| مقـالات
تظل الثقة بالعلماء هي رباطة الجأش التي نستعين بها بعد الله على ثبات رؤيتنا للأمور ووضوحها.
وفي هذا المحك الصعب الذي تمر به الأمة الإسلامية وتختلف رؤاها حول المفاهيم والأحكام والاستناد والاستنباط والاجتهاد وأشياء كثيرة تحملها لنا الأيام بأنبائها في مختلف الوسائل المقروءة والمنظورة والمسموعة، فإن الأمة في ظروفها الدقيقة هذه الآن هي أحوج ماتكون إلى زيادة الثقة في علمائها ورجالات دينها وبعد رؤيتهم وثبات كلمتهم وصفاء سريرتهم ونقائها.
ويتسم علماؤنا ولله الحمد والمنة بكثير من هذه الصفات حتى أصبحوا محل ثقة الأمة الإسلامية بأجمعها وليس ثقة السعوديين فقط فالاسلام ليس دين شعوب وجماعات بل هو دين العالمين وهو دين لايفرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى ويؤخذ الدين من أهله سواء كانوا عرباً أو عجماً.
وقد تفضل الله علينا سبحانه في هذه البلاد بمشايخ كبار ورجال علم أجلاء عكفوا على العلم وأخلصوا له وانبروا لجله ودقيقه حتى أتقنوا وأدركوا واستطاعوا بفضل من الله ان يكونوا حجة في مجالهم مستندين إلى نصوص واضحة من القرآن والسنة، حتى وان اجتهدوا فإنهم يجتهدون الاجتهاد الذي يبعد الأمة عن مهاوي الخطأ بإذن الله أو الاقتراب من حدوده.
وتبث وتنشر بعض مؤسسات الاعلام أحاديث غامزة لامزة تحاول التقليل من جهد علماء الدين أو التشكك ببعض من جلسوا للافتاء..
وهم بهذا النزق الصبياني غير المسؤول يضربون الأمة في مقتل فالعلماء هم الملاذ بعد الله الذين تركن إليهم القلوب طلباً للهدأة النفسية والطمأنينة والثبات وهم المؤتمنون على حاضر الأمة ومستقبلها وقدرتها على البعد عن الشطط والسير نحو شواطئ الأمان..
فاللغط في هذه المرحلة هو حرب أخرى تشن على الجبهات الآمنة في الأمة والتي هي من أهم أسباب الثبات والاجتماع وكبير جداً وجسيم أمر التهاون بالعلماء والتقليل من شأنهم أو النيل منهم..
وحتى إن تناقضت أقوالهم فباب الاجتهاد في الدين مفتوح في أمر ما ليس به نص أو قياس أو إجماع.. وقد تصح أمور كثيرة وإن اختلفت نسبة إلى ظروفها ومكانها فتتغير بتغير مايحيطها وليس في ذلك طعن أو امتهان.ويحتاج المرء في أمور الدين إلى تخصص ودراسة ودراية وقدرة على الفهم والاستيعاب في دقائق التشريع والنصوص وخلفياتها ولاتؤخذ الأمور بعاطفة آنية ونظرة قاصرة لاتتجاوز المرحلة فقط.وفي هذا الرمضان العظيم لتصفو نفوسنا ولندعو بكل صدق الإله العظيم ان يرينا الحق حقا والباطل باطلاً وان يعين ولاة أمورنا وعلماءنا على مسؤوليات هذا الوطن وأهله في هذه المرحلة الدقيقة التي عثر بها الأمة والعالم أجمع..
وكل عام وأمن بلادنا قائم مستقر..
fatmaalotaibi@ayna.com
فاكس: 4083748
|
|
|
|
|