| مقـالات
في اعتقادي أن بعض مكاتب خدمات الطلبة اصبحت تؤدي أدوارا أكثر من المطلوب منها إذ بينما كان المفروض إيجادها لمساعدة الطلبة في الحصول على المراجع والكتب التي يصعب توفرها عن طريق المكتبات إما لنفادها وإما المغالاة في أسعارها لكثرة الطلب عليها ليس بقصد الاستفادة منها للتثقيف ولتوسيع نطاق المعرفة إنما لأنها مقررة دراسيا فنحن نعرف بأن جيل اليوم من الشباب قد انصرف عن القراءة منذ عدة سنوات بعد هذا الزخم الإعلامي حول الرياضة والشعر العامي الى جانب الجهاز الصغير الذي أصبح يحتل الصدارة في غرفة أي شاب ونعني به الانترنت والذي يستخدم أيضا ليس لمواكبة الأحداث العالمية إنما لتبادل الرسائل السطحية والمعاكسة أيضا بأسلوب هابط.
المادة الثقافية هي التي انصرفت اليها مكاتب خدمات الطلبة إذ ان هذه المكاتب في سعير المكاسب المادية أخذت توفر كل ما يطلبه المعلم في الفصل من أبحاث أو مواد علمية وثقافية عن طريق نسخ أي موضوع، ومن المؤسف أن المعلمين في توترهم وشعورهم بالغبن قلما يدققون في الأبحاث التي يحققها الطلبة وإلا لاكتشفوا أن أكثر من بحث أحضره طلبتهم متشابهة وصورة طبق الأصل. فرجال الإعلام والفكر اصبحوا ملاحقين من أصحاب هذه المكاتب ليطلبوا منهم إما سيرة ذاتية وإما معرفة انتاجهم الأدبي وإما نسخاً منه ليعرض في أرشيفهم الذي يباع على الطلبة لتكملة الواجب وليس للانفتاح الثقافي. إذ ان المدرسين اهتموا في السنوات الأخيرة بالانتاج المحلي فاستيقظوا بعد سبات لمطالبة الطلبة والطالبات (ولاسيما في المراحل المتقدمة) بالتوسع في معرفة نتاج رجال الاعلام والفكر والأعمال التي قدموها للمكتبة الأدبية كتعبئة مادة وليس لأنهم (المعلمون) توسعت قراءاتهم لذا فقد انهالت علينا تساؤلات الطلبة (من الجنسين) في السنوات الأخيرة عن مؤلفاتنا السابقة مما اضطر بعضنا الى إعادة طباعة أعمال أدبية قديمة يقرأها القليل من الشباب ولكنها تكتسب أهمية في ميزان الدرجات حتى بادرت هذه المكاتب التي لم نكن نعرفه في السابق الى تلخيص الكثير من المراجع بما فيها المؤلفات الأدبية حتى تكون في متناول أي طالب يبحث عنها على طريقة الوجبات الغذائية الجاهزة وهذه من مشكلاتنا المتفاقمة التي نسعى الى تجاوزها بالاجتهاد فنجد أمامنا من يقول لنا ولماذا تتعب نفسك؟ نحن نخدمك بالمقابل في مكاتب خدمات الطلبة. نرجوكم لا تزيدون من الأمية الثقافية في هذا الوطن وشكراً لنشاطكم المتفاعل في خدمة الفكر والثقافة.
للمراسلة: ص.ب: 6324 الرياض: 11442.
|
|
|
|
|