| الريـاضيـة
لقاء: خالد الدوس:
طوال تاريخ الرياضة السعودية الذي بدأ منذ ما ينيف عن نصف قرن تعاقب على مسيرتها الخضراء العديد من الرواد والنجوم والأجيال، منهم من كانت له بصمات واضحة وإسهامات بارزة في وضع لبنات مرحلة البناء والبداية ومنهم من عاش حقبة ما بعد التأسيس وكل هؤلاء الرجال بالتأكيد ستظل أسماؤهم محفورة في الذاكرة!! ومن هذا المنطلق حرصت (الجزيرة) على تقديم هؤلاء الرواد والنجوم والأسماء على صفحات كل جمعة.
ضيفنا هذا الاسبوع مهاجم فريق (نجمة الرياض) في الثمانينات الهجرية اللاعب عبداللطيف آل الشيخ الشهير ب (لطفي) احد الاسماء اللامعة التي ساهمت في تأسيس هذا النادي الذي لم يقدر له الاستمرار في دائرة الضوء بعد دمجه مع فريق شباب الرياض (الشباب حاليا) عام 1388ه، حيث اشتهر بمهاراته الفائقة وامكاناته التهديفية البارعة فضلا عن ذكائه الفطري.. وتبعا لذلك اختير كأفضل جناح ايسر على مستوى المنطقة الوسطى في تلك الحقبة الفارطة.
شكّل مع المهاجمين صالح العميل وفهد بن بريك ثالوثا خطيرا حين مثل فريق الشباب بعد دمجه مع النجمة فساهموا في قيادة شيخ الاندية لتحقيق العديد من الانتصارات والانجازات الرائعة وابرزها بالتأكيد وصول الفريق الشبابي لنهائي كأس الملك لموسم عام (1389 1390ه)!!
وبالمقابل بدأت شهرته على مستوى المملكة عندما مثل منتخب الوسطى في دورة المصيف لمنتخبات المناطق بالطائف وذلك في النصف الثاني من عقد الثمانينات وبعد تألقه وحضوره القوي اختير لمنتخب المملكة الاول. واليوم وعبر الحلقة الثانية والاخيرة يواصل ضيفنا الكريم حديثه الرياضي عن قصة دمج فريقه مع الشباب بجانب مشاركاته مع المنتخبات سواء الوسطى او المملكة واشياء تاريخية نتناولها عبر السطور التالية:
الأول من اليسار مع جوهر العيد وفهد بن بريك عام 1386ه
هداف الهلال الكبير في الثمانينات مبارك العبدالكريم
هزمنا أهلي الرياض بخماسية فسحبنا لقب المدرسة منهم
حاولوا الإطاحة بإدارة ابن حيزان وفشلوا
عشنا اياما عصيبة بعد الانقسام الاداري الذي كاد ان يطيح بالنادي الى غياهب المجهول في النصف الاول من عقد الثمانينات غير ان الاستاذ فهد بن حيزان رئيس النادي آنذاك صمد في وجه تلك التحديات التي كانت منشأة من بعض المشجعين حيث رغب هؤلاء في ترشيحهم انفسهم لمجلس الادارة لاغراض لا تمت بمصلحة الفريق بصلة الا ان مساعيهم صبت في قالب الفشل ولا انسى حقيقة دور بعض الاعضاء ومنهم عبدالرحمن بن معمر وغازي كابلي وابراهيم بن سلمه الذين ساهموا في احتواء المشكلة وهي في مهدها!!
نزعات شخصية
* ففي موسم عام 1387ه مر علينا وقت (صعب) كنا بحاجة لتأمين بعض المستلزمات في ظل عجز الادارة التي كان يقودها احمد باعشن وحسن باناجه عن تحقيقها مما كان له الاثر السلبي في نتائج ومسيرة فريق النجمة وبصراحة اعتبر تلك الادارة الاسوأ في تاريخ النادي حيث كثرة المشاكل الادارية والنزعات الشخصية كانت كفيلة بتدهور وسقوط الفريق سقوطا ذريعا.
أبو عبدالله الصايغ
* أتذكر جيدا وفي خضم الظروف القاسية التي عشناها كلاعبين آنذاك قام رئيس فريق اهلي الرياض (الرياض حاليا) الشيخ محمد الصايغ (رحمه الله) بتقديم كافة التسهيلات لنا وتجلى ذلك حين استقبل معسكراتنا داخل ملعب الصايغ (الذي كان مقرا لمدرسة الوسطى) اذ كان يعاملنا معاملة ابنائه لاعبي اهلي الرياض وهذا بلا شك ليس غريبا من رجل عرف واشتهر بحبه ودعمه للرياضة بالمنطقة الوسطى قاطبة.
