| الاولــى
*
* العواصم الوكالات:
نفت حركة طالبان كل الأنباء والتوقعات التي أشارت إلى تقهقرها من مدينة قندهار أكبر معاقلها في أفغانستان وأعربت عن عزمها الدفاع عن المدينة «لآخر قطرة دم » وفي ذات الوقت توقفت قافلة عسكرية كانت تتجه للمدينة للسيطرة عليها فيما أعرب تحالف الشمال عن ضيقه بالوجود العسكري الأجنبي المتزايد في بلاده بعد ان أتاح له القصف الجوي الأمريكي بسط نفوذه على أكثر من ثلثي البلاد .
قال متحدث باسم الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان الأفغانية أمس السبت ان مقاتلي طالبان سيحاربون من أجل الحفاظ على سيطرتهم على مدينة قندهار الجنوبية معقل الحركة الأخير.
وقال محمد طيب الاغا لقناة الجزيرة الفضائية القطرية التلفزيونية «لدينا آلاف القوات في قندهار وفي الاقاليم المحيطة بها وقررنا القتال للحفاظ على سيطرتنا عليها للابقاء على الحكم الإسلامي».
وندد بالتقارير التي بثتها وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية ومقرها باكستان أمس الجمعة بأن الملا عمر قرر الانسحاب من قندهار واصفا إياها بأنها «كاذبة».
واستطرد «الزعيم محمد عمر وكل مسؤولي طالبان الكبار في قندهار والاقاليم المحيطة بها والواقعة تحت سيطرتنا.. لم يغادروا الاقاليم.
التقارير بأننا سلمنا قندهار كاذبة ودعاية غربية».
غير ان وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية أفادت ان قوات طالبان انسحبت من ولاية فرح (غرب) متقهقرة في اتجاه ولاية هلمند (جنوب غرب).
وقالت الوكالة التي تتخذ من باكستان مقرا لها ان الفوضى تعم في فرح، كبرى مدن الولاية، بعد انسحاب طالبان منها، وسجلت عمليات نهب وسرقة.
وأضاف المصدر ان معارك دارت بين مجموعات محلية مختلفة للسيطرة على المدينة وان عددا من الأشخاص قتلوا خلال هذه المواجهات.
وفي مقابل ذلك قال متحدث باسم قوات إسماعيل خان قائد المعارضة المناهض لحركة طالبان الأفغانية أمس السبت ان القوات تقدمت صوب قندهار وتوقفت عند تقاطع ثلاثة اقاليم بعد السيطرة على بلدة في مدخل المدينة.
وقال محمد افساري المتحدث باسم خان ان مقاتلي إسماعيل خان وصلوا إلى بلدة دارلاام عند حدود اقاليم فراه ونيمروز وهلمند واحتلوها.
ومضى يقول «ليس هناك خط أمامي إلا ان الوضع غامض للغاية.. لا نعتزم التقدم بعد».
وتعهد خان يوم الجمعة بالتقدم صوب قندهار معقل طالبان واحتلالها إذا لزم الأمر بالرغم من معارضة قبائل محلية من سيطرة قوة خارجية على المدينة.
وأعاد خان وهو قائد من المجاهدين السابقين السيطرة الاسبوع الماضي على مقره القديم مدينة هيرات الغربية التي تعد طريقا رئيسيا عبر صحراء الموت إلى قندهار، وخان خصم قديم لطالبان اذ طردته الحركة من هيرات عام 1995 وسجنته عام 1997 إلا أنه فر العام الماضي.
وبالرغم من ان خان شخصية محترمة إلا أنه يتحدث الفارسية وهو امر يجعله لا يحظى بثقة البشتون العرقيين الذين يسيطرون على الجنوب وتنتمي إليهم طالبان.
ويقول العديد من قادة البشتون المناهضين لطالبان انهم لا يرغبون في تحرك قوات من غير البشتون إلى المدينة.
