| محليــات
** نحن هذه الأيام.. نعايش شهراً عظيماً هو أفضل شهورالسنة.. وموسم طيب من المواسم العظيمة.. التي يمر بها الإنسان في حياته فتذهب ولا تعوض مرة أخرى.. وهكذا عمر الإنسان.. يذهب دقائق وسنين وأياماً وأشهراً تتسارع وتتسارع.. وما يذهب لا يعود مرة أخرى.
** في هذا الشهر العظيم.. نفحات ربانية يغتنمها من يغتنمها.. ويفرط فيها من يفرط.. فهناك من يستقبل شهر رمضان بالعبادة والطاعة ويلتفت لنفسه ويتعاهدها ويبعدها عن مظان السوء وعن المخالفات. ويلتزم بالواجبات الشرعية والسنن.. ويجعل القرآن جليسه في كل لحظة.
** وهناك من يستقبل رمضان بالمزيد من المخالفات والمشاكل والأخطاء.. وكأنه فرصة للسهر وتضييع الوقت والفساد والإفساد.
** هناك عادات طيبة نعايشها في رمضان.. وهي التزاور وصلة الرحم وتفقد الأقارب وتفقد أمورهم وصفاء النفوس..وتعاهد المساجد والمحافظة على الرواتب والسنن والتراويح وقراءة القرآن.
** وأذكر أنه قبل سنوات ليست بعيدة.. كانت المساجد تمتلئ من بعد صلاة العصر حتى قبيل الغروب بالناس.. وهم يتلون القرآن بصوت مرتفع وبشكل يومي.. وهكذا بعد صلاة الفجر وحتى طلوع الشمس.
** وهناك من يأتي الضحى للمسجد ويجلس فيه حتى الظهر.. يقرأ القرآن..
** وهناك من يجلس من الظهر إلى المغرب.. وهكذا لا يمكن أن تخلو المساجد من الناس.. لكنهم يزيدون وينقصون حسب الأوقات.
** هذه العبادات الطيبة.. لم تنحسر بفضل الله.. بل هي موجودة وإن كانت بشكل أقل.. لكن وجدت اليوم عادات طيبة أخرى.. مثل الإفطار الجماعي في كل مسجد.. وحلقات القرآن الكريم والدروس العلمية والمحاضرات التي لا يكاد يخلو منها أي مسجد على الإطلاق.
** وهناك عادات كانت موجودة في السابق ومازالت موجودة حتى اليوم.. وهي التزاور بين الأقارب في رمضان و«التَّعازم» على الفطور والسحور بشكل شبه يومي.. ومنها.. الاهتمام بالصدقات في رمضان والعطف على الفقراء والمحتاجين.. ومنها تلمس سبل الخير والبذل فيها..
** وكان الناس في السابق.. متى اختلفوا أو حصل خلاف بين الجيران والأقارب.. وكانت الليلة الأولى من رمضان.. تصافحوا وتناسوا خلافاتهم وتجاوزوها..
* وكان هذا الشهر العظيم.. فرصة لتجاوز كل الخلافات والمشاكل والمشاحنات بين الأقارب والجيران.. وحتى لو كان ذلك بين الزوجين أو بين الزملاء والمعارف.
* ثم إن رمضان.. هذا الشهر المبارك أيضاً.. فرصة لنا.. لنعود أنفسنا على صلاة الفجر مع جماعة المسلمين لمن كان يفرط في هذا الركن العظيم.
** فمن المعلوم .. أن الناس يصلون في الصلوات الأخرى في أكثر المساجد ثلاثة أو أربعة أو خمسة صفوف. لكنهم في صلاة الفجر.. لا يكادون يكملون صفاً واحداً.. فأين الباقي؟
** هؤلاء الباقي.. نريدهم أن يستمروا بعد رمضان.. نشاهدهم دوماً.
** وهكذا صلاة العصر.. هي الأخرى تشتكي غيبة البعض من الكسالى أهل النوم.. مع أن فيهم خيراً.. ونحن نشاهدهم في أوقات أخرى.. فليتهم يستمرون..
** ورمضان أيضاً.. فرصة لمن لديه مشكلة أو خلل في أمر «ما».. كالذي تورط في الكذب أو النميمة أو الغيبة أو فاحش القول.. أو بعض التصرفات السيئة .. فرمضان.. فرصة له .. في أن يراجع حساباته ويدرك أن الكذب آفة خطيرة.. وأنه يهدي إلى الفجور.. والفجور يقود إلى النار.
** وهكذا النمام وصاحب الغيبة وهكذا سليط اللسان ومن يعتمل فاحش القول.. أو من يُسمى «بذيء اللسان».
** هؤلاء الأشخاص.. لديهم فرصة في رمضان.. بأن يحاولوا ترك هذه الأمور شيئاً فشيئاً حتى ينسوها نهائياً.. والأمر هذا.. خطير جداً ولا يستهان به.. لكن تركه هين جداً.. ويحتاج إلى عزيمة وصبر فقط.
** في رمضان.. حاول أن تنسى بعض محطات التلفاز «لمن ابتلي بها».
** وحاول أن تجعل بينك وبينها حاجزاً كبيراً.. لأنها. لن تنقل لك.. إلا السيئ والسيئ فقط.. ولن تشاهد ما يفيدك أو ينفعك.. ففي كتاب الله.. وكتب الشريعة والكتب النافعة.. مجال ومتسع.. وهي أولى بوقتك فاصرفه فيها.. ودع عنك ما يفسد صومك.. فأنت أحوج ما تكون إلى مسالك الخير.
** وفي رمضان.. عليك بقراءة كتب أهل العلم.. ومن أبرزها.. فتاوى علمائنا الأجلاء المعروفين «أعضاء هيئة كبار العلماء.. وأعضاء الإفتاء» لتكون عبادتك.. وفق الأسس الصحيحة.. وحتى لا تخطئ من حيث لا تدري.. وحتى لا يفوتك الخير.. وحتى تتفقه في الدين وتعرف الصحيح من الخطأ.
* وفي رمضان.. وزع وقتك بشكل صحيح وسليم.. ورتب ساعاته بشكل دقيق.. وحاول المحافظة على كل جزء من الوقت.. حتى ولو كان صغيراً .. فهذا الوقت.. وقت ثمين للغاية.. ويجب أن تعرف كيف تمضيه.. لا أن يذهب عليك سدى.
|
|
|
|
|