أخلاقيات مبارك العبدالكريم
* لعبنا ضد فريق الهلال عام 1387ه لقاء ضمن لقاءات الدوري على ملعب الصايغ فدخل نجم خط وسطه سلطان بن مناحي وهو مشدود الاعصاب نظرا لأهمية المباراة وكذلك مواقفنا الايجابية امامهم.. المهم كسب الهلال اللقاء 2/1 وحين اطلق حكم المباراة عبدالرحمن الموزان صافرته معلنا عن نهاية المباراة قال سلطان بن مناحي لزميله المهاجم مبارك العبدالكريم (كابتن الفريق آنذاك) مبارك (بالله انتهى التمرين).. قالها باستهتار وسخرية فغضب قائد الهلال من كلامه فقام وفي صورة تجلّت فيها سلوكيات وأخلاقيات مبارك بمعاتبة زميله ورفع فيه تقريراً لادارة النادي واتذكر انه اوقف مباراة نظرا لسوء سلوكه وعدم احترام الفريق المقابل.
يوم هزمنا المدرسة بخماسية
أمام فريق اهلي الرياض استطعنا ان نفوز عليه بنتيجة ساحقة قوامها 5/2 احرز زميلي فهد بن عبيد (فهودي) 3 اهداف هاتريك وفهد بن بريك هدفين كانت كبيرة في حق نجوم مدرسة الوسطى المعروفين، وأتذكر ان احدى الصحف كتبت في الغد وبالمانشيت العريض.. نجوم المدرسة الحديثة تهزم المدرسة القديمة بخماسية!!
وبالمناسبة فريقنا اشتهر في تلك الحقبة بالاداء البديع واللعب الجماعي وتميز بالتعاون والتفاهم يكسو ذلك الخلق العظيم والتعامل الامثل تجاه الجميع..!!
هدفاي في الأهلي والهلال.. الأجمل!
* بلاشك اعتبر هدفي الذي استقبله حارس فريق أهلي جدة الراحل ياسين صالح في ملعب الصبان الاجمل.. وحلاوة الهدف تكمن حين رفعت الكرة من ضربة ركنية استقرت في اقصى الزاوية على يمين ياسين صالح.. كما اعتز ايضا بهدفي الذي احرزته بطريقة عكسية في مرمى الهلال حيث لعب زميلي فهد بن بريك الكرة باتجاهي وانا بالقرب من خط الست فسددتها على الطائر (عكسية) لتسكن شباك حارس الهلال عبدالله سوا!!
عبدالله الكنج
* من المواقف التي لا تزال عالقة في ذهني اتذكر ان مدربنا عبدالله الكنج كان يجلس على حافة المدرج الغربي في ملعب الصايغ.. في لقاء جمعنا بشقيقنا فريق اهلي الرياض الذي كسبناه ب 5/2 وبعد ان احرز زميلي فهد بن عبيد (فهودي) الهدف الخامس نهض (الكنج) من مكانه بسرعة ورفع يديه يشير بعلامات النصر فسقط (قلاب على ظهره)!! من ارتفاع 5 أمتار خلف (جدار) الملعب (خارجيا).. ومن حسن حظه ان سقوطه جاء على شحنة رمل كانت موجودة في المكان الذي سقط فيه ولولا لطف الله وعنايته لحدث ما لا يحمد عقباه..!!
(أنا ومحمد الجمل)!!
* مشكلتي كلاعب انني عصبي وسريع الانفعال وأتذكر ان الحكم محمد الجمل كان آخذاً عني فكرة خاطئة بانني لاعب خشن وادائي عنيف لذلك فقد تعرضت للطرد اكثر من مرة بسببه.. واتذكر لقاءنا بفريق اهلي الرياض اعتقد عام 1387ه بالدوري حصل احتكاك عفوي بيني وبين مدافع المدرسة (ابوكدوس)!! فسقطنا معاً على الارض طبعاً انا انجرحت في يدي وابو كدوس (صب من انفه دم جراء سقوطه) المهم انطلق الجمل مسرعا باتجاهي وقال (برا برا) ولم يمنحني الفرصة لأتحدث معه لتبرير موقفي حتى ان مساعده آنذاك عبدالرحمن الموزان (وهو لاعب سابق كان ينتمي لاهلي الرياض) تعاطف معي كثيرا وحاول ان يفهم الجمل ان السقوط كان عفويا لكنه اصر على موقفه فطردني ظلما لذلك كنت اكره اللعب في اي مباراة إذا شاهدت الجمل حكمها..!!
