| مقـالات
منذ أن خلق الله تعالى آدم عليه السلام والإنسان وذريته محل فضل الله وعنايته ورعايته وتكريمه، وهو كذلك محل سخط الحاقدين والحاسدين، فقامت حياة الناس على التدافع والتصارع بين أهل الحق وأهل الباطل، وهذا التظاهر في قوله تعالى:«ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض»، فلو استكان أهل الخير والحق عن دفع ومقاومة أهل الشر والباطل لاختفى الخير وطغى الشر، واستعلى الجبروت.
والسرقة والابتزاز ومصادرة الحريات والحقوق، ونشر الرذيلة والقتل، والتمييز بأشكاله المختلفة كلها وجوه لأنواع الجرائم التي يمارسها الإنسان ضد أخيه الإنسان بسبب لونه أو جنسه أو محاربته لما أنعم الله عليه من نعمة الأمن والصحة والمال والدين.. الخ.
والإرهاب بأنواعه وأشكاله إنما هو جريمة الجرائم التي تحرم الإنسان حق الأمن من الخوف والاستقرار من الزعزعة، وهذا الجانب الإجرامي مضمن في جميع الكتب السماوية، وعلى الأخص لدى اليهود والنصارى والمسلمين، كما يرى في قصة ابني آدم، «قابيل» و«هابيل»، قال تعالى:«واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قرّبا قرباناً فتُقبّل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر، قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين، لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين، إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين، فطوّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين».
إذاً ما كان دين قابيل، اليهودية أم النصرانية أم الإسلام؟
ثم ماذا كانت جنسية قابيل، أمريكياً، أم فرنسياً، أم سعودياً، أم مصرياً، أم غربياً، أم شرقياً؟هذان تساؤلان يحددان لنا أن الإرهاب لاصلة له بدين ولاعلاقة له بجنسية أو لون أو عنصر أو مكان، إنه يتصل بجماعات ومجموعات تداخلها الأهواء، وتدفع بها للرغبات إلى إظهار بطولات مزعومة، وتحصيل شهرة منشودة.إذاً لماذا ينسب العقلاء الإرهاب إلى الأديان والأجناس..؟
فالواجب يلزم كل إنسان أن يسعى إلى استئصال القابيلية من أولئك الناس في كل مكان وفي كل زمان، وتستأصل تلك الظاهرة الإرهابية في جميع صورها، الإرهاب الديني، الإرهاب الاقتصادي، والإرهاب السياسي، والإرهاب الصحي، والإرهاب التعليمي.. الخ، ويجب تحديد مفهوم الإرهاب بميزان العدل والحق وبشمولية تامة دون خلط بين الأوراق والتعامي عن الوقائع، كما يقول الشاعر:
وعين الرضى عن كل عيب كليلة
ولكنّ عين السخط تبدي المساوئا |
والمملكة العربية السعودية هي رمز الإسلام والمسلمين في العصر الحديث وعلى المملكة حكومة وشعباً العمل من الآن فصاعداً وباستمرار على تحقيق الرسالة العظيمة للإسلام ببيان«سماحة الإسلام وإنسانيته مع الناس جميعاً»، وتتضمن هذه الرسالة كفالة الإسلام حقوق الإنسان، ومنها: حرية التعارف والتقارب والتعاون، قال الله تعالى:«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» سورة الحجرات الآية «13»، وحرية الدين، قال تبارك وتعالى:«لا إكراه في الدين» سورة البقرة الآية«256»، وقوله عز وجل:«لكم دينكم ولي دين» سورة الكافرون الآية«6».
الاحترام وعدم الإساءة إلى المسلمين وحقوقهم بدعاوى زائفة، وهذا ما تعرضت له المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً من المرجفين والمثبطين حسدأ من عند أنفسهم، وصدق الله العظيم إذ قال:«الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضلٍ عظيم»، سورة آل عمران الآية«173174».
فحسبنا الله ونعم الوكيل على من كاد لنا أو حسدنا إن أساء إلينا، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
|
|
|
|
|