها قسوة التاريخ احيانا، هي وحدها التي تفسر مقابلة الإحسان بالإساءة والنكران! ورغم هذا ظل بحر العطاء فياضا لا يعوقه عائق ولا تحده حدود، ينساب بالخير ليصل إلى أفراد ربما لا يسمع بهم أحد وليس إلى دول فحسب: مواقف إنسانية * عندما نشرت صحيفة الأخبار المصرية خبراً عن أب معدم له طفلان مهددان بفقد البصر ويحتاج إلى المساندة المادية، تأثر الفهد بقصة هذا الأب وأعلن استضافته مع طفليه في مستشفى الملك خالد التخصصي. وبالفعل أجريت العمليات اللازمة وعاد النور إلى بصر الصغيرين بفضل الله ورعاية الفهد. * كما شهد مستشفى الملك فيصل التخصصي حالة إنسانية أخرى لمريض من تونس يدعى محمد التوم قطع مراحل طويلة في علاج مرضه العضال الذي يعاني منه طيلة خمسة عشر عاما حتى أصابه اليأس. ولكن سماحة الفهد بثت في نفس هذا الشاب الأمل في الحياة حين أعلن تكفله بالعلاج في المستشفى المذكور. * وربما يتذكر البعض الطفلة الباكستانية مهادش طارق التي كانت تعاني مرضا لا تستطيع معه الجلوس أو القدرة على التحدث أو الأكل ولا حتى حمل رقبتها واقترح الأطباء أنه لا علاج لها إلا في الخارج. فأصدر الفهد أمره الملكي بعلاج الطفلة في لندن متحملا عن طيب خاطر تكاليف العلاج. * ومن فلسطين، سيذكر التاريخ الطفلة مريم محمد كايد التي انفجرت في وجهها وجسدها قنبلة فسفورية حارقة إثر غارة اسرائيلية على مخيم عين الحلوة، وقد وصلت الى القاهرة للعلاج بعد ما اجرت 14 عملية جراحية وتبقى لها 8 عمليات أمر خادم الحرمين الشريفين بأن تكون نفقاتها على حسابه الخاص. غيض من فيض هذا كله غيض من فيض، وما أكثر العطايا التي ذهبت إلى اصحابها سرا، فهي أضعاف أضعاف ما يعلن وما يتسرب في وسائل الاعلام المختلفة، يلمسها كل مسلم وكل مواطن عربي أينما كان. عطايا موصولة بقيم رفيعة مستمدة من العقيدة الاسلامية الغراء ومن التربية الرصينة في مدرسة المؤسس العظيم جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود. يطول سرد الوقائع والأمثلة وكلها تؤكد أن باب آل سعود دائما كان مفتوحا ومرحبا بالجميع، لا يرد سائلا ولا يتوانى عن إغاثة ملهوف أو نصرة قضية عادلة أو دولة شقيقة. دائما وابدا كان الباب مفتوحا على مصراعيه بلا مغاليق وبلا حراس منذ ان وقف الباني العظيم قائلا: * (إن خدمة الشعب واجبة علينا، لهذا فنحن نخدمه بعيوننا وقلوبنا). هكذا تعلم أبناء عبدالعزيز ان يخدموا الآخرين بعيونهم وقلوبهم وان يفتحوا أبوابهم للصديق والغريب، للمقيم والعابر، للسعودي والعربي. فالقلوب العامرة بالإيمان والمعاني النبيلة لا تصدأ أبدا ولا ينتهي عطاؤها، والقلوب التي تربت على مكارم الأخلاق لا تحمل ابدا ذرة حقد أو أثرة. إنها مسكونه بالعطاء وحب الخير مهما كان التاريخ قاسيا في بعض الأحيان. أجل، برغم قسوة التاريخ، كانت الأبواب مفتوحة بالخير وكانت وما زالت قلوب آل سعود رحبة وتسع احلام وهموم الأمة من المحيط الى الخليج. أعلـىالصفحة رجوع