أرتاح للعميل وابن بريك
* بالتأكيد كنت ارتاح باللعب بجوار زميلي ورفيق دربي المهاجم الكبير فهد بن بريك الذي كان يعد من ابرز المهاجمين الذين انجبتهم الملاعب في المملكة في حقبة الثمانينات، حيث شكلت معه ثنائيا متفاهما.. وبعد دمج النجمة مع الشباب انضم الينا المهاجم الفذ صالح العميل فشكلنا ثالوثا خطيرا يصعب ايقافه والحد من خطورته..!!
دمج الشباب والنجمة
* ففي عام 1388ه صدر قرار يتضمن دمج فريقي النجمة وشباب الرياض (الشباب حاليا) حيث اخذ الشبابيون مسمى (الشباب) وحملوا شعار النجمة (الازرق والبرتقالي) فشكلت ادارة جديدة برئاسة الشيخ عبدالحميد مشخص ورشح في هذه الادارة من النجمة حسن باناجه فقط وبقية الاعضاء هم في الاصل من فريق شباب الرياض باستثناء مبروك الصالح رئيس فريق المريخ الذي دمج مع النجمة كما اشرت آنفا طبعا رفض الشبابيون انضمام اي شخص من ادارة النجمة لأسباب (....)!!
إمكانيات عالية
* استفاد شيخ الاندية من عملية الدمج كثيرا فقد انضم اليه مجموعة كبيرة من اللاعبين الجيدين وابرزهم فهد بن بريك وعبدالله بن سالم وعمر حامد (رحمه الله) وفهد بن عبيد وراشد الجمعان وناصر النومان وفهد بن منيف (سعدا) وعبدالعزيز الجنوبي وعبداللطيف آل الشيخ ونصف هؤلاء كانوا يمثلون منتخب الوسطى اساسيين.. وأتذكر جيدا حين لعبنا ضد فريق النصر عام 1389ه بالدوري كانت تشكيلة الفريق الاساسية تضم كل لاعبي فريق النجمة المتميزين باستثناء نادر العيد وصالح العميل وهذا بلاشك يدل على ان امكانيات وقدرات لاعبي النجمة كانت افضل بكثير من امكانيات لاعبي فريق الشباب.
مشواري مع المنتخبات!!
* مشواري مع المنتخبات بدأ حين انضممت لمنتخب الوسطى في النصف الثاني من عقد الثمانينات ولعبت في دورة المصيف لمنتخبات المناطق بالطائف وبعد تألقي وبروزي القوي في تلك البطولة استدعيت للانضمام لمنتخب المملكة الاول ولعبت معه في لقاءات ودية وحبية مع بعض الفرق الزائرة طبعا لم يكن هناك مشاركات رسمية للمنتخب آنذاك انما كانت مشاركاته مقتصرة على اقامة لقاءات ودية وحبية.
نهائي كأس الملك
* من المباريات التي لا انساها وصولنا لنهائي كأس الملك لموسم عام 89 1390ه في افتتاح استاد الملز (استاد الامير فيصل بن فهد الآن) حيث قابلنا فريق اهلي جدة وخسرنا فقط النتيجة صفر/1 في حين كسبنا المستوى فقط لعبت الظروف التي صاحبت تلك المباراة الشهيرة بأحداثها لصالح الاهلاويين حيث لعبت شوطا واحدا وخرجت متأثرا بالاصابة كما اصيب زميلي المدافع المتألق سلمان الحسينان الشهير ب (دورو) وكذلك صالح العميل لعب تحت تأثير البنج وخرج مبكراً فضلا عن اهدار زميلي المهاجم راشد الجمعان الذي كان غير محظوظ إذ اهدر العديد من الفرص السهلة التي كانت كفيلة بأن نكسب هذه المباراة ونظفر بكأس الملك لأول مرة.
أسماء عالقة
* ثمة لاعبون لاتزال اسماؤهم عالقة في الذاكرة والوجدان من زملائي بفريق نجمة الرياض ومنهم فهد بن بريك وعبدالله المهنا (الشهير بعمر حامد) وعبدالله بن سالم وعبدالعزيز الجنوبي وعبدالعزيز الجويعي وفهد بن منيف (سعدا) والدكتور عبدالله بن مضحي وناصر النومان وفهد بن عبيد (فهودي) وسالم حبيب التنبكتي ودخيل فرج وهؤلاء لا يمكن بأي حال من الأحوال ان انساهم أو انسى الأيام الجميلة التي عشناها داخل دهاليز حي الظهيرة!!
