دعوت القوافي أنبئوني فما السر
لعقد لساني إذ دعوت وما الأمر
دعوت القوافي والبيان فما درت
حديثا وحار النثر واعتذر الشعر
ففي ذكر إخوان كرام أجلة
يغيب بديع القول يرتبك الفكر
أياديكم البيضا احتسابا ومنة
تشد دعاة الحق أنى بهم ضر
وأنى شكت ضيما عقيدتنا انبرت
ملوككمو بالدعم فاندحر الغدر
وحسبكمو مجدا كفاكم تجلة
رعاية بيت الله ما بعدها فخر
هنالك في الأقصى بكل ربوعه
ثناء لكم واللسن أنطقها الشكر
تصدر حين الشعب هبَّ لواؤكم
مسيرتنا الخضرا يواكبه الذكر
ورفرف بالتوحيد فارتجف العدا
تعانقه بالأفق ألويتي الحمر
كتبنا على سفر الخلود ملاحما
ومجدا عظيم الشأن ضاق به السفر
مضينا بلا سيف بلا مدفع سوى
بعزم وإيمان يخر له الصخر
سقينا الرمال الغبر دمعا بنشوةٍ
وسرنا وعين الحاسدين لنا شزر
حشود، وما استثنت عجوزا ولا فتى،
تثير بها نقعا، تعاد بها بدر
مواقف لن ننسى سناء جلالها
سيذكرها بالفخر أطلسنا الحر
أواصرنا الوثقى ستبقى مدى الحيا
سلاسل عقيان بها انتظم الدر
إليكم من الأقصى القريب إليكم
عواطف منها العطر يقتبس الزهر
ومني وهذا الوفد أزكى تحية
وصدق الوفا والحب يزهو به العمر
وعفوا حماة البيت إن كنت قاصرا
ففضلكمو فيض ومدٌّ ولا جزر
لئن كانت الأشعار تزجي ثناءها
ففي ذكركم للشعر أوسمة خضر
وقاكم إله العرش من كل حاسدٍ
ودمتم مدى الأيام يغمركم بشر
وبارك بالعون المديد خطاكمو
لمجد يلي مجدا فيزدهر القطر
ودمتم لدين الحق قبلته التي
أنوارها يهدي من أزرى به الفكر
وخلد للفهد العظيم بما سعى
جلائله الحسنى وشد له الأزر
ووفق للعليا المليك محمدا
بسعيهما للعرب ينجبر الكسر
يشيدان للعلم الرصين معاهدا
فنلحق من بالعالم ذاع لهم ذكر
يرصان صف العرب بعد تصدع
فيصفح عن زيد وما قد أتى عمرو
يعيدان أمجادي وعزة شرعتي
على رغم أعداء لئام وهم كثر
نبلغ للدنيا شريعة أحمدٍ
نشيع الإخا والعدل عدتنا الصبر
ننازل صرف الدهر مهما تعاظمت
نوائبه والعسر يعقبه يسر
فإنا رجال منذ بدر وخيبر
لنا جنة الرضوان أو قبلها النصر