| مقـالات
في مرحلة التعليم الابتدائي مرحلة التشكل والتأسيس الوجداني والعقلي يبقى السؤال الأهم الذي يجب أن يشغل ذهن أي معلم هو: كيف يجب أن أدرس؟.. أي كيف اقدم لطلابي وبكل امانة المادة التعليمية التي تلائم نضجهم العقلي وفي الوقت نفسه أعمل على توظيف الموقف التعليمي لتعزيز الاتجاهات الموجبة وابراز السلوكيات المستهدفة وغرس القيم العالية عند طلابي؟. في المرحلة الابتدائية يجب ألا يطغى الجانب المعرفي على الجانب التربوي (كما هو حاصل الآن)، ويسوء الأمر أكثر عندما يزهق المعلم روح المعرفة العلمية فيقطعها نتفا ويقدمها للطالب متفرقة دون أن تعني له شيئاً. كم سوف يكون رائعا لو أن المعلم كان على درجة عالية من الاحتراف بحيث يقطف من كل بستان معرفي زهرة ثم يقدمها للصغار متجانسة مترابطة سهلة الامتصاص في موقف تعليمي موحد، والأهم من ذلك أن يصمم الموقف التعليمي الذي يؤكد على القيم والسلوكيات والتطبيقات الحياتية المستهدفة. إن هذا ليس بالأمر السهل، ولو كان كذلك لكان حال تعليمنا أفضل بكثير مما هو عليه الآن.
من وحي الرياضة
كنت أشاهد مجموعة من طلاب قسم التربية البدنية وهم يؤدون لعبة جماعية مألوفة. في هذه اللعبة تم ربط بالون منفوخ في قدم كل طالب، وكان هدف كل لاعب هو أن يفجر بالونات زملائه الآخرين ويحافظ في الوقت نفسه على بالونه سليما. لاحظت أن أحد اللاعبين قد ابتعد قليلا عن بقية زملائه، فهو كما يبدو لا يريد أن يلحق الضرر بالآخرين ويعمل في الوقت ذاته على سلامة نفسه لكي يفوز بالمباراة، وهذا المبدأ وإن كان مقبولا في الحياة، إلا أنه يتعارض مع قانون هذه اللعبة. من الواضح أن هذا الطالب كان يحاول استخدام ذكائه، فهو فقط كان ينتظر أن يضرب الطلاب بعضهم بعضا فيخرج من بينهم سليماً فائزاً، لكن الآخرين لن يتركوه معافى فبقاؤه سليماً سوف يهدد مصالحهم. نعم، انها لعبة مسلية تنطوي على مبادئ حياتية مهمة. لو كنت معلما لهؤلاء الطلاب لكنت تحاورت معهم بعمق حول هذه المبادئ.
كلية المعلمين بالرياض
|
|
|
|
|