| مقـالات
«لكي تعيش بنقاء ضمير، يجب أن تقتحم، أن تتعثر، أن تصارع، أن تقع في الخطأ، أن تبدأ في أمر وتتركه، ثم تبدأ من جديد، ثم تتركه مرة أخرى، وأن تكافح أبداً، وتعاني الحرمان.. أما الطمأنينة فهي دناءة روحية» مكسيم جوركي.
ولا أعتقد أن «جوركي» يقصد بالطمأنينة هنا تلك الكلمة المرادفة للصفاء الروحي والشفافية النفسية، بقدر ما هو يشير إلى الطمأنينة النمطية الأليفة الداجنة التي ترضى بضفاف المعلوم وتتهيب من الخوض في غمار المجهول.
على حين أننا نرى أن معظم الإنجازات الحضارية عبر التاريخ تمت عبر اصطدام مع السائد والنمطي والقفز عليه باتجاه جزر مجهولة ونائية، سواء داخل نفس الإنسان أو في غاباته الخارجية.
و«توماس أديسون» جرب 1800 مرة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي، ولو أنه خلال هذه التجارب اللامتناهية قرر أن يتوقف أو لربما أصابه الملل أو حاصرته المشاعر السلبية التي تقلل من إحساسه بقيمته أو قيمة ما يصنعه واكتفى عندها بنور القنديل أو الشموع الرومانسية التي تملأ مختبره!! ولظل هذا العالم دامسا صامتا لم يشعله مارد الكهرباء الذي أطلقه «أديسون» من قمقمه.
إنها تلك الطفرة المتمردة التي ترفض «سيكولوجية القطيع» والدروب السالكة المطروقة، وتحلم بتلك القمم النائية التي يؤمها النسور.. فقط.
الصراع الأزلي بين «حزب الأجنحة» وحزب «إنا وجدنا آباءنا عليها عاكفين»، ونوعية هذا الصراع ونتائجه هي التي تحدد مصير أمة من الأمم ومستقبلها ومشارفها التي تصبو نحوها.
ردود
وصلني العديد من الرسائل البريدية والإلكترونية، والتي تدور حول مقال «المنهج» تطرقت فيه لأثر بعض المناهج في توليد الميول العدوانية لدى التلاميذ من خلال رفضهم «للآخر» وتهميشه وإعلان العداء المطلق له.وهذا الآخر هو بالتأكيد يندرج ضمن النسيج الإنساني المتسع، وشكرا لجميع الردود التي وصلت على الرغم من قسوة بعضها وعقلانية البعض الآخر التي أحترمها، ولكن هي زاوية الرؤية فقط، وإذا انشغلنا بلغة الدم سنظل بمستنقعاته، الأولى والأهم والأجدر من تدبج الكلام الانفعالي الإنشائي الانشغال بأنفسنا عقيدة وحضارة وبناء.. والالتفاف حول وطننا ووحدتنا فهو وحده «دوحة» أولادنا.. وأمان الأجيال القادمة.
omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|