اعتزال الكرة
نهاية مشواري مع الكرة كان في عام 1390ه، حيث اعلنت اعتزالي قسرا بسبب الاصابة التي تعرضت لها في قدمي اليسرى في احد التمارين حيث تسبب سيخ مدفون بالجبس في زاوية الملعب الغربية بعد ان خططنا ارضية الملعب الترابية في اصابتي بتمزق في الاربطة فسافرت للبنان للعلاج ومكثت هناك عدة اسابيع وبعد فترة عدت لممارسة الكرة ولكن الاصابة كان اثرها قويا فقررت هجر الملاعب للابد.
ابتعاد شقيقي المؤسس!!
* شقيقي المؤسس عبدالرحمن آل الشيخ ابتعد عن الفريق في اواخر عام 1387ه بعد خلاف حصل بينه وبين رئيس النادي آنذاك أحمد باعشن الذي كان وراء فكرة دمج النجمة مع الشباب ففي الوقت الذي تقرر فيه دمج الشباب مع اهلي الرياض نظرا لتدهور احوال شيخ الاندية فنيا واداريا الا ان اختلافهما في الشعار والمسمى حول مسار هذه الفكرة ليدخل الشباب مع النجمة نفق الدمج، وقبل ذلك دمجت النجمة مع المريخ فأضحى هناك تضخم كبير من اللاعبين طبعا حاول باعشن اقناع شقيقي بالعودة عقب عملية الدمج الا انه رفض وبشدة بعد ان اتضح له كل شيء...!!
لم أحقق طموحاتي الرياضية!!
* للاسف لم احقق طموحي الكروي ففي الوقت الذي كنت اطمح فيه لتمثيل منتخب المملكة في اول مشاركة رسمية في دورة الخليج الاولى بالبحرين غير ان الاصابة كان لها رأي آخر فاكتفيت بتمثيله في لقاءات ودية وحبية كما اشرت آنفا.
النادي المثالي
يعد فريق النجمة في تلك الحقبة النادي الوحيد الذي كان مهتما بالانشطة الثقافية والاجتماعية اذ كنا ننظم العديد من المسابقات الثقافية ونقيم الحفلات على مسرح النادي الذي كان يشهد حضورا منقطع النظير لاسيما من رؤساء الاندية وأمام ذلك لقب فريق النجمة بالنادي المثالي واتذكر اننا اصدرنا صحيفة هي (اضواء النجمة) وكان شقيقي المؤسس عبدالرحمن مشرفا عليها.
جيل الموهبة والإخلاص
لاعب الامس تميز بالموهبة والاخلاص واحترام شعار فريقه والانضباطية رغم محدودية الامكانات وتواضعها وبالمقابل نجد ان لاعب اليوم توفرت له كافة الامكانيات والامتيازات على ارضية الواقع مع ذلك لم تستثمر بالصورة التي تكفل الارتقاء بمستوى اللاعب وتطويره فنيا ولاسيما في ظل نظام الاحتراف الذي احدث بالتأكيد ثورة كروية للرياضة السعودية.
شخصيات رياضية
في حياتي الرياضية شخصيات اعتز بها كثيرا وجدت منها كل الدعم والتشجيع ابان مسيرتي الكروية ومنهم الاستاذ فهد بن حيزان الذي يعد احد الرجال الاوفياء الذين خدموا النجمة بكل اخلاص وتفان ويكفي انه باع منزله في سنة من السنوات من اجل هذا الكيان. وكذلك الشيخ عبدالحميد مشخص الذي رأس الشباب بعد دمجه يظل احد الرجال المثاليين في تعاملهم وحبهم للرياضة بالمنطقة الوسطى وشقيقي الاكبر المؤسس عبدالرحمن آل الشيخ احد الرموز العصاميين الذين لن ينساهم تاريخ النجمة وما قدمه حتى اسس هذا الفريق بامكانيات متواضعة.. طبعا استفدت منه ومن توجيهاته السديدة.
قائد الهلال مبارك العبدالكريم ضرب أروع الأمثلة في احترام الخصم
عبدالله سوا وياسين صالح استقبلا أجمل أهدافي
|
|
|
|
|