| محليــات
اليوم الجمعة..
الأول من شهر رمضان المبارك ومنه..
هو جمعةٌ في الأرض..
وعيدٌ في السماء..
فيه خلق آدم.. وفيه قبض.. وفيه..
فيه ساعة منحها الله لخلقه يستجيب فيها الدعاء..
واليوم يبدأ شهر القرآن.. والصوم.. والتكفير..
اليوم يبدأ شهر فيه يُلْجم المرء شهواته..، ويعتقل رغباته.. ويحدِّد أمانيه.. إلا في العمل الصالح الذي يُنجيه..، وإلاَّ في الطمع في رحمةٍ شاملةٍ واسعة من الله تعالى كي يغسل بها زلَّته، ويمحو خطيئته، ويكفِّر ذنبه..
كي تنجلي عنه غمم الهموم..، وتزول عنه آلام الظُّنون..، وتنقشع عنه سحائب الضلال..، ويستيقظ من غفلة الإنسان..، الذي وسم بالنسيان فكان له منه النَّصيب الذي به يزلُّ، ويضلُّ..، ويهفو..، ويغفو..،
اليوم تتسع الصدور بالأماني..
وتكبر الآمال بالأحلام..
وترسم خطط العمل كي ينال المرء ما تمنَّى، ويسعى إلى ما حلم..، كي يظفر بالأمل..
ففي الله الأمل..
وفيما عنده الحلم..
وفيما يكون منه الأمنية..
هذا يوم يشهد للإنسان عمله..، وفيه يكون لأجر العمل ما لا يعلمه.. إذ قال وقوله الحق:«كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصوم»..
فالله وحده من يؤجر على أن يترك المرء كلَّ ما يخصُّه إلى ما عند الله من الأجر، والمثوبة، والمغفرة..
فخطوةٌ إلى الرحمة..
وخطوةٌ إلى المغفرة..
وخطوةٌ إلى العتق من النَّار..
فاللهمَّ اجعل هذا الشهر بأيامه، ولياليه، وساعاته، ودقائقه، وثوانيه، بعدد كل قطرة ماءٍ أنزلتها وسوف تنزلها من السماء، أو تحتفظ بها في علم الغيب عندك، وبعدد كل لمحة عين، ونبضة حياة فيما خلقت شهر رحمة، ومغفرة، وعتق من النار لكلِّ خلقك من المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، من هو حيٌّ منهم ومن قد مات..
وأن توفق الأحياء منهم إلى حسن عبادتك فيه..
والى الاجتهاد المقبول..
والعمل الصالح..
والبرِّ في الأداء..، والإخلاص في العمل..، وحسن الظنِّ فيك..
فإنَّك عند حسن ظنِّ عبدك فيك كما قلت، وقولك حقٌّ يا إلهي..
اللهمَّ أقِلْ عثراتهم..
وامح سيئاتهم..
واكشفْ كربهم، وأزِلْ همومهم..، وسدِّدْ ديونهم، وضاعف حسناتهم، وتجاوز عن سيئاتهم، واغفر ذنوبهم، واجمع كلمتهم، ووحِّدْ توجههم إليك، وأعنهم ولا تُعن أعداءهم عليهم..
واللهمَّ أبسطْ لهم بساط عفوك..
وافتحْ لهم باب قبولك..
اللهمَّ وأمدَّهم بالعافية، وحسن اليقين، وقدرة الصبر، وإخلاص العبادة..
اللهمَّ..
هذا رمضان بابٌ لمغفرتك..
فمِكنَّا من أنفسنا كي نقوى على ورود الحوض غير خزايا ولا محسورين..
واغفر.. وأرحم..
وسدِّد ومكِّن..
وامنح لنا منك قدرة تكون سلاحنا في جهاد الضعف في نفوسنا كي نحظى برضاك..
اللهمَّ استجب..
وكلّ رمضان خيرٍ وأنتم بألف خيرٍ.
|
|
|
|
|