| مقـالات
لأول مرة في تاريخ الحروب التي تعيشها البشرية اليوم تتواطأ أجهزة الاعلام الدولية عامة والغربية على وجه الخصوص، والأمريكية والبريطانية على وجه التحديد بتجاهل معاناة اللاجئين الأفغان النازحين الى الحدود المجاورة.
صور من مأساة الانسان تعرضها مشاهد البؤس، والجوع والمرض، وأسراب من المسير المتعب رجالا ونساء، شيوخا وأطفالا، يتامى، وأرامل، وجرحى، يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء.
كل ذلك لا يشفع بعرض المشاهد والصور على شاشات التلفزيون الغربي، وقد أجمع «أئمة» الإعلام وصناع القرار السياسي في بلاد الديمقراطية، وحرية الرأي والتعبير على عدم عرض مآسي اللاجئين الأفغان لأن ذلك من شأنه تأليب الرأي العام ضد سياسة الحرب التي أججها الاعلام ورضي بها اليهود. ما هذا المذهب الاعلامي الجديد الذي تطالعنا به وسائل الإعلام في الغرب؟
ألا يمثل هذا التوجه نسفاً لكل قيم الحرية الاعلامية وحقوق الانسان التي طالما تغنى بها المجتمع الغربي ونظّر لها؟
وهذا التعتيم الاعلامي، وتهميش الانسان اللاجىء، المشرد، والمعذب، ضحية الظلم والحرب ألا يمثل تضليلا للرأي العام عن واقع الحرب الدائرة في أفغانستان؟!
لقد ظلت وسائل الاعلام الأمريكية تعيب وسائل اعلامنا العربية وتصفها بالخنوع لعصا الدكتاتورية ولسان التسلطية السياسية، وخاضت كثيرا في العلاقة بين السلطة ووسائل الاعلام في الوطن العربي حتى استدار الزمان دورته فسقطت هي في الفخ نفسه لتكون لسان الحكومة الناطق بسياستها والمتكتم على ممارستها الدبلوماسية والعسكرية. ما شأن هذا التعتيم الاعلامي الغربي على معاناة اللاجئين ومأساة المشردين في أفغانستان؟!
سؤال كبير، بحجم القضية التي يطرحها والأبعاد التي يتضمنها، نترك اجابته للذين ينادون بفصل «الأيديولوجيا» عن الإعلام!!!
أستاذ الإعلام السياسي المشارك جامعة الإمام
|
|
|
|
|