| الاقتصادية
* تغطية أحمد الفهيد:
أنتكون سائقا، فهذا يفرض عليك أن تتعامل مع الطريق بحواسك الخمس، إضافة إلى حاسة سادسة هي التنبؤ وتوقع مفاجآت الطريق.
وأن تكون سائق نقل، فإنك تحتاج إلى حاسة سابعة، هي المحافظة على الأرواح أو الممتلكات التي تنقلها.
وعندما تكون سائقا في النقل الجماعي، فإنك تحتاج إلى حاسة ثامنة في احتوائك لطلبات الركاب واستشعارك لموقعك كحامل لواء قافلة للحج أو العمرة، أو السفر إلى حيث أمنك الركاب على أرواحهم وممتلكاتهم، .. فأي وسام «وأي شرف» بعد ذلك؟!
ومع ذلك فإن هذه الحواس تعتبر أولية وأساسية في سائقي النقل الجماعي، إلا أن معايير الشركات الأخرى جاءت لتفتح باب التنافس وتصقل الأداء بين موظفيها، من خلال الشروط التي تضعها أمام السائقين المتنافسين على منصة التكريم، بداية من المظهر العام والسلوك والسلامة ودقة التوقيت.
إنه شعور رائع أن تعمل في نظام إداري يقدر التميّز ليبعث فيك التحدي ويحثّك على الإبداع والتطور، وهو مؤشر نجاح غير عادي لأساليب الإدارة الحديثة والتي لن تستغرق طويلا حتى تنعكس على ولاء ومعدلات أداء هذا النوع من الشركات الكبرى.
يأتي ما تقوم به شركة النقل الجماعي حيال تكريم شريحة هامة من منسوبيها كنموذج يحتذى لجميع العاملين في النقل والشحن تجاه سائقيهم، كما علق بذلك معالي الدكتور ناصر بن محمد السلوم وزير المواصلات في تصريح خاص «للجزيرة» علق فيه على هذه اللفتة واصفا أياها بالخطوة الجيدة جدا .. مضيفا قوله: نحن نشجع تكريم السائق المثالي الذي يؤدي عمله بدقة وهو جدير بالتكريم سيما وأنه إنسان يمتهن مهنة مهمة ويتعرض بشكل مستمر لمخاطر الطريق وهو يحمل معه الأرواح و الممتلكات.
وهذه الخطوة طيبة جدا ونتمنى من جميع الشركات العاملة في قطاعات النقل خاصة أن تحرص على سائقيها وأن تشجع عامليها المتميّزين سواء السائق المثالي أو الميكانيكي الناجح أو المعاون الجيد وهكذا.
واختتم معاليه حديثه «للجزيرة» مشيدا بتوجه شركات النقل لرفع الروح المعنوية وتقدير المتميّزين من سائقيها الذين يتعاملون مع استثماراتها بشكل مباشر.
جاء ذلك عشية حفل التكريم الذي أقامته شركة النقل الجماعي في فندق الشيراتون يوم الأحد الماضي لتكريم «السائق المثالي لعام 2001م» والذي تم خلاله تكريم 82 سائقا تفخر النقل الجماعي بأن يكونوا ضمن سائقيها الذين يقودون أحدث أسطول بري في المملكة.
وسام السائق المثالي 2001م
هذا ومن جهته فقد عبر سعادة مدير عام الشركة السعودية للنقل الجماعي «سابتكو» المهندس محمد بن عبد الله الفايز عن الآمال ا لكبيرة التي تعلقها الشركة على سائقيها كونهم الواجهة المشرفة أمام عملاء الشركة، مشيدا بما قدمه هؤلاء المميزون ومؤكدا على أنهم خير من يمثل الشركة.
وفي ختام كلمته تمنى م. الفايز على المحتفى بهم استمرارية التميّز والنجاح حتى يحتفى بأعداد أكبر من المتميّزين في كل عام.
وفي بادرة نبيلة أعاد المهندس الفايز إلقاء كلمته المرتجلة مرة أخرى باللغة الانجليزية تقديرا لوجود بعض السائقين الذين قد لا يجيدون العربية.
عقب ذلك القى رئيس قسم العلاقات العامة والدعاية والإعلان عبد الرحمن الجويعد كلمة رحب فيها بمديري الشركة وهنأ السائقين المكرمين على حصولهم على جائزة التميّز لهذا العام وأضاف: لقد دأبت الشركة على تكريم السائقين بشكل سنوي إيماناً منها بالدور الكبير الذي يمثله السائق في دعم وتطوير خدمات الشركة وإظهارها بالشكل المطلوب أمام عملائها الكرام، وبفضل اللّه فإننا نلاحظ ازدياداً في عدد السائقين المكرمين من سنة إلى أخرى، وهذا دليل على حرص السائق على التقيد بقواعد وأنظمة السلامة، حيث بلغ عدد المكرمين في منطقة الرياض «15» سائقا، وفي منطقة مكة المكرمة «19» سائقا، وفي المنطقة الشرقية «14» سائقا، ومنطقة جدة «14» سائقا، عمليات المدينة «9» سائقين، عمليات الطائف «3» سائقين، عمليات عسير «3» سائقين، عمليات الإحساء «3» سائقين، عمليات القصيم «2» سائق.. أي بإجمالي «82» سائقا.
