أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 16th November,2001 العدد:10641الطبعةالاولـي الجمعة 1 ,رمضان 1422

أفاق اسلامية

رياض الفكر
التحذير من اتباع الهوى
سلمان بن محمد العُمري
النفس أمارة بالسوء، ولكل منا نفسه، وبالتالي فعنده ما يمكن أن يأمره بالسوء إلا ما حفظ ربي، وهذه حقيقة علينا أن نواجهها في سرنا وجهرنا، في ليلنا ونهارنا، في ديارنا وخارج ديارنا، والنفس الأمارة بالسوء تجد أساليب وطرقاً عديدة للتمكن من صاحبها والوصول به لزلات القدم التي لا تحمد عقباها.
إن اتباع الهوى هو من تلك الحالات التي توصل بها النفس صاحبها لضلالات تبعده عن طريق الصواب، فالهوى طريق ضال منحرف بعيد عن الصراط المستقيم، وبعيد عن خط الحق والصدق والسلامة، إنها طريق محفوفة بالأخطار والمخاطر، وهي التي تؤدي بصاحبها لطريق بعيد عن العدل والمنطق والسلوك السليم، فالنتيجة تكون ظلماً للنفس وللآخرين وجوراً على حقوق الناس وكذباً في التعاملات وخداعاً في الأخلاق ونفاقاً في الحياة وكلها وغيرها كثير كثير توصل صاحبها لمهالك هو بغنى عنها.
إن اتباع الهوى يأتي بحالات وأحوال عديدة منها التعاملات الأسرية، ومنها الاجتماعية ومنها الثقافية ومنها الدينية ومنها السياسية ومنها العسكرية وغير ذلك كثير.
وتكون الخطورة بقدر حجم المسؤولية التي يتحملها الشخص أو العمل المنوط به، فكلما كبرت المسؤولية وكان العمل على قدر من الأهمية، كان الخطر أكبر في حال زلت قدم صاحبها عن الصواب وانزلقت في طريق الضلالة والهوى.
إننا ونحن في ظروف دقيقة وحساسة من تاريخ وحياة أمتنا ومجتمعنا لنؤكد على هذا الأمر، ونذكر أن جهاد النفس هو من أكبر أنواع الجهاد والنصر فيه لا يأتي بالسهولة، فهو حرب مستمرة دائمة لا سبيل للتراجع فيها، لأن هذا يعني ضياعاً، والانتصار فيه يكون بعون الله تعالى وفضله وبتمكينه للإيمان من قلوبنا ونفوسنا.
إن الأمر يرتبط بشكل حميمي بالحالة الإيمانية الساطعة النيرة للإنسان، وهذا ينعكس بشكل واضح وجلي على التعامل الإنساني والسلوك الحضاري، فالإنسان الذي أنعم الله عليه بضبط نفسه وردعها عن سلوكيات الدونية هو إنسان كبير بمعنى الكلمة، وهو السعيد في الدارين بإذن الله، وهو الذي أصبحت نفسه عوناً له لا عليه، والله نسأل أن نكون منهم، والله ولي التوفيق.
alomari1420@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved