| الاولــى
*
* العواصم الوكالات:
يبدو ان أسلوب الكر والفر الذي تميزت به خصوصا الحرب الاهلية في أفغانستان بدأ يسيطر من جديد على مجريات الاحوال حيث أقر زعيم ينتمي للمعارضة ان مقاتلي طالبان استعادوا جزءا من ولاية في وسط شرق البلاد لكن زعيم طالبان محمد عمر دعا مقاتليه الى الانسحاب من ولاية غازني في الشرق مع أنباء تفيد الى تمسكهم بقندهار التي يقال إنها بدأت تمردا ضد طالبان.
التطورات الجديدة شملت ايضا وضع حرس الحدود الباكستانيين في حالة استنفار اذا ما حاول اسامة بن لادن الخروج من أفغانستان التي لجأ اليها هربا الى باكستان. وهدد الملا عمر «بتدمير أمريكا» وذلك خلال مقابلة بلغة الباشتون بثتها هيئة الاذاعة البريطانية أمس الخميس.
من جهة أخرى قال مسؤول باكستاني كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته ان هذا التدبير اتخذ بسبب الضغط المتزايد على قندهار في جنوب أفغانستان القريبة من الحدود الأفغانية الباكستانية.
وبهذا الصدد قال شاهد عيان من رويترز ان باكستان أرسلت امس الخميس قوات ودبابات الى حدودها الجنوبية مع أفغانستان.
وشوهد قطار يقل جنودا ودبابات وهو يتحرك متجها الى مدينة تشامان الحدودية بينما قال مسؤولو الحدود الباكستانيون انهم أغلقوا الحدود مع أفغانستان لاحباط أي محاولة قد يقوم بها أسامة بن لادن للتسلل للبلاد.
وقال المسؤولون انهم لن يسمحوا بدخول حتى الشاحنات التي تحمل الفاكهة الأفغانية لكنهم سيسمحون للشاحنات التي تحمل امدادات اغاثة بالعبور الى أفغانستان.
واستعاد مقاتلو طالبان السيطرة على جزء من ولاية اوروزغان (وسط الشرق) بعد ان سقطت بين أيدي الزعماء المحليين وفق ما اعلن المعارض حميد قرضاي المناصر للملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه في اتصال هاتفي أجري معه من كابول.
وكان زعماء الحرب المحليون سيطروا لفترة وجيزة الاربعاء على تيرين كوت عاصمة اوروزغان. غير انهم عادوا وانسحبوا إثر هجوم مضاد عنيف شنته طالبان.
وأوضح قرضاي الموجود في مكان ما في الولاية «أردنا تجنب حمام دم واستعادت طالبان السيطرة».
وتمثل اوروزغان الواقعة شمال ولاية قندهار معقل طالبان مسقط رأس زعيم حركة طالبان الملا عمر.
وحميد قرضاي من مجموعة الباشتون وهو مقرب من الملك ظاهر شاه. وقد دخل أفغانستان قبل اسبوعين في محاولة لاقناع زعماء الباشتون المحليين بالانضمام الى الحملة ضد طالبان.
غير ان هذا المكسب لطالبان لايعكس تقدما لها فقد أمر زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر مقاتليه امس الخميس بالانسحاب من ولاية غازني (الشرق) الواقعة بين كابول وقندهار وفق ما أعلن ناطق باسم طالبان لوكالة الانباء الاسلامية الافغانية.
الى ذلك قال الملا محمد عمر في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن طالبان لن تتعاون في تشكيل حكومة موسعة في أفغانستان.
وقال الملا عمر أن أتباع طالبان يفضلون الموت على المشاركة في حكومة ستكون حكومة الشر. وأضاف أن المحاولات والجهود التي استمرت طوال 20 عاما لتشكيل حكومة موسعة لم تسفر عن أي شيء.
وأكد عمر أن مدينة قندهار الجنوبية التي تعد معقلا لطالبان لا تزال في أيدي مقاتلي طالبان.
وعند سؤاله حول الانتكاسات التي منيت بها طالبان مؤخرا قال أنه لا يهم عدد الأقاليم الأفغانية التي تقع حاليا تحت سيطرته لأن الأراضي يمكن أن تتم خسارتها وكسبها.
وقال زعيم أفغاني معارض ان سكان مدينة قندهار بجنوب أفغانستان ثاروا ضد حركة طالبان وان قتالا عنيفا دار في المدينة أمس الخميس.
وقال حميد قرضاي الموجود في أفغانستان لحشد التأييد لعودة الملك السابق ظاهر شاه لرويترز ان طالبان سحبت المعدات الثقيلة من المدينة معقل الملامحمد عمر زعيمها.
وأضاف قرضاي قوله من خلال التليفون الجوال من إقليم ارزكان بوسط أفغانستان ان «الناس ثاروا تماما ضدهم. شعب قندهار خرج الى شوارع المدينة. طالبان بدأت تخرج معداتها الثقيلة من قندهار».