عقب ذلك القى كلمة جاء فيها: نمضي قدما نحو تكريم نخبة من السائقين ثابرت وعملت بكل جد وإخلاص حتى نالت شرف هذا التكريم وهذه المجموعة واصلت العمل ليل نهار لكي تؤدي واجب العمل مع التميز في حسن الأداء فاستحقوا هذا التكريم وفي الطريق وعلى نفس المنوال مجموعات أخرى، وفق مدلولات تراعى وأساليب متطورة لإعطاء كل ذي حق حقه تبدأ من المناطق والعمليات وتخضع لضوابط القيادة العليا والتي بدورها تقول لقد أحسنت ووفيت فها أنت تكرم لتكون مثلا يحتذى ولتشحذ بك الهمم ليتسابق الجميع وما ذاك إلا ثمرة جهد بذل وعطاء قدم فليهنأ من كرم ولننتظر الآخرين ليظل الباب مشرعا والمجال رحبا واسعاً والإدارة مستعدة.
بعد ذلك جاء دور كلمة المكرمين القاها نيابة عنهم أحد السائقين المثاليين لهذا العام جاء فيها: في هذه اللحظات تعجز الكلمات أن تصف مشاعر الفرحة بهذه المناسبة ونحن نقف في هذا المكان وهذا ليس بغريب على إدارة شركتنا الموقرة على تملس احتياجاتنا والعمل على توفيرها وهذا التكريم سوف يوجد روح التنافس الشريف بيننا نحن السائقين على بذل المزيد من الجهد والعطاء لخدمة هذا الصرح الشامخ والمحافظة على التواجد في كل عام بمشيئة اللّه وأن نكون خير قدوة لإخواننا السائقين.
وفي الختام وبالأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي السائقين المكرمين نكرر شكرنا وتقديرنا على هذه التكريم.
وبعد نهاية الحفل الخطابي تتابع السائقون في تسلم وسام السائق المثالي وشهادة التقدير والمكافأة المالية على تميّزهم من سعادة مدير عام الشركة م. محمد بن عبد الله الفايز وسعادة نائب المدير العام للعمليات م. خالد الحقيل وسعادة نائب المدير العام للشؤون الفنية المكلف نائبا للمدير العام للشؤون المالية والإدارية المهندس محمد العايد.
حوار مع م. الفايز
هذا وعقب حفل الغداء الذي أقامته الشركة على شرف سائقيها المحتفى بهم التقت «الجزيرة» مدير عام ا لشركة السعودية للنقل الجماعي المهندس محمد بن عبد الله الفايز حيث سألناه في البداية:
* هل تشترط الشركة التدريب في عقود الحافلات الجديدة من خلال وكلائها؟ وماذا عن الدورات الأخرى في مجالات الصيانة والسلامة؟.
التطوير والتدريب جزء لا يتجزأ من الأعمال التي تعنى بها الشركة وبدون التدريب والتطوير لا يمكن توقع الأداء الأفضل ومن ثم نأمل أن يكون تجاوب السائقين وخاصة السائقين السعوديين في الاستفادة من هذه الدورات على أحسن وجه ومن ثم الشركة تستفيد من سائق جيد وتوسع من خدماتها وتطورها في نفس الوقت.
فالسائق هو الواجهة الأولى وفي أغلب الأحيان الأخيرة لنا أمام عملائنا بحكم احتكاكه المباشر مع الركاب.
وهو أهم عنصر في عملية السعي لعكس صورة مشرفة لبقية جهود العاملين في الشركة من أجل هذا الراكب فالسائق هو الذي يستقبل الراكب وهو الذي يودعه بعد الوقوف في محطة الوصول.
* بمناسبة الحديث عن السائق السعودي كيف تصورون لنا تجربتكم في سعودة خطوط التشغيل من خلال رفع نسبة السعودة بين السائقين؟ وكيف هو مستوى السائق السعودي مقارنة بغيره من السائقين؟
الانطباع لدينا عن السائق السعودي جيد ونأمل إن شاء اللّه أن يكون هذا الانطباع أفضل وأفضل.
ولكننا نلاحظ أحيانا عدم استمرارية السائق السعودي ونحن نقدر ظروفه، ولكن هذا الأمر يخلق لنا مشكلة كوننا نفقد عنصراً جيداً ومدرباً من أبناء الوطن ونتمنى إن شاء الله أن تقل سرعة الدوران للسائق السعودي وذلك من خلال الحوافز التي نقدمها والتدريب الذي نقدمه والتقدير الذي نكافئ به سائقينا الجيدين الأمر الذي نأمل أن يوفر حافزا لاستمراريتهم في العمل.
* يأخدنا الحديث عن تسرب السائقين إلى السؤال عن عدد ساعات العمل المتصلة للسائق الواحد على الطريق، سيما وأنه عمل ميداني قد يصل في بعض الرحلات إلى 12 ساعة قيادة متواصلة؟.
