| الاولــى
*
* غزة واشنطن الوكالات:
فيما يستعد الفلسطينيون في مخيم خان يونس للاجئين لاستقبال شهر رمضان شأنهم شأن كافة المسلمين في العالم، توغلت الدبابات الاسرائيلية ترافقها جرافات عسكرية فجر أمس الخميس في عمق أراضي المخيم وسط قصف مدفعي مكثف أدى الى استشهاد فلسطيني وإصابة 20 آخرين إضافة الى تدمير منازل عدة في الوقت الذي تزايدت فيه التوقعات عن تحرك امريكي جديد سيكشف عنه وزير الخارجية الامريكي يتضمن استراتيجية تفضي لإقامة الدولة الفلسطينية.
فقد توغل الجيش الاسرائيلي فجرا حوالي ست ساعات الى أكثر من 800 متر في أراض خاضعة للسلطة الفلسطينية وسط إطلاق قذائف المدفعية والرصاص بكثافة وبشكل عشوائي ودارت معركة حامية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي قبل ان تنسحب الدبابات والجرافات العسكرية صباح أمس الى محيط مستعمرة نافي ديكاليم.
وأشارت مصادر أمنية الى أن «الجيش الاسرائيلي دمر كذلك شبكتي المياه والكهرباء حيث احترق المحول الكهربائي الرئيسي للمنطقة، وأقام سواتر ترابية قرب حاجز التفاح غرب خان يونس فيما احترق منزل بالكامل نتيجة سقوط قذيفة بداخله».
وأسفرت العملية العسكرية الاسرائيلية عن تدمير سبعة منازل بشكل شبه كامل وإصابة 22 منزلا بأضرار متفاوتة نتيجة القصف بالقذائف المدفعية كما ذكر السكان المحليون.
وقف أسامة أبو أمونة «41 عاما» فوق ركام منزله بين أزقة المخيم وهو يحتضن اثنين من أطفاله التسعة وبجانبه زوجته يحاول عبثا حبس دموعه وحوله عدد من جيرانه يهدئون من روعه.
وقال أبو أمونة وهو موظف حكومي لوكالة فرانس برس أن منزله المكون من أربع غرف «دمرته الجرافات الاسرائيلية خلال اقتحامها المخيم الليلة الماضية» مستطردا «أين سنذهب وغدا سيبدأ شهر رمضان المبارك.. لقد أصبحنا مشردين». وطالب أبو أمونة السلطة الفلسطينية والعالم العربي والاسلامي «بتوفير مأوى فوري» لأولاده ووالديه العجوزين اللذين يعيشان معه في المنزل نفسه.
وقد قتل فلسطيني وأصيب عشرون آخرون بينهم اثنان في حالة حرجة جدا برصاص وشظايا القذائف التي أطلقها الجيش الاسرائيلي فجرا خلال عملية توغل في خان يونس جنوب قطاع غزة وفقا لمصادر أمنية وطبية فلسطينية قالت أن فلسطينيا في العشرينات من عمره «لم يعرف اسمه» أصيب برصاصة من النوع الثقيل في الرأس خلال التوغل نقل على إثرها الى مستشفى غزة الاوروبي برفح لكنه توفي متأثرا بجروحه.
وذكرت المصادر الطبية أن حالة الجرحى بشكل عام «بين صعبة ومتوسطة ومن بينهم أطفال ونساء كانوا في منازلهم قبل أن يضطرهم القصف الاسرائيلي لتركها مع بداية القصف المدفعي».
وفي إحدى زوايا منزلها الذي تحول الى ركام بعدما دمره الجيش الاسرائيلي، قالت الفلسطينية هيجر أبو لوز «48 عاما» بصوت منخفض وهي تضع يدها على خدها «لا يريدوننا في أرضنا إنهم الاسرائيليون يريدون تدمير حياتنا وإخراجنا من بيوتنا كما فعلوا في العام 1948».
وأبو لوز ليست الفلسطينية الوحيدة التي باتت من دون مأوى رغم قدوم الشتاء وحلول شهر رمضان، فقد أفادت احصائية محلية أولية في محافظة خان يونس ان «أكثرمن عشرين عائلة فقدت منازلها بسبب القصف الاسرائيلي وقد أضيفت الى مئات العوائل الفلسطينية المشردة».
وفيما يتصل بالنشاط السياسي فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس الخميس نقلا عن مسؤولين اميركيين كبار أن وزير الخارجية الاميركي كولن باول سيكشف الاسبوع المقبل عن استراتيجية اميركية جديدة من أجل وضع حد للنزاع في الشرق الاوسط واستئناف المفاوضات بهدف إقامة دولة فلسطينية.
وأوضح المسؤولون في الحكومة الاميركية أن باول سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين يدعو فيها إسرئيل والفلسطينيين الى القيام بخطوات ملموسة في اتجاه السلام من دون أن يعلن عن خطة ستتباين في مطلق الأحوال مع المواقف الاميركية السابقة حول هذه المسألة.
وتابعت المصادر أن باول سيحض إسرائيل على وقف حركة الاستيطان في المناطق الفلسطينية بعد إقرار وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات. وسيكرر باول دعوته الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من أجل وقف العنف واعتقال الاشخاص الذين يشتبه في تورطهم في عمليات إرهابية. وتابعت «نيويورك تايمز» أن باول لن يدعو في المقابل الى إعلان القدس مدينة مفتوحة واعتبارها عاصمة لإسرائيل وفلسطين
|
|
|
|
|