| أفاق اسلامية
يقول تعالى «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم» ومن هنا نجد العداء قد ترصد هذه الدولة التي حملت لواء الدعوة إلى اللّه ونهج نبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم مذ قيامها على يد المؤسس الإمام محمد بن سعود وحتى إعادة توحيدها على يد الموحد عبد العزيز رحمهم اللّه وما زلنا بفضل اللّه على هذا النهج في هذا الوقت بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه اللّّه.
وإن هذا العداء للمملكة ومحاولات الإرهاب التي قامت ضدها ما هي إلا امتداد للعداء للدعوة الإسلامية ومنهجها ليس إلا وحتى إن لونها أصحابها بلون سياسي أو غيره فما هي إلا عداء لنهج الدعوة إذ سياسة هذه الدولة والحكم بها إنما هي منهج دعوي مستمد من الكتاب والسنة وبهذا وجدنا مقومات الحفظ قد تضافرت لها فوجدنا الحقوق تفصل بين العباد بموجب أسس الحكم بالشريعة ورأينا تمثيلا كاملا للدعوة بشكل تخصصي على المستوى الأعلى في مجلس الوزراء بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، كما رأينا على مستوى التطبيق بالعناية التي تفوق الوصف ببيوت اللّه عمارة وإعمارا ورعاية وحفظا، ورأينا مراكز الدعوة وتوعية الجاليات، ورأينا المناهج التعليمية في المدارس والمعاهد والكليات حتى التطبيقية منها والتخصصية البحتة بالعلوم التجريبية، رأينا المعاهد الشرعية وكليات الدعوة والجامعات المتخصصة بالعلوم الشرعية والدعوة رأينا تلك الجمعيات والمؤسسات الخيرية الإغاثية والدعوية، رأينا حماية الوطن والمواطن بعدد من الأنظمة التي تحمي الإنسان ما أوصى اللّه بحفظه من حفظ الدين والعقل والمال والنفس والعرض وكل هذا ذكر لمثال وإلا فعند الحصر تمتلئ المكتبات بما يذكر ويقرر ويرصد من ذلك.
بل لقد أظهر العداء للمملكة لما اتسم به منهجها من تأصيل يحاكي الفطرة ولا يصادمها وذو عقلانية متميزة خالية من التهور فظهر العداء لها من قبل أعداء التأصيل الصحيح ومن قبل المتهورين كذلك، ونعلم أن أكبر ما يخشاه المبطلون الذين يستغلون السذج من البشر ويضللونهم من أجل مصالحهم الدنيوية إن أكبر ما يخشاه مثل هؤلاء هو المنهج الذي فيه إجراء إفاقة لمن هم مخدرون تحت سيطرة جشعهم، ولذا فقد تجد لمن يسيء لأصحاب هذا المنهج ممن ينتسب إليه من المتهورين قبولا واحتضانا وإغواء من العدو الأصلي ليضرب أصحاب المنهج الصحيح من خلال مثل هؤلاء المتهورين فيتهم أهل المنهج بانتساب هذا لهم، وهذا أمر قد أوضحته تجارب التاريخ الإنساني وعالمنا المعاصر شهد مثل هذه الظواهر بل لقد سمعنا ممن قد حذر من منهج المملكة العاقل قبلا ثم ما لبثنا أن رأينا من تبنى أفرادا جعل منها رموزا ثم أشار إلى العقلاء بالتهمة بما فعله الجهال.
إننا أمام معركة حقيقية تتطلب منا وعيا لما يراد بنا وبأمتنا وبديننا وبمجتمعنا وبولاة الأمر فينا، ولنقف أمامها جميعا يدا واحدة، وإذ المعركة معركة تناوئ ما تقوم به المملكة من بناء مراكز لنشر الوعي الديني الصحيح في أنحاء المعمورة وهي مراكز منهجها لا ينتسب إلى فكر معين بل إلى منهج أساسه قال اللّه ورسوله صلى اللّه عليه وسلم، وحرب لما تنشره المملكة من معونات للأقليات المسلمة في المجتمعات العالمية، وحرب لما تقوم به المملكة من إعمار لبيوت اللّه والقيام على تأمين من يؤم الناس فيها وتزويدهم بالعلم النافع، وحرب ليست خفية على المملكة لما تقوم به من دعم مطلق للأسير الذي أسره الصهاينة أعني الأقصى وأهله المضطهدين في فلسطين المحتلة، وحرب لنصرة المملكة لقضايا الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض، حرب ما كانت لتكون لو أننا اتبعنا ملتهم ولكن هيهات هيهات لما طلبوا وبعون اللّه نستمر مهما كادوا وإننا واثقون بنصر اللّه ألا إن حزب اللّّه لهم المنصورون وإن جند اللّه لهم الغالبون وإذ يقول جل من قائل سبحانه «ويمكرون ويمكر اللّه واللّه خير الماكرين».
* الدمام
|
|
|
|
|