ولم يتسن الحصول على معلومات مؤكدة لما قاله قرضاي من مصادر مستقلة ولكن وكالات الاغاثة تقول ان هناك تقارير تتحدث عن مئات العائلات الافغانية الفارة في اتجاه الحدود الباكستانية بسبب القتال في المدينة. وقال مدير مستشفى قندهار المركزي بخيت الرحمن زاكري الذي تحدثت اليه قناة الجزيرة عبر الهاتف المرئي «ان قندهار كلها تحت سيطرة طالبان وقوات الحركة تسير دوريات في المدينة والمناطق المحيطة بها». وأضاف الطبيب نفسه «ان عناصر الحركة مصممون على الدفاع عنها حتى آخررجل منهم ولن يسمحوا لأحد باحتلال آخر معاقلهم» كما جرى في كابول ومزار الشريف.
وأشار بخيت الرحمن الى ان قرية قريبة من قندهار تعرضت ليلا لغارات جوية أمريكية «أوقعت العديد من القتلى من المدنيين وهدمت عددا من منازلها».
ونفى تقدم رجال القبائل باتجاه المدينة وقال «هذا ليس صحيحا وليس في طالبان سوى مقاتلي الحركة».
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ان معارك تدور «داخل وحول» المدينة من دون أي ايضاحات أخرى.
وفيما يتصل بالقصف الجوي ذكر مراسل وكالة فرانس برس ان قاذفة بي 52 قصفت صباح أمس الخميس مواقع طالبان حول قندز عاصمة الاقليم الذي يحمل الاسم نفسه وآخر معقل للحركة في شمال شرق أفغانستان.
وقد تبادل عناصر طالبان وقوات تحالف الشمال مساء الاربعاء القصف الصاروخي في هذه المنطقة.
ويتمركز آلاف الجنود من تحالف الشمال حول مدينتي خان أباد وقندز حيث يتمركز آلاف من عناصر طالبان كما يقول القائد في التحالف محمود صفبر.
وأوضح صفبر لوكالة فرانس برس «لم تحصل أي معركة الليلة قبل الماضية وما زلنا ننتظر الأوامر للزحف على خان أباد وقندز».
وفي واشنطن صرح رئيس الأركان الأمريكي الجنرال ريتشارد مايرز لوكالة فرانس برس مساء الاربعاء ان البنتاغون سيعيد تقويم استراتيجيته العسكرية في أفغانستان ملمحا بشكل خاص الى ان كثافة عمليات القصف يمكن ان تنخفض بعد اندحار حركة طالبان.
وقال الجنرال مايرز ان خفض عمليات القصف الأمريكية «سيكون الأمر المنطقي الذي يتعين القيام به» الآن بعد انتقال السيطرة على كبرى مدن أفغانستان الى تحالف الشمال.
وستتم اعادة النظر في الاستراتيجية خلال اجتماع في واشنطن برئاسة الجنرال تومي فرانكس المسؤول عن العمليات العسكرية في المنطقة.
وأشار الجنرال مايرز «الى ان جيوب مقاومة لا تزال موجودة وخصوصا حول قندز».
وما زالت الأولوية بالنسبة الى الأمريكيين هي القبص على قادة طالبان وشبكة القاعدة وفي مقدمتهم أسامة بن لادن الذي تقول الولايات المتحدة إنه المتهم الأول في اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة.
وقد يكون هؤلاء القادة في جنوب البلاد وخصوصا في أنفاق ومغاور محفورة في الجبال التي تركزت عليها الغارات الأخيرة للطيران الأمريكي.
ومنذ بدء الحملة العسكرية لمكافحة الارهاب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبرالماضي. أساءت صور الضحايا المدنية خلال عمليات قصف غير دقيقة الى الولايات المتحدة وخصوصا لدى الرأي العام في الدول الاسلامية.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ايضا تدخل قوات خاصة في الجنوب حيث تشجع واشنطن تمرد القبائل ضد حركة طالبان.
على صعيد آخر أعلن ناطق باسم البنتاغون أمس الخميس ان حوالي ألفي جندي من لواء المدرعات «فورت هود» «تكساس، جنوب» بدءوا بالانتشار في الكويت لاجراء مناورات في الصحراء لكي تكون قوة رادعة للعراق.
وأوضح الناطق باسم البنتاغون اللفتنانت كولونيل ديفيد لابان «يذهبون الى هناك في اطار تبديل وحدات لكنها وحدة أكبر وأقوى من الماضي». وأضاف أن أولئك الجنود الذين سيشاركون في مناورات تحمل اسم «ديزيرت سبرينغ» (ربيع الصحراء) ينتمون الى كتيبة مقاتلة من لواء الفرسان الأول المتمركز في فورت هود.
وهدف هذا الانتشار، كما قال الناطق، ان يكون بمثابة قوة رادعة في مواجهة العراق في وقت تقوم فيه القوات الأمريكية بحملة ضد أفغانستان.
طالع المتابعة
|
|
|
|
|