| القرية الالكترونية
من الأمور المتفق عليها بين المتخصصين في مجال المعلوماتية أن أحد استخدامات الإنترنت هو استخدامها كوسيلة إعلامية، ومما يميز أو لا يميز هذه الوسيلة هي سهولة الوصول إلى كل أبناء البشر بدون شرط أو قيد أو إذن وإذا كانت هذه ميزة لدى البعض فإن البعض الآخر لا يرى ذلك بسبب النتائج التي برزت خلال الفترة الماضية والمتمثلة في الأضرار الأخلاقية والفكرية والاجتماعية وغيرها، ومن خلال علاقتي بالإنترنت خلال الفترة الماضية وجدت الغريب والأغرب وجدت الصحيح والخطأ وجدت الإرجاف والتوجيه، وجدت الوعي وعدم الوعي، وجدت ضياع الهوية وعدمها، وجدت فقدان المعايير الإنسانية بكل أبعادها، وجدت الإشاعةالكاذبة، والبهتان والزور والافتراء، وكل ذلك لم يأت من فراغ بل أعتقد أن عدم وجود التوجيه واستغلال الإنترنت بما يفيد وينفع سبب هذا بل من المتوقع أن تكون النتائج العكسية إذا تم الأمر بهذه الصورة في المستقبل أكثر مما هو عليه في الوقت الحالي، وفي هذا اليوم سوف أقف بعض الوقفات مع الإنترنت وكيف يمكن لنا توظيفها كوسيلة إعلامية.
الوقفة الأولى: على كل شخص متابع للإنترنت أن يعرف أن من أهم عيوب الإنترنت هي «الدقة والصراحة» حيث أشارت الأبحاث كلها بدون استثناء أن هذه النقطة هي أهم مساوئ الإنترنت، ذلك أنك في الغالب لا تعرف من الذي كتب الخبر وماهوالمصدر، ولذا يجب إقرار مبدأ أن الإشاعة في الإنترنت لها رواج كبير جدا وعلى كل متابع للإنترنت أن يفحص الخبر قبل أن يقرأه ويحتاط بالرواية عنه وعن طباعته وتوزيعه، كما أحب أن أشير إلى أن عدم التوجيه لأبنائنا وبناتنا قادهم إلى أن تكون غرف الحوار العربية هي مجال للسخرية والضحك وعدم الاستفادة وتبادل الشتم والسب والخوض فيما لا ينفع.
الوقفة الثانية: هي كيف يمكن توظيف الإنترنت في خدمة الإعلام وخاصة عندما لا تتاح الفرصة لنا للوصول إلى الشعوب عبر وسائل إعلامهم لسبب أو لآخر :
1 يتم هذا عبر غرف الحوار العالمية (Chat room) ويعني أن نقوم بالدخول على غرف الحوار لنناقش ونحاور الأشخاص مباشرة دون أي وسيط، ويمكن توضيح وجهة نظرنا الإسلامية فإذا كان الإعلام الغربي أبى أن ينشر الحق والعدل في هذا المجال فإنه يجب أن نصل إلى الشعوب عبر غرف الحوار، وكما نعلم فإن عدد المستخدمين يزيد عن 450 مليون أكثرهم في العالم الغربي، وكم هو جميل أن أذكر أحد المواقف التي مرت بي ولازالت عند الدخول لغرف الحوار الغربية وهو أن إحدى الأخوات اسمها ( أم عبدالجليل) تقوم بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة فكثيرا ما تدخل في الساحات العامة وتقول ( هل تحتاجون إلى أي سؤال عن الإسلام) (ANYQUESTION ABOUT ISALM) فنجد الكثير من الموجودين يسأل وهي تجيب وتوجه وترشد بطريقة إسلامية، فكم نحن بحاجة إلى مثل هذه النماذج الرائدة، وليت وزارة الإعلام خصصت مجموعة من المتخصصين للعمل في غرف الحوار العالمية.
2 البريد الإلكتروني هو أحد الوسائل التي يمكن أن يستخدم كوسيلة إعلامية، حيث يتم من خلاله إرسال الرسائل للمستخدمين لتوضيح وجهة نظرنا تجاه الإرهاب وأن الإسلام هو دين الرحمة، ويتم ذلك بشراء القوائم البريدية من الشركات المتخصصة وإرسال ملايين الرسائل، ولعل هذا يكون بديلا عن النشر في الصحف والمجلات.
3 تأسيس المواقع التعريفية بدين الإسلام أو بدولتنا الغالية نقطة مهمة يجب الاستفادة منها حيث يمكن تأسيس مواقع تحتوي على الكثير من البيانات الصحيحة، ثم يتم توزيعها على غرف الحوار وعبر البريد الإلكتروني على المستخدمين للإنترنت بحيث نضع مسابقة لبعض الأسئلة معينة؟ ثم يتم إحالة المتسابقين إلى هذه المواقع.
أخيرا أحب أن أشير إلى أن الإنترنت هي وسيلة إعلامية جيدة يجب التفكير في استثمارها في جميع الأوقات والمناسبات وان لم نقم بوضع الخطط للاستفادة منها إيجابيا فإن الخيار المر هو قدرة الإنترنت الوصول إلى فئة المراهقين والعامة وغير المتعلمين الذين يأخذون الخبر بالتصديق والقبول وعندئذ تكون الكارثة والنتيجة العكسية التي أتمنى ألا نراها واقعا ملموسا ولو بعد حين.
almosa@almosa.com
|
|
|
|
|