| الثقافية
(1)
عندما يبكي الغيمُ
ويتثاءبُ قوس قزح
عندما تَنْهَدُّ الفراشاتُ
أمام عُرى هذا الضوء
أُحسُّ أن الزمان خيمةُ البدوي
وتقطفها ريحُ الشمالِ
أحسُّ أن الرمل موج عابث
هادئ كبراءة الأطفال
(2)
عندما يرحلُ الليلُ كسيفاً
كشيخٍ عجوز
تتوكأُ به عصاهُ
عندما نُوزَّعُ
بين الذكريات والأوراق القديمة
أُدركُ أن الحياةَ
نهايةُ الحي المرابط
أو أنها الوطنُ الحزينُ
ينامُ في حُضن الخرائط
«مُشاهد نزق»
ضوءٌ
وقنديلٌ شاحبٌ
وعريٌ موغلٌ في البياض
يستشري اليقينَ
ويبحرُ في التلاشي
كأنه لف السديم في ذراعه
وطوى الشمس في عينه
وهناك على شاطئ الجمر
كان يُسمَّى النزف
كان يسمَّى العزف
كان يحرق الرماد
ويشرب الغسق
في آخر زفيره
جسدٌ ملقى
وغليونٌ يلهث في جانبه
ويورق للعدم..
كنتُ هناك..
أُصلَّي الساعات..
كي أظل طويلاً.
|
|
|
|
|