| عزيزتـي الجزيرة
ما أروع لغة الضاد فهي أم الألسنة وسيدة الأزمنة، فقد نطق بها الأجداد وحواها القرآن الكريم فهي صالحة لكل زمان ومكان كما قال الشاعر الحكيم على لسان لغة القرآن الكريم:
وسعت كتاب الله لفظاً وغاية.. وما ضقت عن آي به وعظاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن.. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فهي لغة الضاد لأنها احتوت الحرف الوحيد الذي لا يوجد في غيرها من اللغات ولا تحتويه اللهجات .
وقد امتازت بكثرة الأضداد والأنداد، بل أن حروفها متماثلة مما سهّل حفظها وكتابتها وحسن رسمها وقراءتها ومما يزيدنا بها فخراً وحباً أن حروفها منقوطة وكلماتها مضبوطة بل الأعجب أن لها علامات ترقيم بها يفهم المعنى ويتم التعليم كما في النقطة والنقطتين والفاصلة والشرطتين والتنصيص والقوسين فأمرها غريب وسرها عجيب فقد تماسكت خيوطها وتنوعت خطوطها فجمال الخط دليل على حسن الأذواق ولكن نحذر من كتابتها على المنازل والأسواق لأن ذلك ينافي الآداب والأخلاق.
ولا نريد أن نطيل ولكن يكفينا أن صورها بيانية وتراكيبها معنوية ومفرداتها بديعية وقد بلغ عدد حروفها ثمانية وعشرين ومجموع عددها ستة آلاف إلا خمسين ويكفينا فخراً أن مفرداتها جاوزت الستة ملايين وبقواعدها يقاس الفهم والذكاء ومدى الاستيعاب والصفاء. فحقاً ما أجملها وما أكملها وما أروعها فهي عروس الزمان ولغة القرآن وحسناء الآوان.
علي المشاري - بريدة
|
|
|
|
|