إلى ذلك شنت قاذفة أمريكية من طراز بي52 حوالي الساعة 00:09 بالتوقيت المحلي من صباح أمس السبت غارة على مواقع طالبان في ضواحي مدينة قندز، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه وآخر معقل لطالبان في شمال أفغانستان وذلك في الوقت الذي يستعد فيه تحالف الشمال لهجوم على المدينة، بحسب ما أفاد مراسل فرانس برس.
وأفاد مراسل فرانس برس ان الطائرة التي كانت تحلق على علو منخفض، ألقت بقنابلها على تلال قريبة من مقر طالبان في خان اباد على بعد عشرين كلم شرق قندز.
وقد شن الأمريكيون غارات عدة هذا الاسبوع على هذه المنطقة حيث انكفأ، بحسب تحالف الشمال المعارض، حوالي 30 ألفاً من عناصر طالبان، وبينهم أكثرمن عشرة آلاف من أصل عربي أو شيشاني أو باكستاني.
وتأتي هذه الغارات مع بداية شهر رمضان، وكانت واشنطن أعلنت أنها لن توقف غاراتها خلال شهر رمضان.
وتسيطر عناصر طالبان على محيط من حوالي عشرين كلم في ضواحي مدينة قندز التي طلب حاكمها الخميس من التحالف مهلة 48 ساعة قبل شن أي هجوم.
وقال عبد الديان أحد القادة على جبهة خان أباد لفرانس برس «لقد انتهت المهلة وعلينا مهاجمة طالبان ليلا».
وأضاف «في الليل ليس هناك صيام، يمكننا ان نقاتل وعند الفجر ستكون المعارك قد انتهت».
وكان الجنرال محمد داود المكلف بالعمليات العسكرية في هذه المنطقة قال الجمعة لفرانس برس ان جنود تحالف الشمال سيبدأون الهجوم مع انقضاء المهلة.
وبحسب التحالف فإن الهدف من المهلة تمكين المدنيين من مغادرة منطقة حركة طالبان واتاحة التفاوض على استسلام هذه الأخيرة.
وأشار التحالف إلى أن 100 من عناصر طالبان اختارت تسليم سلاحها.
وقال القائد دلبار على خط الجبهة في خان اباد حيث تمركزت 15 دبابة لفرانس برس «ان الميليشيات الأجنبية لن تستسلم أبدا. ستقاوم حتى الموت».
ومن جانب آخر أعلن الجنرال محمد قاسم فهيم القائد العسكري في تحالف الشمال الأفغاني أمس السبت لوكالة فرانس برس ان القوات البريطانية التي وصلت الخميس إلى مطار باغرام في شمال كابول موجودة من دون موافقة التحالف.
وقال فهيم الذي يشغل منصب وزير الدفاع في تحالف الشمال في اتصال هاتفي «انه قد يكون هناك اتفاق بين القوات البريطانية والأمم المتحدة بيد انه لا يوجد لديها اتفاق معنا».
واعتبر الجنرال ان المائة جندي بريطاني قدموا «فقط بسبب حلول فصل الشتاء ولتسهيل عمليات المساعدة الإنسانية»، مضيفا انهم جاؤوا «لتنسيق برنامج الأمم المتحدة للمساعدة».
وقد انتشرت قوات خاصة أمريكية وبريطانية في قاعدة باغرام الجوية شمال كابول لتحضير عمليات مساعدة إنسانية ولكن أيضا عمليات عسكرية عند الضرورة، بحسب ما ذكر متحدث باسم البنتاغون الجمعة.
وكان مجلس الأمن الدولي صوت الأربعاء بالإجماع على قرار ينص على «ضمان أمن المناطق الأفغانية التي لم تعد تسيطر عليها طالبان».
وقال الجنرال فهيم «إن حركة طالبان التي كانت عائقا أمام السلام (في أفغانستان) تمت تنحيتها، ولا حاجة بالتالي لآلاف الجنود الأجانب».
وكان وزير داخلية تحالف الشمال يونس قانوني قال الأربعاء «إننا لا نشعر بالحاجة إلى قوة للأمم المتحدة في الوقت الراهن».
طالع المتابعة
|
|
|
|
|