| الثقافية
منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنا ولغتنا العربية شامخة في سماء اللغات محتفظة بتراثها ومستوعبة لمستجدات عصرها وكانت قبل الإسلام هي لغة عاد وثمود وغيرهما وكانت تحمل بين جناحيها أقواما من اليمن إلى بلاد الشام والعراق وكانت لغة البيان والفصاحة ولغة الشعر والشعراء ولغة الخطب والخطباء خاصة عند أهل الحجاز ثم شاء الله تعالى أن يشرف هذه اللغة ويحفظها عندما أصبحت لغة الإسلام شرف عظيم لهذه اللغة ولأهلها أن ينزل كلام رب الأرباب ومسبب الأسباب وخالق آدم من تراب هذه اللغة فمنذ ذلك الوقت أصبحت العربية لغة دين سماوي ووعد الله بحفظها مع حفظ كتابه الكريم عندما قال سبحانه: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنَّا له لحافظون» وأصبح من أولويات تعلُّم الإسلام هو تعلم العربية وأنظمتها حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله جعل تعلم العربية فرضا على كل من أراد فهم القرآن والسنة لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب كما عند الأصوليين، وتجد اليوم ما يزيد على سبعمائة مليون مسلم ينطقون العربية في أنحاء العالم بل لقد أعجب بهذه اللغة العربية كثير من نصارى وأصحاب الديانات الأخرى كما هو الحال مع عالم الدلالة «جاك بيرك» فأصبحت اللغة العربية لغة حضارة بأكملها فمن لغة قوم أعراب في جزيرة جدباء إلى لغة دين وحضارة أذهلت العالم باستمراريتها وتطورها وتأقلمها مع شتى العصور وهذا واضح جلي في عدة أنظمة ساعدت هذه اللغة على التطور ومنها نظام التعريب ونظام الاشتقاق وغيرهما فسبحان الله ما أصدق وعده وسبحان الله ما أعظم فضله عندما وعد بحفظ كتابه العربي للعرب والمسلمين ومع محاولة بعض الأعداء وأتباعهم من بني جلدتها بتعجيم هذه اللغة واستبدالها بغيرها بغية التطور وبعض الدعاوى الساذجة الممجوجة كما فعل أتاتورك في تركيا ولكن الغيورين باقون في عمل كل ما يستطيعون لحفظ العربية من دنس أمثال هؤلاء ومخالفاتهم العفنة فاللهم احفظ لغة الإسلام واجعلها شامخة برَّاقة في سماء المجد وصروح التطور.
مرزوق بن ربيع البشري
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم
كلية اللغة العربية
|
|
|
|
|