بالنسبة للسائقين فهم يتمتعون بجميع الحقوق التي يكفلها لهم نظام العمل والعمال.
أيضا فكل حافلة من حافلاتنا للرحلات الطويلة يتوفر فيها سائقان، كذلك فأسطول الحافلات التي تملكها النقل الجماعي جميعها مزودة بغرفة نوم قد لا تكون ظاهرة للراكب ولكنها في الواقع غرفة نوم صغيرة يستخدمها السائق الإضافي، فعند انتهاء عمل السائق الأساسي يقوم السائق الإضافي بأخذ موقعه بحيث تستمر الرحلة بنفس كفاءة القيادة وبالتالي الوصول في الموعد المتوقع.
ونحن نعتمد هذه الآلية من أجل راحة الركاب وسلامتهم وأيضا من ناحية راحة السائقين وسلامتهم أيضا.
فالاستمرارية الطويلة لا تكون إلا في بعض المواسم وهذا طبعا نوع من التضحية من قبل الجميع سواء من إداريين أو سائقين فكما تعلم لدينا مواسم مثل مواسم العمرة والحج تختلف ساعاتنا ومواقيتنا الشخصية وساعات عملنا، ونحمد اللّه على تمتع الشركة بنخبة من السائقين المخلصين للشركة والذين لا ينظرون إلى ساعات عملهم في مثل هذه الحالات حيث أننا نعتبرها حالة استنفار والشركة في المقابل تقدر لهم هذا الشعور بالمسؤولية وتتم مكافأتهم على أي ساعة إضافية.
* خدمة الحجيج والمعتمرين شرف لكل من يعيش في هذا الوطن، ولكن ربما تتفق معي سعادة المهندس في أن السائق هو الموظف الوحيد الذي يجب ألا يضحي فأرواح الركاب بين يديه، وربما يقبل العامل بساعات عمل إضافية حرصا على مكافأة العمل الإضافي والتي قد تتجاوز معايير العمل الدولية؟.
قد اتفق معك بشكل عام ولكننا نحرص على ألا تكون ساعات العمل متواصلة ولكن يكون هناك فترات راحة بقدر الامكان، علما بأننا نتكلم عن فترات محددة في مواسم قصيرة وليس طوال العام وهذه من ظروف صناعتنا وكل صناعة تمر بظروف خاصة تحكمها طبيعة نشاطها وهذه هي إحدى مصاعب صناعة الخدمات في كل مكان من العالم لأنك لا تستطيع أن توظف وتلتزم بعقود لتلبي جميع احتياجاتك بما يغطي هذه المواسم لأنه وكما تعلم عملنا موسمي إضافة إلى أننا نقوم بتوظيف سائقين سعوديين مؤقتين ونستخدم خيار التوظيف الموسمي، وهي أمور من شأنها أن تخفف من كثافة الطلب على خدماتنا في هذه الفترات، ولكني أتحدث معك عن حالات محدودة هي المختلف وليس القاعدة في عملنا.
* عندما تدعم الشركة أسطولها بعدد من الناقلات هل تتضمن هذه العقود بنوداً خاصة بالتدريب من قبل الوكيل المورد؟.
الحافلات التي تستخدمها الشركة وهي من نوع مرسيدس طراز 2001م وهي مزودة بمحركها المعروف ب «يوروح» وهي من المكائن المتقدمة كما أن هذا النوع يعد من المكائن الصديقة للبيئة حيث تنتج نسبة تلوث منخفضة جدا مقارنة بالمكائن الأخرى.
أما فيما يخص قيادة الحافلة فلا يوجد هناك تعقيد في قيادة الحافلة، ولكن مع ذلك لدينا نشاط تدريبي قوي لتدريب السائقين وليس فقط على سبل السلامة وإنما أيضا التدريب على قيادة الحافلات المختلفة والسائق الذي يقود حافلة معينة من السهل أن ينتقل لقيادة حافلة أخرى بعد التدريب طبعا.
وبالنظر لأسطول حافلات الشركة نجدها مزودة مثلا بما يسمى «بكابح السرعة» بحيث انه في حالة الضرورة لا قدر اللّه والحاجة إلى استخدام المكابح بسرعة يقوم هذا النظام بتخفيف السرعة بطريقة تدريجية وفي نفس الوقت يحافظ على توازن الحافلة وعدم ميلانها يميناً أو يساراً.
ومثل هذه التجهيزات الحديثة تقوم الشركة بتدريب سائقيها على أداء المهمات بطريقة سليمة وبشكل يحقق أعلى نسب السلامة ويمكّن السائق من الاستفادة القصوى من خيارات القيادة التي تمنحها له هذه الحافلات المجهزة بهذه النظم.
ويبقى شيء
بقي أن نؤكد على أن كثيراً من الشركات وخاصة العاملة في قطاع الخدمات مطالبة بتلمس رأس مالها الحقيقي وهم الفئة التي تمارس العمل المباشر لنشاط هذه الشركات والاهتمام بها إنطلاقا من أهمية الالتفات إلى عامل الفروق الفردية بين العاملين واستثمارها لتحفيزهم على التطور والتميز بعيدا عن قوالب «الموظف العادي».
|
|
|
|
|