| مقـالات
إن من أهم مطالب الإنسان في هذه الحياة أن يحصل على مسكن مريح يأوي إليه آناء الليل وآناء النهار. بل ربما يكون هذا المسكن أكثر راحة له ولأولاده إذا أشرف على تصميمه وبنائه. حيث يمكن أن يختار موقع المسكن ومواد بنائه ومستوى تنفيذه وغير ذلك. ولاشك أن أمام الإنسان خيارين لا ثالث لهما عند رغبته في تملك مسكن مناسب أولهما: شراء مسكن جاهز يضطر الى تقديم بعض التنازلات بشأن عدم تحقيق بعض رغباته بالإضافة الى عدم معرفته بشكل دقيق عن مواصفاته ومستوى تنفيذه وثانيهما: الشروع في عملية البناء وهذه العملية تحتاج الى جهود مضنية وعقبات كبيرة قبل أن تكتمل عملية البناء. كما أنها ليست مضمونة النتائج بل هي في أحسن الحالات سوف تحقق بعض الأهداف.
وبالنظر الى سوق العمالة في هذا المجال نجد أن أغلبهم يسلكون أساليب وطرقا ملتوية عند التنفيذ وعند التعامل. فهم لا يتورعون عن الغش والخداع والكذب والتأخير وسوء التنفيذ. هذا اذا كنت تتغاضى عن كثير من أخطائهم وتدفع أجورهم دون تأخير. أما إذا كنت تدقق على التنفيذ وتحاسبهم عليه فحدث ولا حرج حيث لا يترددون بتأخير العمل وسوء التنفيذ وسوء المعاملة. ومن المفارقات العجيبة أنهم يحرصون على أخذ حقوقهم كاملة غير منقوصة بالرغم من أنهم ينفذون الأعمال بطريقة منقوصة. ومن سلوكياتهم المعهودة في هذا المجال أنهم يفهمون ما تقول إذا كان ذلك يتوافق مع رغباتهم ويدعون عدم معرفة ما تقول إذا كان ذلك لا يتوافق مع ما يريدون خاصة العمالة غير العربية من ماركة «رفيق».
والجدير بالذكر انه في حالة وجود خلافات معهم فالمالك سيدفع الثمن غالياً بسبب عدم وضوح المرجعية لحل الخلاف هل هي البلدية أو مكتب العمل أو أقسام الشرطة. إضافة الى ذلك فإن الوقت يمضي لمصلحتهم حيث سيتوقف بناؤك وهم مستمرون في أعمال أخرى ولا تستطيع إكماله إلا بعد حصولك على مخالصة منهم.
إن النتائج الجيدة لبناء المسكن تحتاج الى خبرة سابقة للمالك في مجال البناء وإخلاص ومهارة العمالة المنفذة له. وبالتالي فإن تحقق هذين الأمرين فيه شيء من الصعوبة. إضافة الى ذلك فإن الملاحظ أن أعمار البناء قصيرة بالنسبة الى العمر الافتراضي لها. وهذا ما يفسر عمليات الترميم التي يلجأ إليها المواطنون من وقت لآخر.. إنني أعتقد أن الوضع يحتاج الى دراسة جادة للموضوع خاصة إذا نظرنا الى المعاناة والخسائر الكبيرة التي تلحق بالمواطن نتيجة الغش والخداع من قبل العمالة. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
*عضو هيئة التدريب في معهد الإدارة
|
|
|
|
|