| الثقافية
الملَكَة والثقافة
هل الشعر مَلَكة أم ثقافة؟
لا بد للشاعر «أولا» من ملكة شعرية، ومواهب فطرية، وخيال مبدع، وحس مرهف، وهذا لا يحصل بالمران، ولا ينال بالتعلم، وإنما هو فطرة، فإذا كانت الملكة تُصقَل، وتُهذَّب بالاطلاع على آثار البلغاء، كما يهذَّب الصوت الحسن ويصقل بحفظ أصوات المغنين، ولا بد له ثانيا من معرفة اللغة التي ينظم بها، والوقوف على قواعدها، والنظر في آثار أهلها.
فإن اقتصر على الملكة وحدها، ولم يطلع على شيء من هذا كله، كان كشعراء العامة، والمعتاد في الشعر العامي صوره المزرية وأخيلته، ولكنه لا يبقى، فهو كالجسد بلا روح.
فإن اكتفى بما يأتي به الدرس، لم تكن لديه ملكة قط جاء بشعر ذي لغة صحيحة، مستقيم الوزن، لكنه خال من الطبع والعاطفة فعند قراءته لا يهز أوتار قلبك.
إنَّ جلّ الشعراء يجمعون الأمرين فمنهم مَنْ غلبت عليه الملكة وكان شاعراً مطبوعاً عبقرياً، ومنهم من غلبت عليه الصناعة كان شاعراً نابغاً.
ومن خلال النظر في مجموعة من الشعراء كنموذج أمثلة للأمرين فإنه لا يمكن لشعر أن يستقيم بدون أحدهما، فهما يشكلان الروح المعنوية للشعر وهذا حق للشاعر.
خالد مزيد الجهني
بريدة
حينما يتنفس الحبُّ
في حالة الصمت التي سكنت مشاعري والتي أخمدت سيد الحب في داخلي فنسيت أن أُحِبَّ ونسيت أن أفتح باب قلبي لأحد، وتعمدتُ أن أضيّع ذلك المفتاح كي لا أفتح باب تلك العضلة التي لا تملك أن ترفض أن تُحِب أو تُحَب.. ولكني فجأة وجدته دون أن أتكلف عناء البحث أو أن أمسح عرق الجهد في إيجاده ودون أن أفكر حتى في إيجاده، هكذا بلا مقدمات ليرتجف حباً أو خوفاً أو أملاً لا أعلم المهم أن مشاعري نفضت غبار السكون وسحبت بساط السلبية وأبدلته بعنفوان الايجابية، ليتنفس الحب بعد أن كان مخنوقاً معتقداً أن أكسير الحياة بالنسبة له قد انتهت مدة صلاحيته ليعيش في دنيا اللاشعور، إلا أنه بوجودك أخذ يعلو ويعلو فوق أسطر الحياة، وأخذ يستنشق ألوان الحياة العذبة ليعلن انه عاد ليحب من جديد.
ترانيم قلب
الهديَّة
أخذت سمية تتلفت يمنة ويسرة وهي في حيرة من أمرها وهي تنتظر وبشغف ولهفة على أحر من الجمر منتظرة مقدم والدها والذي طال انتظارها ونفذ صبرها من لوعة فراقها وتعطشها لرؤيته.
وبعد مضي الأيام والشهور والسنون لم تصدق بأن باب البيت يطرق وفي ساعة متأخرة من الليل فهبت وبسرعة فائقة لفتح الباب وكان كل أملها بأن من يقف خلف ذلك الباب هو والدها.
وبينما سمية تفتح الباب وإذا بها تفاجأ بأن من خلف الباب هو أبوها فما كان بها إلا أن تنقض في أحضان والدها وتنهمر عيناها بدموع الفرحة العارمة والسعادة الغامرة فقالت: لوالدها يا أبي أين أنت فلقد أصابني الاحباط والحزن والهلع والقلق من جراء غيابك وبعدك عني وقد كدت أن أفقد الأمل بسبب تأخرك في العودة مجددا.
فأجاب والد سمية قائلا لها: لا بأس عليك يا ابنتي الغالية فقد كان كل ما في الأمر أن ما يحزنني الآن هو أنني لن أتمكن من جلب الهدية والتي كنت قد وعدتك بها قبل رحيلي فأرجو يا ابنتي أن تسامحيني على ذلك.
فقالت سمية يا والدي ما قيمة الهدية وما فائدتها في ظل غيابك وبعدك عني وفي ظل فقداني لعطفك ولحنانك إن قدومك إليَّ من جديد وبعد طول غياب لا تعادله ولاتساويه هدايا وكنوز الأرض كلها فكلماتك الأبوية وابتسامتك المشرقة في وجهي تكفيني وتغنيني عن هدايا الأرض كلها فما أجمل اللقاء لأن ذلك اللقاء هو الهدية الحقيقية والهبة من الله تعالى فحمدا لله على سلامتك.
فضل بن فهد الفضل - بريدة
صوت البحر
سفينة أحلامي هائمة على سطح البحر
بلا مجاديفٍ.. والشمسُ قد أوشكت على الغروب
كم كنتُ أعشق لون الغروبِ..
لكني الآن لم أعد أعشقه.. أصبحتُ أخَافه.
بدأ الظلام يغزو المكان
وبدأتُ أسمعُ صوتَ هدير البحر
لكم كان هذا الصوتُ يخيفني
لكن الآن أَلِفتُه
أشعر كأنَّه يناديني
يناجيني
لقد أحببت هذا الصوتَ.. صوتَ البحر
ثم أغمضتُ عينيَّ.. لأسمع تلاطم أمواجه
فلم أشعر بنفسي إلا وقدماي تنغرس
في رمال الشاطئ الدافئة.
أمل الرياض
السعادة
أضاعت الشهوةُ رجالْ
أحطَّ المالُ من شأن النبالْ
أضاع الطمع كلَّ المنالْ
حبُّ غائر امتلك الزمانْ
هبَّت رياح الجشع فكان ما كانْ
ضاع الصدقُ مات الإنسان
شعارات زائفة قتلتْ كل الآمالْ
إنه الذل حقا أن تطمع في المحالْ
ارضَ بقدرك تعش أسعد الأنام
ليست السعادة هي المالْ
لكنها أن تنام هادئ البالْ
أحمد شوقي علي
ابحث عن السعادة!
أيها الحزين الكئيب..
أيها المدفون في حياة الآلام..
حاول أن تداوي جرحك بالأمل..
حاول أن تغير منظارك للحياة..
حاول أن تزيِّف السعادةَ على وجهك فإنها ربما تصبح حقيقة في يوم من الأيام..
حاول أن تخرج من دائرة ضيقة عليها غبار السنين..
حاول وكرر المحاولة فإنه ربما تكسب النجاح فتذوق معنى السعادة الحقيقية وتنسى الآلام..
سميرة عبدالله
جازان
|
|
|
|
|